عبدالمجيد البريدان ، عبدالمجيد الطلقي ، تصوير - عبدالعزيز فاران - إخبارية عرعر:

ملفاتهم عالقة ومعاملاتهم عالقة وحياتهم “بدون” طعم ، لا وظائف ولا إعانات و”بدون” تعليم ، وأطفالهم “دون” تطعيم.

“البدون” القضية العالقة في الأدراج ، الناشبة في الحلوق ، والقشة التي قصمت ظهورهم ، ووصمت حياتهم ، حيث لاصبح لها قريب ، وككرة الثلج مُتداولة بين اللجنة المركزية والمُدن المركزية والمحافظات المركزية ، والأحوال ألا مركزية.

حياتهم زهادة ، وقلة وفادة ، ولا ترحيب ولا رفادة ، ولا سكن إلا بإفادة.

يقول الدكتور مفلح القحطاني رئيس جمعية حقوق الإنسان في تصريح -سابق- أن هناك توجها بإصدار بطاقات مُمغنطة لأبناء القبائل النازحة -بحسب ما اطلعت عليه الجمعية ووردها من وزارة الداخلية- على أن تكون تلك البطاقات مرحلة أولية لحل مشكلة البدون في السعودية، تمهيداً لتجنيسهم، تزامناً مع التاريخ الموحد لانتهاء جميع بطاقاتهم، ويوافق نهاية العام الهجري الجاري.

ويُضيف؛ كان الملك فهد -رحمه الله- قد أصدر مرسوما ملكيا عام 1421، يقضي بأن كل من يثبت انتماؤه إلى هذه القبائل الأربع، يحق له “استرداد” الجنسية السعودية، إضافة إلى أن الأمير نايف بن عبد العزيز – رحمه الله- قال عن أبناء القبائل الأربع “عنزة، وشمر، وبني خالد، والأساعدة من عتيبة” “هم أبناء الوطن ذهبوا وعادوا”وقال رئيس جمعية حقوق الإنسان: إن تطبيق الأوامر السامية التي صدرت بخصوص هذه الحالات بمفهومها الواسع، من شأنه حل كثير من القضايا المتعلقة بملف “البدون”، لافتاً إلى أن الحل النهائي لمشكلة الأبناء من شأنه تقليص العدد، حيث تتزايد الأعداد في ظل تجمد قرار البت بأمرهم.

ويروي بهذا الشأن لـ”إخبارية عرعر” العم بادي الاسعدي معاناته ، حيث أنه من فئة “البدون” فقد ولد في هجرة طلعة التمياط بمنطقة الحدود الشمالية ،ولم يحصل على الجنسية السعودية بسبب جهله بنظام التجنيس في السابق ، حيث كان بدوياً رحالاً كل همه هو مورد الماء، ولم يكن يعي بأن الحياة سوف تصعب عليه في المستقبل ، رغم أن معظم أقاربة حصلو على الجنسية السعودية قبل 12 سنة.

العم بادي الآن في (السابعة والخمسين) من العمر، وأيضاً دون هوية ، ويسكن في غرفتين من الصفيح ، ويحلم بالحصول على منزل يقيه هو عائلته برد الشتاء وحرارة الصيف ، ولكن الانظمة لا تسمح له بامتلاك منزل بسبب أنه من الفئة المعنية.

“عايش العنزي” هو الآخر “بدون” بعد أن كان سعودياً ، حيث يروي لنا؛ حصلت على الهويه الوطنيه قبل ٣٥ سنه وسحبت مني عند مراجعتي لتعديل بسيط فيها قبل 11 سنه وأصبحت من فئة “البدون” ، ويذكر أنه وخوته الذين عددهم ٣٧ قائلا؛ تم منحي مشهد من اللجنة المركزية ومضى على انتهائه ٦ سنوات ولا استطيع مراجعتهم وتجديده، و جميعنا ٣٧ مواليد مدينة عرعر ، من حقنا التوظيف والسكن والعلاج واكمال الدراسه ،ومن حقنا ايضا الحصول على المعونات من الجمعيات الخيرية.

وذكر عايش أن أخوته الـ ٣٧ بعضهم لم يتزوج ويكمل نصف دينه لصعوبة الاجراءات بهذا الأمر.

