تقديم دوام رمضان يزيد إنتاجية الموظف


تقديم دوام رمضان يزيد إنتاجية الموظف



محليات - إخبارية عرعر:

يوافق شهر رمضان لهذا العام طقس شديد الحرارة يزيد من معاناة الوظفين، لاسيما موظفي الاجهزة الحكومية الخدمية التي تقدم خدماتها للمواطنين في المقام الأول.

ويكثر الحديث هذا العام عن ضرورة تعديل أوقات العمل في رمضان،ليكون (من الساعة السادسة صباحا إلى الحادية عشرة صباحا) مراعاة لظروف الطقس والشهر على الرغم من نفي وزارة الخدمة المدنية مؤخرا الأخبار المتداولة عن تعديل وقت الدوام، لكن ذلك لا يلغي طرح فكرة التعديل خاصة وأن الهدف هو خدمة المواطن مما يجعل تغيير الدوام قد يكون أمرا صائبا من وجهة نظر البعض في ظل حرارة الطقس خاصة بعد الظهر والتي قد تكون عائقا أمام الوصول للجهات التي ينشدون خدمة فيها، وفي حال تم تعديل الدوام إلى الفترة من الصباح إلى ما قبل الظهر قد يكون أجدى وسيعطي الموظف فرصة اكبر لتقديم إنتاجية اكبر من الوقت المعتاد كما ان ذلك يمنح السيدة العاملة فرصة للعودة مبكرا لمنزلها لمتابعة متطلبات المنزل في هذا الشهر، وبالمقابل هناك من يرى أن وقت الدوام المعتمد مناسب، وان شهر رمضان للعبادة والعمل هو جزء من العبادة وليس هناك مبرر لقلة إنتاج الموظفين في فترة الظهيرة وتعدد غياباتهم واعتذاراتهم، والنتيجة أن الآراء متضاربة في هذا الجانب ولكن يمكن أن تنهي هذا الجدل دراسة معمقة تتناول كل الجوانب بطريقة علمية عملية ويستفاد منها في هذا العام او الأعوام المقبلة.

تغيير وقت الدوام أفضل للمرأة العاملة

أيدت حنان الزهراني تغيير دوام رمضان واعتبرته يصب بالدرجة الأولى لمصلحة المرأة العاملة والتى تقضي يومها كاملا بين الوظيفة وإعداد وجبات الإفطار وهي منهكة تماما واحيانا قد لا تجد الوقت الكافي للعبادة، وأضافت موضحة عندما تعود الموظفة من عملها الساعة الثانية عشرة ظهرا وتأخذ قسطا من الراحة لمدة ساعتين تستطيع ان تعد وجبة الإفطار وتشرف على اطفالها وساعات الليل تكمل فيها عبادتها وتقضي مصالحها، واستثنت قطاع الصحة من هذا الدوام مع ملاءمة القطاع الحكومي والمدارس له.

وتمنى الموظف هيثم عثمان ان تسارع الجهات المعنية باعتماد تغيير الدوام لأن الموظف سيكون لديه طاقة عالية للعمل لأنه لن يذهب لعمله بعد ساعات نوم قليلة (ساعتين) وذلك بعد أداء صلاة الفجر فهذا الوقت يعتبر اصعب وقت في اليوم كله وأضاف ان هذا الدوام مناسب لجميع الناس لأننا جميعا نظل مستيقظين الى ما بعد الفجر عكس ما هو حاصل مع الدوام المعتاد، بالكاد يقوم الموظف لعمله والنعاس يغالب اجفانه وطاقته في أقل مستوياتها وبعضهم “يتنرفز” على المراجعين، ونشهد الكثير من المشاحنات في معظم الأماكن خاصة وان الطقس هذا العام شديد الحرارة.

إرباك للوقت

ورفض المهندس هتان الحيدري تغيير الدوام لأن ذلك سيربك وقت اليوم كله، خاصة وأننا مجتمع اعتاد على هذا الدوام وتساءل ما علاقة حرارة الجو بالدوام؟ فجميع المكاتب التي نعمل بها مكيفة وساعات العمل قصيرة ولا يوجد ضغط عمل يستدعي ذلك.

وبينت آلاء الجحدلي – موظفة بنكية – ان تغيير الدوام مناسب للنساء والرجال رغم انه قد يربك طقوس رمضان ولكن بشكل مؤقت، حتى تعتاد الأسر على ذلك مشيرة الى اننا دائما نرفض المقترحات حتى قبل ان نجرب الوضع وطالما ان الناس تخرج من شهر رمضان وهي تشتكي من السهر والتعب والدوام على حالته التي اعتدنا عليه فما الذي يمنع ان نحاول تجربة دوام جديد.

