نظافة المساجد في رمضان مسؤولية من؟


نظافة المساجد في رمضان مسؤولية من؟



تحقيقات - إخبارية عرعر:

ما ان يهل الشهر الفضيل حتى تنهض مشكلة نظافة المساجد لتصبح نصب الاعين وعلى الالسن فاعداد المصلين تتزايد وفترات الصلاة تتمدد وابواب المساجد تكاد تكون مفتوحة طوال الوقت لذا فان نظافة المساجد تحتاج الى تكثيف كبير وجهد واسع مشترك ما بين وزارة الشئوون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد والمواطنين.

عن أبي هريرة رضي الله عنه “أن امرأة سوداءَ كانت تقم المسجد أي تنظف المسجد فماتت ففقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأل عنها بعد أيام فقيل له إنها ماتت فقال عليه الصلاة والسلام فهلا آذنتموني فأتى قبرها فصلَّى عليها”. رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة.

لهذا الحدث دلالات كثيرة تشير باصابع من نور عن أهمية نظافة بيوت الله ومن يقوم على هذا العمل للدرجة التي تدعو رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يسأل عمن كان يقوم على هذا العمل وان يعاتب لعدم ابلاغه بوفاتها وان يقوم بنفسه صلوات ربي وسلامه عليه بالصلاة عليها فأي كرامة للقائمين بهذا العمل.

المصلون يشتكون

يؤكد ابو حمود الراشد احد آمي مساجد العاصمة الكبيرة أن قضية نظافة المساجد هي مسؤولية اساسية على آمّين المساجد ويقول: الناس لا تنتبه الى ان النظافة من الايمان وان ترك المكان نظيفا عقب اداء الصلاة يعد مكملا لها وطريقة سليمة للتعبير عن الاسلام الصحيح فالله جميل يحب الجمال.

ويضيف ابو حمود لقد تركت مسجد شارعي الذي كنت اصلي فيه بعد ان اصبح غالبية آمّيه من الذين لا تهمهم النظافة كثيرا وهم يحتاجون الى جيش من العمالة تنظف خلفهم في كل مرة يدخلون المسجد ويغادرونه.

اما ام سعيد الهزاري فتقول بكثير من الاعتراض: “ما يقوم به الرجال شيء وما تقوم به النساء شي تاني!” وتكمل لا اعرف ما الذي يصيب النساء في شهر رمضان الفضيل فهن يعتبرن ان المصلى هو مكان الزيارة والوناسة والراحة من هموم البيت ومتاعبه فما ان ينادي المؤذن لصلاة العشاء حتى تتزاحم النسوة باحمالهن الكثيرة من الاطعمة والاشربة والحلويات والفطائر والاطفال ليؤدين الصلاة ثم يبدأن في التزاور المسجدي وتبادل الاطعمة والحريصات منهن يأتين باكياس يضعن فيها القمامة ثم يتركنها في زوايا المصلى وكأن عصا سحرية ستأتي لتنظف مكانهن وتتركه جاهزا ليوم جديد سيبدأ فعليا بعد ساعات ولم تعد السيدات يسكتن او يستجبن لمن يوجههن واصبح شائعا ان ينظرن لمن تنصحهن بكثير من الاستغراب والاستهجان ويرفضن النقد.

النظافة هدف

في مقررات وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد أن الهدف الرابع من اهدافها هو العناية ببيوت الله وعمارتها عبر مواصلة إنشاء المساجد، وسد الحاجة إليها في أرجاء المملكة والعناية بالمساجد، وصيانتها، وتأمين ما يلزم لها من أثاث ومصاحف، والمحافظة على نظافتها بما يناسب مكانتها واختيار الخطباء والأئمة والمؤذنين وتأهيلهم، ورفع كفاءتهم بما يلزم لأداء مهماتهم الشريفة على أكمل وجه وترسيخ رسالة المسجد باعتباره مركز إشعاع في حياة المسلمين، وترسيخ مبادئ الوحدة والأخوة، والدعوة إلى الطاعات والتحذير من المعاصي.

