6 دلائل تُؤكد قدرة المملكة على امتلاك “سلاح نووي”


تقرير صحفي أمريكي يرد على فريد زكريا:

6 دلائل تُؤكد قدرة المملكة على امتلاك “سلاح نووي”



وكالات - إخبارية عرعر:

قال الباحث السياسي وخبير الشؤون الدولية، “نواف عبيد”، إن السعودية تمتلك كل المقومات التي تجعل منها قوة نووية ناشئة، مفندًا مزاعم الصحفي الأمريكي الشهير فريد زكريا التي قال فيها إن الرياض لا تستطيع تطوير وامتلاك قدرات نووية.

وكان فريد زكريا زعم في حلقة من برنامجه الأسبوعي على شبكة “سي إن إن” الأمريكية، أن المملكة لن تستطيع حيازة سلاح نووي لأنها لا تمتلك القدرات العلمية ولا التكنولوجيا المتقدمة التي تؤهلها لذلك حتى بعد عشر سنوات.

لكن الباحث المرموق وزميل جامعة “هارفارد” نواف عبيد، قال في مقال نشرته “سي إن إن” السبت (20 يونيو 2015): إن الكثير من المعلقين -في إشارة لزكريا- شككوا في قدرة المملكة على حيازة سلاح نووي، ولكني أستطيع أن أُفند هذه المزاعم، وأوكد أن المملكة لديها القدرة والإرادة لفعل ذلك”.

وأضاف عبيد أن هناك ستة مكونات أساسية يجب على أي دولة أن تمتلكها من أجل إنشاء برنامج نووي قابل لأن يتحول إلى سلاح، أولها نظام تعليمي مناسب، وثانيًا علماء مهرة، وثالثًا قدرات مالية، ورابعًا بنية تحتية تكنولوجية، والمكون الخامس هو الاعتقاد بوجود تهديد أمني، وأخيرا إرادة وطنية وقيادة لفعل ذلك. مؤكدًا أن السعودية تمتلك كل هذه المكونات.

وأوضح الباحث السياسي وخبير الشؤون الدولية أن النظام التعليمي في السعودية، خاصة فيما يتعلق بالعلوم، تطور بشكل كبير، ويخضع لتغييرات مستمرة يجب وضعها في سياقها المتعاظم مستقبلا، وفي الوقت نفسه فإن ميزانية التعليم في السعودية تضاعفت منذ عام 2005، لتصل إلى 350 مليار دولار تم إنفاقها على التعليم منذ ذلك الحين. مشيرًا إلى أن الإنفاق على التعليم والتدريب في عام 2014 بلغ حوالي ربع الميزانية السعودية، وأن القيادة السعودية خصصت أموالا هائلة لتحمل تكاليف إرسال 200 ألف مبتعث للدراسة في الخارج، ونتيجة لذلك أصبحت السعودية ثالث أكبر دولة لديها طلاب في الخارج بعد الصين والهند.

وأوضح الباحث أن المملكة لديها علماء نوويون يحملون درجة الدكتوراه من جامعات عريقة مثل “هارفارد”، و”إم أي تي” و”ستانفورد”، كما أن هناك جامعات أمريكية كبيرة تُجري أبحاثًا مشتركة مع مدينة الملك عبد العزيز للتكنولوجيا والعلوم منذ عدة عقود وحتى قبل إنشاء مدينة الملك عبدالله للطاقة النووية التي تولت كل الأمور المتعلقة بالطاقة النووية في المملكة.

وتابع: أنه في عام 2011 اختارت المملكة لجنةً من علماء الطاقة النووية السعوديين الذين أجروا بحوثًا رائدة في مجال الطاقة النووية لوضع سياسة المملكة النووية للاستخدامات السلمية، ويجب وضع ذلك في الحسبان مع الإجراءات التي اتخذتها المملكة للاستعداد لإنشاء 16 مفاعلا نوويًّا لاستخدامات الطاقة النووية السلمية خلال السنوات العشر المقبلة بتكلفة حوالي 80 مليار دولار، والتي من المتوقع أن يعطي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان الموافقة عليها بحلول نهاية العام.

وأشار إلى أنه بناءً على فحوى الاتفاق النهائي بين الغرب وإيران، ستشكل القيادة السعودية لجنةً مماثلة لوضع خطط تحويل المفاعلات النووية من إنتاج الطاقة لأغراض سلمية إلى مرحلة عسكرة المفاعلات النووية التي بنتها. معتبرًا أن أحد العوامل الأساسية الكامنة وراء الاستراتيجية النووية السعودية هو أن يكون برنامجها قائمًا على التكنولوجيا المحلية للتأكد من أن دورة العمل بأكملها لا تزال تحت السيطرة السعودية. وباختصار، فإن الرياض لا ترغب في شراء أسلحة نووية من دول مثل باكستان، كما يدعي البعض.

وقال عبيد، إن علماء النووي السعودي قادرون تمامًا على إتقان تعقيدات مثل هذه البرامج، فمنذ نهاية الحرب العالمية الثانية، والتكنولوجيا المرتبطة بإنتاج البلوتونيوم واليورانيوم عالي التخصيب أصبحت أكثر سهولة، وبمثابة حجر الزاوية في معظم برامج نووية مدنية في جميع أنحاء العالم.

كما أن هناك اعتقادًا على نطاق واسع بأن السعودية تواجه تهديدًا وشيكًا لأمنها القومي، والذي من شأنه أن يحفز الرغبة في تطوير سلاح نووي؛ حيث واصلت إيران، دعم حركات التمرد في البلدان العربية المحيطة بالمملكة بشكل مباشر. ومن شأن إيران نووية أن ينظر إليها باعتبارها تهديدًا مباشرًا للمملكة.

وأخيرًا، فإن الإرادة الوطنية المطلوبة والقيادة لإنشاء برنامج نووي واضحة بالنسبة للمملكة. وأن شعور القومية السعودية في ازدياد، والشعب السعودي يتوقع من قادته اتخاذ موقف قوي في هذه الأوقات الصعبة. وأن السياسة الخارجية الحالية وعقيدة الدفاع التي يتبناها الملك سلمان أعطت قدرًا كبيرًا من الأمل للعرب في جميع أنحاء المنطقة. وأن خادم الحرمين يستفيد من الوضع الديني الفريد والوسائل السياسية والمالية والعسكرية الهائلة كوسيلة لإبراز القوة توحيد العالم العربي.

وحذر الكاتب في نهاية المقال من الفكرة المسيطرة في واشنطن من أن السعودية ستظل لاعبًا سلبيًّا في الشرق الأوسط، كما نوّه إلى أن المملكة لن تقبل باقتراح إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي يقضي بإنشاء مظلة دفاعية أمريكية لحماية أمن الخليج من التهديدات الإيرانية، مؤكدًا أن قيادة المملكة الحالية لن تقبل بذلك مطلقًا.

مشيرًا إلى أن أي دولة هامة ذات مسؤوليات مثل المملكة لن تقبل أبدًا الاعتماد على غيرها في حماية أراضيها وحلفائها لأن الأمن القومي أمر حيوي بالنسبة للأمة.

وشدد على أنه مع استمرار إيران في طريقها نحو حيازة السلاح النووي، واستمرار الولايات المتحدة في هذا الاتجاه الذي لا يمنع إيران من حيازة التكنولوجيا النووية؛ فإن السعودية ستعتمد فقط على نفسها لحماية شعبها حتى لو كان هذا يعني تنفيذ برنامج نووي. وعلينا ألا نخطئ، فمن لديه العلماء لتطوير التكنولوجيا، والمال، والإرادة الوطنية قادر على القيام بذلك.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com