بوادر انطلاقة قوية لمشاركة المرأة في الانتخابات البلدية المقبلة


بوادر انطلاقة قوية لمشاركة المرأة في الانتخابات البلدية المقبلة



محليات - إخبارية عرعر:

بعد التطور الملحوظ للمرأة في مجالات شتى في السنوات الماضية من منصب مساعد وزير التربية والتعليم وعضوية الغرف التجارية إلى مجلس الشورى تستعد المرأة السعودية الآن للدخول في الانتخابات البلدية للانتخاب والمشاركة في ترشيح المرشحين وفقا لضوابط شرعية كما أعلن عنها سابقا. ففي الدورة الأولى عام 2004 كانت هناك مطالبات بشكل فردي للسيدات بالترشيح للبلديات، ولكنها تبلورت عام 2010 لتشمل مناطق المملكة المختلفة لتنشأ مبادرة نسائية وطنية لتفعيل القرار الملكي. من هذه الرؤية تمت شراكة بين حملة بلدي ومؤسسة الوليد بن طلال الخيرية وبين معهد إنماء المدن لإنتاج المشروع الأول للمبادرة والتي هي الورش التدريبية وتعزيز المشاركة الاجتماعية للمرأة السعودية.

في البداية تتحدث لصحيفة الرياض، هتون الفاسي المنسقة العامة لحملة بلدي حول بداية الورش المقامة للاستعداد للانتخابات القادمة والبالغ عددها ثلاثة عشر ورشة على مستوى المملكة: الحملات الانتخابية في طور الاستعداد والتقسيم لشهور القادمة وحتى الخريف القادم حيث سينتهي التدريب والاستعداد للانتخابات في السنة الميلادية الجديدة.

هنالك احتياج كبير لتدريب المنتخبات والحملات الانتخابية، فنحن مجموعة ذو قدرات محدودة ففي كل ورشة احتوت من 25 إلى 30 سيدة فلا نستطيع تغطية المملكة كلها. كما أن التدريب يقدم على مستوى عال من المهنية والكفاءة حيث تعاونا مع مؤسسة لبنانية عن طريق المعهد العالي للمدن لتدريب الانتخابات والشأن العام.

أن جميع الدورات التي نوفرها هي دورات مجانية، فمؤسسة الوليد بن طلال الخيرية هي الداعمة لهذه الورش. اما القبول فهو مشروط حيث تقدم المرشحة سيرتها الذاتية لتليها مقابلة شخصية للتأهل بعد ذلك. ترشح لحد الآن 30 من 360 سيدة تقريبا 10% من المتقدمات الجدير بالذكر أن العدد قابل للزيادة والنقصان.

وتضيف الفاسي أن الذي نسعى له هو دخول النساء بالمجالس البلدية على مستويين: الأول هو الترشيح أما الثاني فهو التعيين. الترشيح هو الدخول بمسألة الانتخابات وتقديم برنامج انتخابي والخوض في العملية الانتخابية وإقناع المرشحات وتبني قضية اجتماعية والتبحر فيها، أما التعيين فهو مرتبط بالوزارة. فدورنا هو تجميع السير الذاتية للنساء الفاعلات في كل مناطق المملكة وتوصيلها لفروع الوزارات في المناطق، فحين تصل هذه القوائم يتم بعد ذلك التعيين.

أما المدربات فهن من العالم العربي من الدرجة الاولى مابين لبنان والأردن، بالإضافة إلى UNW التي مقرها بالأردن لتدريب السيدات. ومن بعدها سيكون هناك مشاركة لسعوديات ليصبحن مدربات للمرشحات في دورات قادمة.

وبعد سؤالها عن فعالية وماهية هذه الورش تجيب الفاسي: الحقيقة ان التدريب كان فعالا جدا بالنسبة للرجال، اما صدى الانتخابات فضعفه يعود للإعلام وليس التدريب. فالوزارة قامت برفع تدريب خاص بالرجال على مستوى المناطق وإعطائهم ورش توعوية باستمرار لإدارة المجالس البلدية وجس نبض المواطن والمواطنة. فالاهتمام الإعلامي قد يرفع من حملة ويخفض أخرى.