النظافة واقع

لكن الشيخ حمود الشهراني -امام مسجد الصانع بظهرة لبن بالعريجا بالرياض- يؤكد أن المسؤول فعليا عن نظافة المسجد هو المتبرع ببنائه وبعض اهل الخير، فالمتبرع هو من يدفع المال اللازم للنظافة والصيانة لان الوزارة توفر حارسا تعطيه 400 ريال شهريا الامر الذي يدفعه الى البحث عن مصادر دخل اخرى تجعله بعيدا عن عمله الاصلي كأن يغسل السيارات مثلا، ويترتب على هذا اهمال العمل على نظافة المسجد بالشكل المرجو.

ويضيف الشهراني: وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد ترسل لنا مواد تنظيف شهرية عبارة عن ست قطع صابون وزجاجة ديتول وزجاجة كلور عبر متعهدها الذي تعاقدت معه وهذا القدر من مواد التنظيف اقل من القليل بحق مسجد يؤمه الالاف شهريا، لذا يتحمل عبء النظافة المتبرع ببناء المسجد واهل الخير الذين يجمعون تبرعاتهم ويخصصونها الى التنظيف والصيانة. ويؤكد الشهراني على انه بعيدا عن المقرر الشهري لعامل النظافة فانه اعتاد في شهر رمضان الفضيل ان يضاعف اجرة العامل من جيبه او جيوب المتبرعين لاستمالته للبقاء نظرا لما يتطلبه الشهر الفضيل من مضاعفة الجهد لطول اوقات العبادة وتضاعف اعداد آمّين المساجد.

ويشير الامام الشهراني الى ان مسجدهم في العريجا و70% من المساجد التي قام ببنائها مواطنون متبرعون يقوم فعليا على نظافتها متبرعو المساجد او اهل الحي، وقال: ان الوزارة ينبغي ان تقوم بمسؤوليتها بهذا الخصوص فمن تجاربه مع متعهدي صيانة المكيفات الذين ترسلهم الوزارة فانهم لا صلاحيات لهم تقريبا بحيث انه عندما يخبرهم عن وجود مراوح متوقفة او لمبات محروقة يرفضون التوقيع او القيام بصيانتها واصلاحها او استبدالها.

ويوضح الامام الشهراني ان مسجدا متوسط الحجم يحتاج صيانة سنوية من 15 الى 20 الف ريال على الاقل وذلك يشمل ايضا اعمال السباكة مؤكدا في الوقت نفسه على اهمية توعية المواطنين الذين يؤمون المساجد بكيفية التعامل الافضل مع منقولات المساجد وفرشه واثاثه واماكن الوضوء فيه وادواته الكهربائية.

واستطرد الامام حمود الشهراني قائلا: ان الوزارة تخصص للمسجد شهريا الف ريال منها 400 ريال لعامل النظافة وتتوزع ال 600 ريال الباقية بين مواد نظافة وصيانة اجهزة وسباكة لذا لابد ان تلفت صيانة ونظافة المسجد نظر المتبرع ببنائه والمصلين وهذا يستدعي تكاتف جهودهم لصيانة ونظافة مسجدهم بجهودهم الفردية. من ناحية اخرى فان الوزارة تعطينا عاملا واحدا والمفروض ان يقوم بكل العمل ينظف السجاجيد ويرتب المصاحف ويغسل الحمامات ويلمع ديكورات المسجد وينظف المنبر ويتابع (يشيك) على الاجهزة الكهربائية من لمبات ومراوح ومكيفات ومكبرات صوت وغيره.

الحاجة الى عاملين كحد ادنى

وفي عبارة واحدة طلبنا من الامام الشهراني ان يقيم اداء وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد في تعاملها مع نظافة وصيانة المساجد فقال بلا تردد: اعطها مقبولا واطالبها بالمزيد وان تتعاقد مع متعهدين تضبط معهم بنود العقود، ومن ناحية اخرى اطالب بتفعيل دور الوزارة الرقابي خاصة على المتعهدين بحيث لا تكون مجرد استلام اوراق والتوقيع عليها، فمن الامور الملفتة ان الوزارة لم تعلق يوما على ملاحظات ارسلتها ولم يأتني ولو مرة تعليق عليها.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com