ووصف منصور الأمير المقترح بالمناسب جدا وبشدة معللا ذلك لعدة اسباب ان شهر رمضان سيوافق هذا العام ارتفاع درجات الحرارة بالإضافة الى ان وقت الخروج من العمل لكل الموظفين والموظفات الساعة الثالثة ظهرا وتزدحم الشوارع وتكثر الحوادث، موضحا ان الإنتاجية تضعف في رمضان لذا فالدوام المقترح ملائم لأصحاب المهن المكتبية.

وذكر فضل البو العينين – اقتصادي – ان البنوك اصبحت تعمل خلال ال 24 ساعة وكل عميل بنكي اصبح باستطاعته ان يتابع حسابه الشخصي في أي وقت، دون الحاجة لمراجعة الفرع وعن طريق النت ينفذ عملياته المصرفية وعن طريق اجهزة الصراف الآلي ينفذ عملياته النقدية، والمحصلة ان الفروع لم تعد كما كانت في السابق في تقديم خدماتها للعملاء وذلك للتطور الحاصل، لافتا الى انه اذا كان هناك نية لتغيير دوام المصارف في شهر رمضان فمن الأولى ان يكون هذا الطرح لكل شهور العام.

السهر ومواصلة الليل بالنهار

وأضاف من وجهة نظري فإن مواعيد فتح ابواب البنوك الساعة التاسعة والنصف صباحا في الأيام الاعتيادية فيه هدر لوقت النهار بشكل كامل لأنه من المفترض ان يكون افتتاح البنوك الساعة الثامنة صباحا متزامنا مع دوام جميع الدوائر الحكومية وفي رمضان واتفق ان يكون الدوام متزامنا مع دوام المؤسسات والجهات الحكومية الساعة التاسعة صباحا معتبرا من وجهة نظره ان الدوام المقترح غير مقبول من ناحية مجتمعية فنحن كأننا نفرض على المجتمع ان يضبط وقته على ساعة مبكرة لم يعتادوا عليها من قبل خاصة ان ذلك سيكون في شهر رمضان مما سيجعل المجتمع يندفع نحو السهر ومواصلة الليل بالنهار، وبذلك لن يكون هناك انتاجية لأن غالبية من سيأتي مبكرا للدوام سيكون مواصلا مما يعني ان الانتاجية في العمل ستكون منعدمة ولن نستطيع مطالبتهم بإنتاجية مشيرا الى أهمية ان يكون لدينا وعي تام ولا ننقاد وراء المبالغات.

وقال عبدالرحمن الذبياني – محاضر ومدرب دولي في التنمية البشرية -: من وجهة نظري الخاصة أرى أن الدوام بالمقترح الجديد من الساعة السادسة صباحا- 12 ظهرا مناسب جدا من ناحيتين، ففي وقت الصباح الباكر تجد الأغلبية في قمة طاقتهم وحيويتهم وقادرين على الإنجاز والاتصال والتواصل مع الرؤساء والمرؤوسين والمراجعين، بعكس أولئك الذين يداومون الساعة العاشرة (وهي الساعة المتأخرة من النهار) التي تعتبر فترة إرهاق وتعب وكسل بسبب البرمجة الذهنية التي تعودت على أن هذا الوقت هو وقت الإنهاك المهني خصوصا بعد مضي ساعات من الصباح الباكر، ومن جهة اخرى يعد وقت الدوام بالمقترح الجديد مناسبا من حيث الأجواء الصباحية التي تنخفض فيها درجات الحرارة ويستطيع الموظف التأقلم معها ذهنيا وبدنيا، عكس الدوام عند الساعة العاشرة التي تصل فيها الحرارة إلى درجات مرتفعة يصعب معها الدوام.

من المتضرر

وأشار الى انه لا يستطيع ان يحدد من الذي قد يتضرر من دوام الساعة العاشرة وخصوصا من يعمل ميدانيا فدرجة الصعوبة أكثر لمثل هؤلاء الموظفين، ولكن اعتقد أن الكل يجب أن يراعى في ظروف عمله، فالأعمال تختلف ودرجة المهام كذلك وعليه يجب أن نعلم الجميع للاستفادة من هذا المقترح الجديد من أجل المصلحة العامة التي تتطلب منا المساواة والعدالة للجميع حتى في تخصيص الدوامات.

واضاف أنه لا توجد سلبيات بالمعنى العام لكلمة سلبية لأنه سوف تطبق ضوابط العمل ومعايير أداء المهمة كما هي والذي اختلف فقط فترة العمل بدايتها ونهايتها.

مؤكدا ان الايجابيات كثيرة لهذه المبادرة الجديدة في تقديم بداية العمل من الساعة السادسة بدلا من العاشرة وتكمن بوجود حافز معنوي لكل موظف بأن وقت العمل أصبح متاحا للجميع في فترة مناسبة من حيث الحضور والانصراف، كما أن أسلوب أداء العمل سيكون مرتفعا نظرا للنشاط الجسدي الذي يتمتع به الموظف في هذه الفترة فهي فترة نشاط وحيوية كما قلت سابقا، بالإضافة إلى أن أجواء العمل في رمضان هي أجواء روحانية، فالعمل في هذه الفترة يجعل الموظف – بعد العمل – يكسب وقتا أطول للتفرغ للعبادة روحيا، ولا أنسى أيضا أن بداية الدوام بالمقترح الجديد تعتبر فترة مريحة للموظف إذ انها تجعله صحيحا بدنيا نظرا لطول فترات الفراغ.

