ولي ولى العهد إلى موسكو لتجديد دماء العلاقات السعودية- الروسية


أول دولة في العالم تعترف بالمملكة فور تأسيسها:

ولي ولى العهد إلى موسكو لتجديد دماء العلاقات السعودية- الروسية



محليات - إخبارية عرعر:

يراهن المراقبون على نجاح الزيارة المرتقبة (الثلاثاء , 29 شعبان 1436 هـ , 16 جون 2015 م) لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي ولي العهد، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، لروسيا، التي تأتي استجابة لدعوة من موسكو.

وبناءً على توجيه خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- يلتقي خلالها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وعدد من كبار المسؤولين الروس، لبحث العلاقات وأوجه التعاون بين البلدين الصديقين.

وتتمتع العلاقات السعودية- الروسية بالعمق، وسط توقعات بمزيد من التقارب، على خلفية المباحثات التي سيجريها سموه ولي ولي العهد، مع القادة الروس، وتوقيع عديد من الاتفاقيات في مختلف المجالات.

وكان ولي ولي العهد قد التقى خلال شهري جمادى الأولى والآخرة الماضيين سفير روسيا الاتحادية لدى المملكة (أوليغ أوزيروف)، وبحث معه مجالات التعاون وتطورات الأحداث الإقليمية.

وتبرز العلاقات الاقتصادية بين البلدين قوة ومتانة هذه الروابط لاسيما خلال الفترة من نوفمبر 1994، بعد اتفاق للتعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري والفني بين البلدين، في ختام زيارة رئيس الوزراء الروسي الأسبق “فيكتور تشير نوميردين” للمملكة، قبل تشكيل اللجنة السعودية الروسية المشتركة، وافتتحت دورتها الأولى في أكتوبر عام 2002، كما عقد في نفس الفترة المؤتمر الأول لرجال الأعمال الروسي السعودي المشترك للتعاون التجاري والاقتصادي.

وأسهم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آَل سعود (-رحمه الله-)، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران في 21 نوفمبر 2007م ضمن محطات زيارة القيادة بين البلدين لتعزز العلاقة بينما بينهما، حصل خلالها -رحمه الله- على شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة العلاقات الدولية بموسكو تقديرًا لجهود سموه في دعم التعاون بين الدول والسلام وتعزيز الأمن كما أثمرت هذه الزيارة عن زيادة التعاون الثنائي في مجال الطاقة، وزيادة التعاون الثنائي في المجالات الاقتصادية والتجارية والثقافية والعلمية والتقنية والنقل.

وأسفرت زيارات صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الدولة عضو مجلس الوزراء المستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين والمشرف على الشؤون الخارجية، وزير الخارجية حينها عن كثير من النتائج الإيجابية في تعزيز ودعم العلاقات بين البلدين.

وأسفرت الزيارة التي قام بها في الـ11 من فبراير 2007م الرئيس فلاديمير بوتين رئيس جمهورية روسيا الاتحادية، عن توطيد العلاقات الثنائية بين البلدين تم خلالها توقيع اتفاقيات تعاون اقتصادية وثقافية وإعلامية وفي مجال خدمات النقل الجوي. كما افتتح ملتقى الأعمال الاقتصادي السعودي الروسي، الذي أكد خلاله أن المملكة العربية السعودية دولة مهمة بالنسبة لرجال الأعمال الروس والاقتصاد الروسي.

وأسهمت الزيارة التاريخية -التي قام بها خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، رحمه الله- لموسكو في سبتمبر عام 2003 عندما كان وليًّا للعهد في مزيد من دعم العلاقات التي تربط بين المملكة وروسيا؛ حيث التقى خلال الزيارة فخامة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في جوّ يسوده التفاهم والتعاون.

وأسفرت الزيارة عن التوقيع على اتفاقية تعاون بين حكومتي البلدين في قطاع النفط والغاز ومذكرة تفاهم للتعاون العلمي والتقني وعدد من الاتفاقيات الأخرى.

وافتتح خلال الزيارة معرض المنتجات السعودية الذي نظمه مجلس الغرف السعودية هناك، كما نظمت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة أعمال اللقاء الثقافي السعودي الروسي.

ومن خلال هذا التوجه، كانت زيارة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله إلى موسكو في يونيو 2006م (في ذلك الوقت، عندما كان أميرًا لمنطقة الرياض)، والتي أسهمت في مزيد من دعم العلاقات المتينة والعريقة التي تربط بين المملكة وروسيا.

وتعود العلاقات السياسية بين المملكة وروسيا الاتحادية إلى عام 1926م، عندما اعترف الاتحاد السوفيتي آنذاك بالمملكة، ليصبح أول دولة في العالم تعترف بقيام المملكة، وفي عام 1930م تم تحويل القنصلية السوفيتية في جدة إلى سفارة.

وتجسدت متانة العلاقات السياسية بين المملكة وروسيا، من خلال الزيارات واللقاءات التي ما انفك المسؤولون في البلدين يتبادلونها لإجراء مزيد من التنسيق وبحث وتعميق سبل التعاون الثنائي لتدعيم العلاقات بين البلدين في جميع المجالات ومختلف الميادين.

