متحف “الوايلي” يمثل حركة التاريخ الدائرية!


متحف “الوايلي” يمثل حركة التاريخ الدائرية!


وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.ararnews.com/2639367.html

أن المحافظة على التراث مسألة تاريخية، تعكس المسألة الفلسفية، مسألة العلاقة الجدلية بين الذات والآخر، التراث أيضاُ يحتل أهمية حيوية في كل البلدان فهو يمثل ثقافتها وحضارتها ومكانتها التاريخية، كما أنه يساعد في ربط الثقافات الإجتماعية مع بعضها لبعضها الآخر، ويمنحهم الشعور بالإنتماء على أسس مشتركة، وأهداف نبيلة، وغايات جميلة، أن التراث يمثل أحد عوامل المهمة في تأسيس قاعدة ثقافية واقتصادية لأي بلد، لذا فأن حماية التراث تصبح ضرورة قصوى في بلدنا المتعدد الثقافات، بتراثه التاريخي، والثقافي الأصيل، أن بلدان ذات أهمية عالمية تضع المحافظة على التراث في أعلى سلم أولوياتها، جاعله من جهودها كافة موجهة نحو الأهتمام به وبتاريخه والمحافظة عليه، أن الأهتمام بالتراث مطلباً مهماً لا يمكن الأستغناء عنه أو تجاوزه أو المشي بمحاذاته، لأنه يجسد التقاليد الوطنية العريقة المتوارثة من الماضي ليبقى أرثاً لأجيال المستقبل، ويشكل التراث بشكل عام ثروة مهمة ومستمرة للبلد، ولكي ننجح في هذا المجال لا بد من حماية صارمة لهذا الموروث بكل الطرق، أن المحافظة على التراث ليس محاولة لتذكير الماضي فحسب، بل هو يعكس روح الأمة ووحدتها وبقائها، عندما تدلف داخل متحف “الوايلي” التراثي، لصاحبة – عوض بن فارس الخمعلي – ، ستفكر بديهياً فيما ذكرت، وستفكر ايضاً في حركة التاريخ الدائرية، أو إذا شئنا في حركته الولبية التي تسير بإتجاه عمودي أو أفقي، وتظهر هذه الدائرة بوضوح في التراث الذي يحويه هذا المعرض الصغير، والكبير بمحتواه، لقد نجح صاحب هذا المعرض التراثي في تكوين معرضاً ذو خصائص ثقافية وتراثية مميزة، إحتواء الأدوات التراثية بكافة أنواعها وأشكالها وما هيتها ليست معجزة خرافية، إلا للذين يريدون أن يتناسوا أن هذه الثقافة التي تكونت عبر أزمنة وأجيال، مجرد تاريخ ذهب ولن يعود، وليست فكرة الخمعلي معجزة أو فريدة من نوعها، فقد سبقه الكثيرون، لكن الشيء الأهم أن هذا الرجل تحمل خصائص التعب والمال والإرهاق والجهد والوقت بنفسه ولوحده، ووضع هذا المتحف في بيته الخاص لسمو الفكرة وقلة المساحة، وعلى مدى قرابة عشرة أعوام، يحاول هذا الرجل أن يطور ما أبتعاعه وأستعاره وأهدى له وأستوعبه، مكوناً بذلك عملاَ مميزاَ له، يحاول أن يغني التراث الوطني وفق تصوره الخاص، وجهده الإبداعي الخاص، وثقافته الشخصية الخاصة، وذهنيته الخاصة، أن كل عمل يملك نسبة معينة من الأمل، فما أن تتولد الأفكار الجديدة حتى تعتليها الهمة والإصرار، لتكون في أفضل حالاتها، وفق العمل من أجل البقاء، هكذا يجد – عوض بن فارس – نفسه تجاه التراث الذي أحبه وعشقة وأبدع فيه، لكن بشكل ذاتي ولون مميز وأنيق وفريد، أن التراث موروث يعكس الأصالة، ويحمل عبق الماضي ونكهته، وأن حضارة أي شعب لا يمكن لها أن تقوم بدون تراث، فالتراث يحفط كيان الأمة وبقاءها وإستمراره، وهذا ما أستنتجه الرجل وعمل به ووفقه ولأجله.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com