كما أن نوع الدورات توعوية بمفهوم الانتخابات عامة ودوره في النظام الديموقراطي العالمي ومن ثم بالنظام السعودي والمقصود به النظام الأساسي وتاريخ المجالس البلدية في السعودية والتي تعود لبداية القرن في منطقة الحجاز. من ثم التعريف بالنظام الأساسي للدولة وبعدها تفاصيل العملية الانتخابية وإجراءاتها ومراحلها. فتبدأ من مرحلة تسجيل الناخبات والناخبين والآلية المتبعة وعملية تجهيز القوائم وفرزها. أما ما هو دور المجالس البلدية بعد عملية الانتخاب ومحاسبتها وكيف يمكن ان تساهم المرأة وان تكون فاعلة في نمو بيئتها، فحملة بلدي لخصت هويتها ومنطلقاتها الاجتماعية والحقوقية والسياسية والثقافية. المطالب الحقوقية والاجتماعية منطلقة من جزء المواطنة وحقوقك في الوطن مثل ما لديك من واجبات. فالمشاركة في المجالس البلدية هو حقك لتعبير عن رأيك ومساهمتك لمجتمعك. اما الثقافية فهي مرتبطة بالحضارة و الوعي حول ما يدور حولك والارتقاء بعدها. اخيرا السياسية هو آلية التعبير عن مشاركتك في الشأن العام. فالنساء نصف المجتمع ولا يتوقف دورها عند باب المنزل بل يخرج على الفضاء العام. نحن نسعى إلى أن تسهم بلدي اكثر في تشكيل لجان نسائية تابعة للوزارة لأنهم من النساء الفاعلات في المنطقة وسبق ان اخذوا الورش وخلفية كافيةه عن آلية الانتخابات حيث في إحدى المناطق قامت عضوات حملة بلدي بالدخول الكامل في الانتخابات.

تتحدث نورة الصويان مشرفة التدريب للانتخابات بمنطقة الرياض وإحدى عضوات مبادرة بلدي حول الصعوبات التي واجهت المبادرة بقولها: دخول المرأة لم يكن سهلا فالكثير من العقبات واجهنا لدخول في هذه الانتخابات. فبعد قرار الملك عبدالله بن عبد العزيز عام 2010 ودخول المرأة إلى الانتخابات البلدية بدأنا بالبحث عن المقر لإقامة هذه الورش في المناطق فكانت هذه هي ثاني صعوبة بعد القرار الملكي. تواصلنا مع العديد من الجهات ولكن السؤال المتكرر من قبلهم هو لأي جهة نتبع له؟. بالتأكيد هذا النوع من الصعوبات تواجه أي مؤسسة مدنية وتخوفها من أي شيء غير حكومي. فكان إيجاد المقر العقبة الأساسية مع الوقت وتعرف الناس على منهجية المبادرة. في البداية قامت إحدى العضوات والتي تملك مركزا تدريبيا باحتواء الورش. كانت الورش أكثر من رائعة فمشاركة المرأة السياسية كانت قوية فالصورة النمطية عن المرأة السعودية غير عادلة لها في الداخل والخارج ولكنها اثبتت عكس ذلك بتفاعلها في لعب الأدوار في الورش العملية وانضباط الحضور بعد أوقات دوام السيدات مباشرة من الساعة الرابعة إلى العاشرة مساء.

الأمر الأخر وهو التفرغ للعمل مع المبادرة. فنحن كعضوات اكاديميات وموظفات وسيدات اعمال فلا يوجد أحد منا متفرغ. تم التنسيق على مستوى المناطق بعد ذلك ليكون العمل خمسة أيام في الأسبوع وتحديد القوائم بالأسماء وتنظيمها. في جدة والرياض قمنا بإعادة الورش مرتين بخلاف باقي المناطق، حيث احتوت في الرياض المرة الأولى 36 سيدة والمرة الثاني وصلت إلى 25 سيدة.

وتضيف الصويان: للأسف الشديد قمنا بتزويد الوزارة بخطابات عديدة لتنسيق فيما بيننا ولم يحدث إلا الكلام الشفهي بعيدا عن الأفعال الحقيقية. أما الجدير بالذكر هو تواصل المجالس البلدية مع منسقات بلدي في جميع مناطق المملكة بخلاف الرياض. حيث تم رفع الخطاب للمرة الثالثة بأننا سيدات نمثل مبادرة بلدي بالرياض حيث يتوفر لدينا كفاءات وتدريب للانتخابات وحتى الآن لم يحدث شيء.