ففي عام 1932م قام جلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز -رحمه الله- حين كان نائب الملك في الحجاز بزيارة للاتحاد السوفيتي.

وعرف التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين خلال السنوات الأخيرة نسقا تصاعديا وتطورًا ملموسًا على جميع الأصعدة وبخاصة في مجال الاستثمار والتبادل التجاري.

ولا تقتصر العلاقات السعودية الروسية على الجوانب التجارية والاقتصادية فحسب بل تتعداها لتشمل الجانب الثقافي والرياضي.

ونوفمبر عام 1995 شهدت العاصمة الروسية موسكو افتتاح قسم الأمير نايف بن عبدالعزيز للدراسات الإسلامية بجامعة موسكو وفي سبتمبر عام 2001 افتتح سفير خادم الحرمين الشريفين في موسكو جناح المملكة العربية السعودية في معرض الكتاب الدولي بموسكو وتم من خلاله إطلاع الرأي العام الروسي على المنجزات الحضارية الكبيرة التي تحققت في المملكة بجهود قادة هذا البلاد وفقهم الله، إضافة إلى مشاركة المملكة في معارض أخرى أقيمت هناك.

واستضافت الأكاديمية الإنسانية الاجتماعية الروسية في موسكو في مارس 2002م مهرجانًا ثقافيًّا بعنوان يوم الثقافة السعودية شاركت فيه مجموعة من الشخصيات الثقافية والاجتماعية العربية الروسية وعدد كبير من رؤساء البعثات الدبلوماسية العربية والإسلامية المعتمدين لدى روسيا الاتحادية.

وتم في شهر مارس 2003م تدشين اليوم الثقافي للمملكة العربية السعودية بموسكو.

وتقوم الأكاديمية السعودية في موسكو منذ تأسيسها في عام 1992م -وحتى اليوم- بدور كبير في نشر التربية والتعليم والثقافة العربية، والإسلامية وسط العرب والروس هناك.

وبدأ التعاون بين المملكة العربية السعودية وروسيا في المجال الفضائي؛ حيث أطلقت المملكة بمساعدة روسيا عددًا من الأقمار الصناعية إلى المدار الجوي.

وفي المجال الرياضي تم في التاسع والعشرين من شهر مايو عام 2006م في موسكو التوقيع على برنامج التبادل الرياضي بين الرئاسة العامة لرعاية الشباب والوكالة الفيدرالية للتربية والرياضة في روسيا.

وفي 20 يونيو 2014 م وصل إلى جدة وزير الخارجية الروسي سيرجي لافاروف، واستقبله صاحب السمو الملكي، الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية آنذاك، وعقد الجانبان جلسة مباحثات مطولة ومعمقة تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها في عديد من المجالات. إضافة إلى بحث القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

وجاءت زيارة وزير خارجية روسيا للمملكة عقب الزيارة الأخيرة التي قام بها الأمير سعود الفيصل لروسيا، ونقله رسالة من خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- لفخامة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن تطوير العلاقات بين البلدين، والاتفاق على العمل سويا في إطار الجهود القائمة لتنفيذ اتفاق (جنيف1) الرامي، لتحقيق الانتقال السلمي للسلطة في سوريا، وبما يحفظ استقلالها وسيادتها ووحدتها الوطنية والترابية، مع أهمية توجيه الجهود نحو محاربة التنظيمات الإرهابية التي استغلت الأزمة السورية، ووجدت لها ملاذا آمنًا على أراضيها، وكذلك العمل على القضاء على المسببات التي شجعت على دخول هذه التنظيمات الإرهابية الأراضي السورية.

كما تناول اللقاء -أيضًا- تدهور الأوضاع في العراق وتأثيراته على المنطقة، والاتفاق على أهمية تركيز الجهود في المرحلة الحالية على ضمان أمن العراق وسلامته الإقليمية وتحقيق وحدته الوطنية بين مكونات الشعب العراقي كافة، وبما يضمن المساواة بينما بينهم في الحقوق والوجبات على حد السواء.

وفي نوفمبر 2014، زار صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية حينها موسكو وعقد مع معالي وزير خارجية روسيا الاتحادية سيرغي لافروف محادثات، ناقش الجانبان فيها مجموعة من الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك بما في ذلك الوضع في سوريا، والعراق، وليبيا، واليمن والصراع الفلسطيني/ الإسرائيلي. وركزت المباحثات على الجهود الإقليمية والدولية المبذولة لمحاربة الإرهاب إلى جانب سبل تنمية العلاقات بين البلدين.

وفي 26 إبريل 2015م، شاركت المملكة العربية السعودية في مؤتمر موسكو الدولي الثاني لمكافحة المخدرات في العاصمة الروسية موسكو.

وعقد رئيس الوفد المشارك لقاءً مع رئيس الدائرة الفدرالية الروسية لمكافحة المخدرات، تناولًا خلاله سبل تعزيز التعاون في مجال تبادل المعلومات التخصصية لمكافحة المخدرات.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com