“أبو إبراهيم”: هو الآخر من فئة “لبدون” حيث يقول؛ من عام ١٤٠٥هـ ليس لديه هويه و‘نما توجد بطاقه من معرف قبيلتي منتهيه الصلاحيه ولا أستطيع الخروج خارج المملكه لتجديدها من معرف قبيلتي المستقر في دولة البحرين ، مضيفاً معاناته من النقاط الأمنيه وعدم إستقبال المستشفيات له وأبنائه ، مُشيراً أنه اثناء سفره داخل المملكه لاتستقبله الفنادق والشقق المفروشة لعدم وجود هويه معه ،واوضح ان ابنائه يتعرضون للاحراج في الدراسة امام زملائهم عند سؤالهم عن كرت العائله، مؤكداً أن معاملته باللجنه المركزيه منذ ١٠ سنوات.

وقد ألتقينا “سعد العنزي” من عائلة سعودية ولكن مع وقف الهوية الوطنية، حيث يروي قصته؛ بأنه هو وعائلته لا يحملون الجنسية السعودية بينما أحد أخوته وأعمامة يحملون الجنسية السعودية، حصلو عليها في1424هـ بينما هو وعائلته لم يتحصلو على الجنسية بسبب تقسيم اللجنة المركزية لحفائظ النفوس الى 7 لجان ، حيث كانت معاملة أخية وأعمامة في اللجنة الخامسة وقد قامت اللجنة بالبت فيها و تم منحهم الجنسية، بينما معاملته هو وعائلته باللجنة الثانية،والتي لم تبت بها فاصبحت معاملته متعثرة.

وأضاف؛ بانه حينما قام بالعديد من المراجعات والبحث عنها وجدها منجزة لم يتبقى عليها سواء التوصية، وبعد ذلك يتم منحه الجنسية ،وحتى الان مضى 12 سنة ولم تتحرك معاملتهم، وأشار بأنه لدية صك وفاة جده لأبيه قبل 40 سنة صادرة من المحكمة الشرعية بمحافظة حرض بالمنطقة الشرقية، ممايدل على أنه سعودي الأصل والمنشأ، ويشهد على ذلك شيخ قبيلته.

وعند سوالنا له عن العقبات التي تواجههم أجاب؛ تواجهنا الكثير والكثير من العقبات ففي التعليم نحن محرمون لا يسمح لنا بمواصلة الدراسة بعد الثانوية ، حيث تعد الثانوية العامة آخر الموهلات و الجامعات ترفض قبولنا وتصنفنا باننا أجانب فليس لنا نصيب من التعليم العالي.

وكذلك نحن محرمون من حقوق الملكية وسياراتنا ليس لنا حق بإمتلاكها مما يجعلنا نضعها باسماء أقاربنا، و في القطاع الخاص ايضاً محرمون فلا يحق لنا الالتحاق بسبب اننا لسنا سعوديين ، وأضاف معاناتنا كبيرة،و نواجه صعوبة بالغة في توثيق عقود الزواج – هذا انا بلغت 36 عام من عمري ولم اتزوج بسبب صعوبة الانظمة في ذلك الامر – وأشار الى ان بطاقة الإقامة التي يحملها منتهية الصلاحية منذ سنتين فلم يستطيع تجديدها بسبب ايقاف التجديد من قبل وزارة الداخلية لجميع فئة البدون ، ونعاني الكثير خصوصاً في نقاط التفتيش الامنية حيث نتعرض لكثير من الصعوبات فبعض رجال الأمن حينما يستوقفه ويقدم له بطاقة الإقامة يظنه من العمالة المخالفة والبعض منهم يستغرب من بطاقة الاقامة التي يحملها.

وذكر؛ الان مصيرنا معلق ننتظر التجنيس أو الموت إيهما ياتي اولاً ، لم نستطع توفير الحياة الكريمة لنا ولعائلتنا ، فقد اطلقت تغريدة عبر التواصل الاجتماعي لاقت الكثير من الرتويت هي “البدون للتقبيل لاي دولة وببلاش فقط” ويختم قائلا “كان الحصول على الجنسية امراً غير معقد لكن المشكلة تكمن فى أن معظم البدون هم بدو رحل أميون يجهلون أنظمة الدولة ولم يسجلوا أسماءهم”.

أبيات وجهها أحد فئة “البدون” للأمير محمد بن نايف وزير الداخلية لاقت إعجاباً كبيراً:

ياسيدي ياسيدي خمسة أبيات
أشرح بها أسباب الأسى والمرارة
بطاقتي سوداء وخمسة سنوات
كل ما أنتهت غارة تجينا بغارة
وحنا بظل أهل الوفاء والمروات
آل السعود وكاسبين الصدارة
اللي كما هاك الجبال المنيفات
وياسعد من زفوا عليه البشارة
حنا بوجهك يازعيم المهمات
يا أمير يا تاج الفخر والأمارة