“الإرهاب”.. صناعة إيرانية


“الإرهاب”.. صناعة إيرانية



تحقيقات - إخبارية عرعر:

المتابع تاريخياً للمشهد السياسي في العالم لن يغيب عنه أنَّ ما يشهده العالم اليوم من إرهاب ودموية وجماعات احترفت القتل والتدمير والعدوانية لكل ما هو جميل وسلمي، لم يأت ويستشر في العالم إلاَّ مع ظهور الثورة الإيرانية وتحكم “الملالي” في إدارة دفة الحكم في الجمهورية الجديدة، التي جاءت على أنقاض حكم الإمبراطور الشاه “محمد رضا بهلوي”، فهذه الجمهورية منذ ظهورها تبنت أجندة تصدير الثورات وزرع الفتن في الدول القريبة منها، خاصة تلك التي يوجد فيها مواطنون يتبعون المذهب الشيعي، الذي وجدت من خلاله فرصة لتحريك البعض منهم واستغلالهم لتنفيذ خيوط مؤامرتها المعتمدة على زعزعة الأمن بكل الوسائل؛ لتحقيق الأيديولوجية التي يعتنقها ويؤمن بها “الملالي” في مدينة “قم” الإيرانية.

وبدت الظروف مواتيةً لتبدأ “إيران” في دق أول وتد لها في الوطن العربي، وذلك من خلال الفوضى التي عاشتها “لبنان” في منتصف السبعينات الميلادية، ليكون ذراعاً لها في تصدير التطرف المبنيّ على القتل والتدمير، ومن هنا جاء مولد “حزب الله” في لبنان، وهو الذي أصبح يُشكّل دولة داخل دولة، بل وصل به الحد إلى تصفية كل من يعارضونه من أطياف الشعب اللبناني المتعددة، من مسلمين سنة ومسيحيين، وغيرهم، واستطاع هذا الحزب أن يصل إلى أعلى درجات قوته من خلال الدعم والتسليح الذي صدرته له “طهران”، ومن خلال وجود القوات السورية في لبنان، حيث إنَّ هذه القوات وضعت يدها في يد هذا الحزب الشيطاني للسيطرة على لبنان وترهيبة بقوة القمع والسلاح.

صانعة الإرهاب

وأكَّد “د. أنور عشقي” -رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية- على أنَّ “إيران” هي الصانع الحقيقي للإرهاب، إذ حاولت أن تسيطر على العالم العربي وتفرض أيديولوجيتها الدموية، وذلك من خلال الكثير من الأحداث التي لا يمكن أن تغيب عن فطنة المتابع.

وقال: “إنَّ إيران” جنَّدت عماد مغنية لتفجير مقر القوات الأمريكية في لبنان؛ لإخراجهم منها وحتى يصبح رأس الأفعى، كما أنَّ عميلهم حسن نصر الله وأتباعه هو اللاعب الوحيد في الساحة اللبنانية، وهذا ما حصل بعد ذلك”، مُضيفاً أنَّها جنَّدت بعد ذلك أتباعها في “سوريا” لتنفيذ تفجير مدينة “الخبر”، من أجل إخراج الأمريكان من المملكة، كما أخرجتهم من “لبنان”، معتقدةً أنَّ هذا سيساهم في سيطرتها على المملكة.

زرع الفتنة

وأضاف “د. عشقي” أنَّ “إيران” خطَّطت بعد ذلك لعملية خطيرة تهدف من ورائها إلى زرع الفتنة بين “المملكة” و”أمريكا”، وذلك من خلال التخطيط لشراء جوازات بعض السعوديين ودفع مبالغ كبيرة في الجواز الواحد تجاوزت (60) ألف دولار، وسرقت جوازات أخرى، قبل أن تعمل على تدمير برج التجارة العالمية، لكن “أمريكا” اكتشفت هذه الخدعة واكتشفت عدم وجود سعوديين في هذه العملية، مُبيّناً أنَّها وظَّفت بعض معتنقي فكر الدموية من القاعدة ووفرت لهم ملاذا آمنا لديها لاستخدامهم في ضرب المملكة.

وأشار إلى أنَّ “إيران” فشلت في مسعاها، ثمَّ بدأت تعمل لمحاصرة “المملكة” من خلال السيطرة على “العراق” و”سوريا”، إلى جانب زرع “داعش” لضرب السنة في “العراق” وتشويه صورتهم أمام الرأي العالمي؛ ليسيطر “الشيعة” على الحكم في “العراق”، بيد أنَّ “المملكة” كانت دائماً ما تكشف خطط حكام “إيران” الفاسدة وتقف لها بالمرصاد، لذلك جاء التفافهم على “اليمن” من خلال دعم “الحوثيين” ليكونوا نموذجا آخر لحزب الله في “اليمن” وتهديد “المملكة” و”دول الخليج”.

