أتعرف مكان قبر صديقي ؟


أتعرف مكان قبر صديقي ؟


وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.ararnews.com/2624234.html

ما دعاني لكتابة المقال عندما كنت في تشييع رجل رحمه الله إلى مثواه الأخير في المقبرة تذكّرت صديق عزيز عليّ رحمه الله رحمةً واسعة وأدخله فسيح جناته قد دُفِن بنفس المقبرة ولم أتعرّف على قبره للوقوف عليه والسلام والدعاء له .

ورجعت إلى نفسي وتساءلت كثيراً لماذا لا تكون القبور مرقّمة وتوضع لوحة عند القبر ويكتب عليها اسم المتوفّى وتاريخ وفاته ليسهُل على ذويه ومحبيّه معرِفة مكان قبره وخاصةً أن الحبيب محمدا صلّى الله عليه وآله وصحبه وسلّم قد أمر بزيارة القبور(إني نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإن فيها عبرة)

والعجيب في الأمر أنّك عندما تزور المقابر في البلاد الإسلامية تُشاهد قد وضِع على قبورها الاسم وتاريخ الوفاة وبسهولة تصل إلى قبر المتوفّى ولكن عندنا الأمر مختلف تماماً ولا أدري ما السبب الجوهري في ذلك وكأننا نعيش في عالم آخر غير العالم الذي يتعايش فيه الآخرون فوق سطح الأرض ؟!

أليس الإسلام دين شامل وتعاليمه السمحة صالحة لكل زمان ومكان ؟!
قد يقول قائل خوفاً علينا من أن نتعرّف على قبر فلان وعلان من الصالحين ونتعاظمهم ونتخذ قبورهم أصناما تُعبد من دون الله ونقع في الشرك والكفر عياذاً بالله من ذلك !!

وكأنّه يتحدّث عن زمان عبادة القبور الذي ولّى من غير رجعة أيام الجهل والتخلف الفكري عندما ابتعد الناس عن العلم وعبادة الله العبادة الحقّة أما علِم أنّه في هذا الزمان الذي تطورت فيه الحياة وتسارعت المعرفة بشكل مخيف أيضاً يوجد إلحاد وكُفر وإشراك بالله ولكن من نوع آخر (حديث) فبعضهم يعبد المال والنار والمنصب والشيطان وحتى موضع الولد فالكفر والشرك موجود ولا يقتصر على زمان دون زمان.

فلله درّ هذا الفكر الَّذِي دائماً يتخذ (الوصاية) علينا سدا لكل شرّ ويقدّم سوء النيّة في المجتمع في كل شاردة أو واردة وذلك من باب القاعدة الفقهية (درء المفسدة مقدم على جلب المصلحة ) حتى أصبح الإنسان يشك بمن حوله من كثر المفاسد التي دُرئت عنه وهي في حقيقتها وهمٌ لاأساس له من الصحة .

والسؤال الأهم أليس قبر خير البشر وسيد ولد آدم صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وقبر صاحبيه خير الأصحاب أبا بكر الصديق وعمر الفاروق رضي الله عنهما وأرضاهما عندما نزور المسجد النبوي الشريف ونذهب للسلام عليهم نشاهد أسمائهم مكتوبة ومع ذلك لم نُشرك ولم نتخذ قبورهم أصناما تُعبد من دون الله ؟!

والحقيقة الأُخرى المؤلمة أن الحبيب صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم الرحمة المُهداة بأبي وأمي ونفسي وكل ما أملك فداه ثبت عنه في سنن أبي داود وحسّنه الألباني أنه صلى الله عليه وسلم (وضع صخرة عند رأس عثمان بن مظعون وقال : أتعلم بها قبر أخي ، وأدفن إليه من مات من أهلي)

همسة في أذن :

المُمتلئ عقله بأفكار غيرُه تريّث وتبيّن وأقرأ جيداً في سيرة خير البشر صلّى الله عليه وآله وصحبه وسلّم وستتبين لك الحقيقة .

خاتمة
اللهم هيّئ لنا الصُحبة الصالحة النافعة التي تدُلنا على الخير وتدعوا لنا في حياتنا وبعد مماتنا اللهم آمين .

محمد بن حوران العنزي


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com