د. فايز سعد العرافه

       

إقرأ المزيد
▪ التكامل التربوي بين التعليم العام ومؤسسات التعليم العالي
▪ إثارة الدّافعيّة للتعلّم لدى أبنائنا
التفاصيل

وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.ararnews.com/2637912.html

تعتبر الدّافعيّة من أهم المتطلّبات الأساسيّة للتعلّم ، حيث نلاحظ في بداية العام الدّراسي مدى إقبال الطلاب على المدرسة ، وهم في قمة الحماس والدّافعيّة لها ، ولكن ما تلبث هذه الدّافعيّة أن تبدأ في الانخفاض لدى عدد من الطلاب ، والسّؤال الذي يتبادر إلى الأذهان ، لماذا لا يظل هذا المستوى العالي من الدّافعيّة لدى الطلاب طوال العام الدراسي ؟ لماذا نلاحظ مثلاً أن عدداً من الطلاب بدأوا في التسرّب من المدرسة ؟ لماذا نجد مجموعة من الطلاب يتمنّون نهاية حصّة معيّنة ؟ لماذا نجد أن البعض الآخر من الطلاب ينتظر حصّة معيّنة بفارغ الصّبر ؟
إن ارتفاع مستوى الدّافعيّة للتعلّم أو انخفاضه يرتبط ارتباطاً وثيقاً بنوعين من العوامل هما :
1. عوامل داخليّة : مصدرها المتعلّم نفسه ، حيث يُقدم على التعلّم مدفوعاً برغبة داخليّة لإرضاء ذاته ، ومن أمثلة هذه العوامل الدّاخليّة : التّحدّي ، والفضول ، ومستوى الطّموح.
2. عوامل خارجيّة : مصدرها خارجي ، مثل : المدرسة ، المعلّم ، جماعة الرّفاق ، الأسرة ، فقد يُقبل المتعلّم على التعلّم إرضاءً للمعلّم أو الوالدين أو إدارة المدرسة .
وسوف أتطرّق فيما يلي إلى عرض مجموعة من الأساليب التي يمكن من خلالها استثارة الدّافعيّة للتعلّم عند الطلاب .
هناك مجموعة من الأسس والمبادئ لاستثارة الدّافعيّة للتعلّم لدى الطلاب ، من أهمّها ما يلي :
1. إقامة بيئة متمركزة حول المتعلّم Learning Oriented Environment .
2. إشباع ، وتوظيف حاجات الطلاب ، ودوافعهم الدّاخليّة .
3. جعل المادة التّعليميّة شيّقة ومثيرة للطلاب .
4. تزويد الطلاب بتغذية راجعة عن أنشطتهم ، وإعطائهم الفرصة والقدر المناسب من التّوجيه لتعديل سلوكهم .
كما يمكن استثارة الدّافعيّة للتعلّم لدى أبنائنا من خلال الأساليب التّالية :
1. تنمية قدرات التعلّم الذّاتي ، وتحمّل مسئوليّة عمليّة التعلّم ، وتنمية الاستقلاليّة في التعلّم.
2. أن تكون لدى المعلّمين ، والإدارة المدرسيّة دافعيّة عالية ، فالمعلّم الذي يفتقد إلى الدّافعيّة في تعليمه لا يستطيع بث الدّافعيّة للتعلّم في نفوس طلابه ، فكما يقولون : ” فاقد الشّيء لا يعطيه ” ، فتصرّف المعلّم كنموذج للمتعلّمين ، كالإقبال على المطالعة الخارجيّة ، والجلوس معهم في المكتبة ، يساهم كثيراً في تنمية الدافعيّة للتعلّم .
3. استخدام أساليب التّهيئة الحافزة عند بدء الحصة أو عند الانتقال إلى عناصر الدّرس مثل : عرض قصص المخترعين ، والأسئلة التي تدفع إلى العصف الذّهني ، والعروض العمليّة المثيرة للدّهشة .
كما أن إثارة وتنمية دافعيّة الطلاب للتعلّم تتم من خلال ما يلي :
1. ربط محتوى المواد الدراسيّة باحتياجات الطلاب الحاليّة والمستقبليّة .
2. الاستفادة من الميول والاهتمامات الموجودة لدى الطلاب واستثمارها ، وتشجيعهم على استخدام أخطائهم بشكل بنّاء .
3. زيادة البيئة الآمنة : فالطّالب الذي يفشل في أداء مهمّة ما ، لا ينبغي معاقبته ، فالطّالب يتعلّم كيف يتعامل مع الفشل بشكل ناقد ، لتطوير الدّافعيّة والتعلّم النّاجح ، فالطلاب يستطيعون التعلّم من أخطائهم ، لكن بسبب الخوف من الفشل فإن جهود الطلاب ربما تقل بشكل مقصود لأن الفشل المتعمّد أسهل للقبول من حالات الفشل الذي يسقط فيها الطّالب كضحيّة .
4. عرض نشاطات مفتوحة النّهاية لتطوير الإبداع : حيث ينبغي إعطاء الطلاب فرصاً واستراتيجيّات لتطوير الإبداع لديهم ، فالطلاب الذين يتم إشغالهم يعملون بدافعيّة أعلى ، لذلك يجب على المعلّم العمل على تحدّي الطلاب لتطوير المنتجات الأصليّة الإبداعيّة ، ومن ثم تزويدهم بتقارير مكتوبة .
وتقع مسئوليّة استثارة وتنمية الدّافعيّة للتعلّم لدى الطّالب بشكل رئيس على عاتق ثلاثة أطراف هي : المدرسة ، والمعلّم ، والأسرة .
وفيما يلي توضيح لذلك :
1. المدرسة : من حيث توفّر الأجهزة ، وتقنيات التّعليم الحديثة ، والمناهج الممتعة ، والفصول الجاذبة ، والإدارة الواعية المتفهمة لمسئولياتها التربويّة والتعليميّة ، والوجبات الغذائيّة الصحيّة ، والملاعب الرياضيّة المجهّزة .
2. المعلّم : من حيث تنويعه في طرائق التّدريس ، وتنويعه في وسائل التّواصل مع الطلاب سواء كانت لفظيّة أو غير لفظيّة ، أو باستخدام وسائل تعليميّة متنوّعة ، أو عن طريق تنويع أنماط الأسئلة الحافزة للتّفكير والانتباه ، وتنويعه في الأنشطة التّعليميّة مثل : التّجارب العمليّة، والعمل في مجموعات، ومن خلال تشجيعه وتحفيزه للطلاب بشتى الوسائل المادية والمعنويّة الممكنة .
3. الأسرة : من خلال التّعاون بين أولياء الأمور والمدرسة ، فكلّما كانت بيئة المنزل تقدّر النّجاح ، وتشجّع على الإنجاز والاستقلال ، وكان هناك تعاون مع المدرسة يؤدّي ذلك إلى رفع مستوى الدّافعيّة لدى الأبناء .