الدوام المبكر

ويؤيد ابراهيم الغرابلي – مستشار تدريب – تغيير دوام شهر رمضان وذلك لعدة اسباب، فالناس في رمضان سيكونون مواصلين وبعد أداء صلاة الفجر بإمكان الشخص الانتظار واشغال وقته بالعبادة حتى يحين موعد الدوام خاصة للناس الذين لا ينامون الا بعد أداء صلاة الفجر، وفترة العمل كما هي ستكون ست ساعات ولكن بدلا من ان يكون الدوام من التاسعة والنصف وحتى الثالثة والنصف، وهو وقت الذروة للجميع ودرجة الحرارة في هذا الوقت تكون شديدة مشيرا الى اهمية ان يكون هنالك توعية من الاعلام قبل التنفيذ حتى يتقبلها المجتمع، لافتا الى ان القطاع الخاص سيكون من اشد المعارضين، فالموظفون في الإدارات العليا لن يستطيعوا او لن يتقبلوا هذا الدوام لأنهم عادة لا يحضرون الا الساعة الثانية والنصف في الدوام الاعتيادي للدوائر وسيعتبرونه سلبيا ويضر بمصلحة العمل ولفت الى انه خلال العامين القادمين ستكون الدراسة خلال شهر رمضان ولذلك اعتقد أنه سيكون ملائما جدا.

ويؤيد د. ابو بكر باقادر – الباحث الاجتماعي – مقترح تغيير الدوام بشهر رمضان، والذي بالتأكيد ستتغير معه الطقوس الاجتماعية لأنه على وتيرة الدوام تتحدد تفاصيل اليوم لكل منا، مثل تنظيم الحركة بالطرق والاوقات التى سيقضيها الناس مشيرا الى ان بدء الدوام الساعة السابعة صباحا قد يكون غير ملائم لأن الجميع يفضلون السهر حتى ساعات الصباح ولكن لعله يساعد على تغيير ايقاع حياتهم ويجعلهم اكثر تنظيما وهذا سيساعد في جعل شهر رمضان لا يتميز عن الشهور الأخرى الا بالعبادة، مؤكدا ان الدوام ينظم ايقاع حياة الشعوب وأهمية ان يكون لدينا انتاجية متوافقة مع باقي شهور السنة في نهار رمضان ولا نعتمد على قضاء حاجياتنا ليلا بحجة الصوم والتعب والإرهاق.

وقال: انني اتصور ان الدوام سيضبط ساعات النوم لدى المجتمع وستتلاشى سلبيات النوم نهارا والسهر ليلا مستشهدا بدور “المسحراتي” في المجتمعات وقتها والذي كانت مهمته ايقاظ الناس من النوم لتناول وجبة السحور وهذا يشير الى ان انتظام الناس بحياتهم والتزامهم بساعات الدوام.

يبقى الوضع كما هو

ووصف عبد المجيد نيازي – وكيل قسم الاجتماع والخدمة الاجتماعية بجامعة الإمام – وقت الدوام المقترح بالأمر غير المعقول ويصعب تنفيذه، لأننا نكون للتو قد امسكنا عن الطعام وطبيعة الحياة في مجتمعنا لا تساعد على تنفيذه لأن الموظف سيضطر للجلوس بعد صلاة الفجر حتى موعد الدوام، ويظل يقاوم النوم وسيعاني كثيرا ولن يستطيع في اليوم التالي ان ينجز أعماله ولذلك أفضّل بأن يظل الوضع كما هو عليه سابقا من الساعة العاشرة وحتى الثالثة ظهرا وحتى مع ارتفاع درجة الحرارة، موضحا انه في حال تم تطبيق الدوام الجديد فالأسرة لن تتأثر أبداً لأن الطلبة والمعلمات بإجازة، ولكن ستؤثر مع الناس المداومين ويجب ان نعترف بان ثقافة المجتمع لدينا ان الجميع يسهر الى ساعات الفجر وحتى السحور وتصلي الفجر ومن ثم تنام الى ساعة العمل التاسعة والنصف، اما اذا كان الدوام سيصبح من الساعة السادسة صباحا فهذا سيجعل الناس المتعودين على السهر في ليالي رمضان ينامون من الساعة 12 ليلا ويعوضون ساعات النوم بعد الفطور، وان هذا الدوام سيجعل الأسر تعيش معاناة وذلك لأنهم لن يجدوا من يقوم بواجباتهم وتوفير احتياجاتهم.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com