وأوضح أنَّ هذا الأمر هو الذي لم يكن ينفع معه إلاَّ الحزم لحماية الشعب اليمني أولاً، ثمَّ لحماية المصالح الوطنية والعربية ثانياً، داعياً ألاَّ تتوقف “عاصفة الحزم” حتى يتم القضاء على رأس الأفعى في “صعدة”.

أفكار دموية

ويؤكد جميع الخبراء المنصفين أنَّ الإرهاب بشكله الحالي لم يستمد قوته إلاَّ من خلال ما تصدره “إيران” من أفكار دموية هدفها فرض السيطرة على العالم العربي والإسلامي، وأن تصبح شرطي المنطقة، وتصدر أيديولوجية العنف للعالم لتحقق أهدافها الذهبية الدموية.

نشر العنف

وأكَّد العميد متقاعد “سعد النفجان” –خبير عسكري- على أنَّ صناعة العنف والإرهاب إيرانية (100%)، ولا يتجاهل ذلك إلاَّ مُضلل أو مأجور، مُضيفاً أنَّ “إيران” -منذ ميلاد ثورتها الخمينية- بدأت في تنفيذ أجندة فكرها الثوري الإرهابي بكل الأشكال، فبدأت بشراء العملاء بالمال وتوظيفهم لخلق ما تريده من نشر للفوضى والعنف، وخلق جيوب لها لتنفيذ مخططاتها في الوطن العربي، إلى جانب زرع كثير من عملائها في العالم الخارجي.

وأضاف أنَّ “إيران” كانت تهدف من وراء ذلك إلى تنفيذ الأعمال الإرهابية التخريبية واتهام المسلمين “السنَّة” بها؛ من أجل بث الكراهية للمسلمين “السنَّة” في العالم، وفتح المجال أمام “الشيعة” للسيطرة على الدول العربية المحيطة بها، وذلك من خلال دعم الأقليّات الشيعية فيها، وجعلهم يتمردون على أوطانهم الأصلية من خلال العزف على وتر الطائفية الذي يجيدون اللعب عليه.

جماعات إرهابية

ولفت العميد متقاعد “النفجان” إلى أنَّ كل الجماعات الإرهابية التي خلقت الكثير من القلاقل في أوطانها العربية أو العالم الخارجي هي صناعة “إيرانية”، وآخرها “داعش” التي أوجدتها “إيران” ونظام “سوريا” لتشويه سمعة المسلمين “السنَّة” في “العراق” ممّن عانوا الأمرين من الحكام في العراق، حيث كانوا يضطهدون كل من هو “سنّي” تنفيذاً لتعليمات “إيران”.

وأوضح أنَّ “إيران” استغلت في البداية بعض المرتزقة لخلق “داعش” وادّعت أنَّهم جاءوا لحماية “السنَّة” في “العراق” من هذا الاضطهاد، بصورة أغرت الكثير من المغرر بهم للانضمام لهذه الجماعة الدموية، التي اتضحت نواياها القذرة الرامية لتشويه سمعة “السنَّة” في “العراق” و”سوريا”، إلى جانب إعطاء الفرصة للهيمنة على هذين البلدين العربيين، وكذلك قمع حركة الثورة السورية من خلال “حزب الله” وجيش النظام السوري وجنود وخبراء الحرس الثوري الإيراني.

شراء المرتزقة

وبيَّن العميد “النفجان” أنَّ “إيران” وظّفت أموالاً طائلة لشراء المرتزقة والإرهابيين لتنفيذ أهدافها، ولم يكن يعنيها هل من توظفهم سنَّة أم شيعة، أو حتى من غير المسلمين، مُضيفاً أنَّ هذا هو ما أكده أحد الإرهابيين بعد تسليمه نفسه وتوبته عن أعمال الإرهاب، حيث اعترف أنَّه قضى فترة طويلة في “إيران”، وأنَّها كانت راعيةً له، وهي التي تحدد له الأهداف التي يجب أن ينفذها، ومنها زعزعة الأمن في “المملكة العربية السعودية” وحلفائها، وتوظيف من يستطيع من الشباب السعودي لذلك.

وأضاف أنَّ هذا الشخص اعترف أنَّه ندم كثيراً في نهاية الأمر على أنَّه انخدع بالأفكار الإيرانية، وأنَّ غيره كثير ممَّن كانوا يعيشون على الدعم المالي والتسليح الذي كانوا يتلقونه من جانب “إيران”، من أجل تحقيق أهدافها لتصدير الثورات للعالم العربي وزعزعة أمنه ووقف تنميته والسيطرة عليه.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com