فاطمة عطيف المسؤولة عن حملة بلدي في منطقة جازان تبرر أهمية خوض المرأة السعودية هذا المجال بقولها: دخول المرأة الانتخابات البلدية ليس ترفا للمرأة السعودية وإنما ضرورة تفرضها تحديات العصر ومشاركتها القرار للرجل. هناك الكثير من يرها هامشية حتى بعد القرارات والتوجيهات الواضحة من القيادات العليا نجد من يتعامل مع القرار بحذر خاصة من المعنيين بهذا الشأن «البلدي» فمشاركة لا تعني انسلاخها من هويتها الإسلامية كما يتخيل البعض. ولتوضيح الأمر فمشاركة النساء هي للاستفادة من مساندة العنصر النسائي لدفع عجلة التنمية وفق ضوابط شرعية ومشاركتها ليس تفضلا وإنما حق واحتياج لمجتمع يحتاج لنصفيه فحجم التحولات والتحديات باتت كبيرة الان. نحن بجازان متفائلات بالانتخابات القادمة لأننا لدينا دعم ابوي من سمو امير المنطقة محمد بن ناصر الذي يرحب بكل المبادرات الوطنية ومن جميع الهجات المعنية وقد تلقينا دورات خاصة بالمشروع البلدي وكيفية خوض العملية الانتخابية ويجري التواصل للاستفادة من السيدات المدربات وهن على اتم استعداد للمشاركة.

لطيفة العييري إحدى المشاركات بالورشات سيدة اعمال تتحدث: متفائلة جدا بهذه الانتخابات والتي ستفتح أبوابا كثيرة للمرأة حيث ستثبت وجودها المهم في المكان جنبا إلى جنب. ان التحضير ما قبل الانتخابات توضح أنها على أتم الاستعداد في الخوض لهذا المجال بكل جدارة حيث اثبتت مكانتها في مجلس الشورى،

والغرف التجارية وستكون كذلك في الانتخابات القادمة. أرى في المستقبل القريب بإذن الله تعزيز للمشاركة المجتمعية لنساء في المملكة العربية السعودية تعزيز للمهارات القيادة والمشاركة السياسية لها في المجتمع. بالتأكيد استفدت من هذه الدورات وورش العمل حيث انها من دول عربية سبقونا في هذا المجال ونقلوا لنا خبراتهم ونجاحاتهم في الانتخابات وإدارة الحملات. فنحن على أتم الاستعداد لانتخاب من يستحق مما لديها اجندة تخدم وضع وحركة المرأة في المجتمع.

تتفق معها لطيفة المعيوف تخصص علوم أدارية: خبرتي في قطاع البنوك ومجال التدريب الإداري ومع ذلك أحمل هم المجتمع على أكتافي فرؤيتي هي أن المرأة لديها القدرة العالية على النجاح والتفوق في أي مجال تؤمن به فما بالك في الوطن والأهل. وتضيف: التأهيل للانتخابات خلال الورش التدريبية كانت فوق المتوقع، فحرص السيدات والتزامهم بالواجب الوطني كان واضحا خلال الورش. أتمنى ان أكون مفتاح انتخابي لدعم أي سيدة ترغب بترشيح نفسها للانتخابات ودعمها بقوه للخوض فيه.

تختتم هتون الفاسي الحديث بقولها: اتمنى من الوزارة رفع القيود التي من الممكن ان تعطل دخول النساء الانتخابات. فتترك الأمر لاختيار السيدات والابتعاد عن فرض القوانين التي تعرقل هذه المسيرة التنموية. فنحن متأكدات أن دخولهن لهذه المجالس سوف يحقق نقلةه نوعية للبيئة المحلية في كل مناطق المملكة بسبب نظرة المرأة الشمولية للمكان ومدينتها حيث تراها بعدسة دقيقة مختلفة عن الرجل فاهتمامها بجميع التفاصيل يجعلها اكثر شمولية من ناحية الأمن والسلامة والنظافة وغيرها من المرافق.


1 ping

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com