أعمار منفذي الجرائم الإرهابية تسلط الضوء على جدوى مناهجنا المدرسية


متابعون يحمّلون علماء الفتنة وحملات التوعية والإعلام المسؤولية:

أعمار منفذي الجرائم الإرهابية تسلط الضوء على جدوى مناهجنا المدرسية



فريق التحرير - إخبارية عرعر:

كتب الإعلامي الراحل سعود الدوسري -رحمه الله- قبل رحيله، على حسابه في “تويتر”، رسالة قال فيها: “حينما تكلمنا عن خطر الإرهاب والتكفير والتفجير في عام 2003م؛ فإن أغلب من يقتل ويفجر الآن كان عمره خمس سنوات أو ست سنوات !” وفقاً للزميلة سبق .

هذه التغريدة وإن كان قد تطرق إليها أحد من قبل، إلا أن مضمونها كان موجعًا، فكيف فشلنا في تربية أبنائنا وهم بيننا؟! وكيف نجح الغرباء في إقناعهم ليفجروا المساجد ويستبيحوا الدماء؟ وأين دور المدرسة والأسرة؟

تطبيق نظرية 2003م على حادثة الحائر والشملي:
فلو عدنا لأعمار المنتمين للفكر الداعشي الضال، وفقًا لنظرية 2003م، لوجدنا على سبيل المثال في “حادثة الحائر” كان منفذ الجريمة في عام 2003م لم يولد بعد، وفي حادثة الشملي، نجد أن عمر منفذ الجريمة 3 سنوات!! بينما المصور كان عمره عامًا واحدًا، وهو مؤشر يوحي بأن البرامج السابقة لم تؤثر بشكل كبير.

أسباب الفشل:
وعلق متابعون على تغريدة الدوسري بأن السبب يرجع إلى علماء الفتنة والتحريض الطائفي والتكفير واستباحة دماء المسلمين، وتصوير ذلك على أنه جهاد، وأن تفجير المساجد مما يرضي الله ويُدخل الجنة، فيما أورد آخر حلاً بقوله: “لو سلطنا الضوء على المناهج المدرسية وتطرقنا إلى الإرهاب وأقمنا حملات توعية وتوجيه للمعلمين لما كان هذا حالنا”، فيما حمّل أحد المتابعين المسؤولية على الإعلام، مشيرًا إلى أنه يحتل النصيب الأكبر من طريقة تفكير الأجيال، فبرامج التوعية كانت قليلة جدًا.

ضعف الدور الرقابي للأسرة:
وأكد المختص بالإرشاد النفسي والتربوي بدر الشملاني ، الدور الأساسي للأسرة في بناء المواطن الصالح المتمسك بتعاليم دينه الإسلامي والمحب لوطنه والمحافظ على أمنه في ظل التقنية الحديثة التي نعيشها في الوقت الحالي، وظهور الكثير من برامج التواصل الاجتماعي التي اختطفت الأبناء عن أسرهم وضعّفت الدور الرقابي للأسرة.

وأضاف: “يجب على الوالدين أن يستشعرا أهمية التحصين والوقاية للأبناء في سن مبكرة، وفتح باب الحوار الإيجابي مع الأبناء، والحرص على تصحيح ومواجهة الأفكار والمعتقدات الخاطئة في بدايتها، والتي قد تنشأ بسبب التعرض لمواقع تواصل مشبوهة تهدف إلى استدراج الأبناء وترويج الأفكار المتطرفة لهم، واستغلالهم في الإخلال باستقرار وأمن الوطن”.

برنامج فطن “أحد الحلول القادمة:”
وفي الوقت الذي ينتظر أن تقدم مؤسسات الدولة المعنية في توعية المجتمع دورها المناط بها بشكل عملي وجاد وسريع؛ أعلنت وزارة التعليم تبنيها لبرنامج “فطن”، وهو برنامج وطني وقائي يرتكز على تنمية المهارات الشخصية والاجتماعية للطلاب والطالبات.

وعن الدور الذي يؤديه البرنامج في وقاية المجتمع من الانحرافات الفكرية، قال المدير العام لبرنامج “فطن” الدكتور ناصر بن منصور العريني “نحن في (برنامج فطن) نركز على المجموعة الإيجابية الموجودة بكثرة لوقايتها؛ لأننا نخشى أن تُجر إلى الفكر الضال؛ لذا فبرنامج (فطن) برنامج وقائي يميت الجانب السلبي في السلوكيات، مع عدم تجاهل أصحاب الفكر المشبوه. ”
وبيّن أن الأمن والتعليم نجحا في وقاية المجتمع من الانحرافات الفكرية بنسبة مرتفعة للغاية بدليل محدودية الأعداد المنتمية للفكر الضال.

البرامج السابقة:
وأكد الدكتور العريني أن (برنامج فطن) يختلف عن البرامج الأخرى التي كانت تعمل فترة ظهور الحدث فقط، فقد أنشئ ليكون ممتدًا وشريكًا مع عددٍ من الجهات، ويقوم على استثمار الثروة الموجودة في أبنائنا بتنمية مهاراتهم الشخصية؛ ليكونوا هم المسؤولون عن وقاية أنفسهم.

الانحراف الفكري:
ويرى الدكتور العريني أن أي شخص يقع في الانحراف الفكري يعاني خللاً في الشخصية؛ إذ يمر بثلاث أزمات وهي “أزمة الثقة”، وأساسها من المنزل، فإذا سحبت الأسرة الثقة من الابن فقد بدأ في طريق الانحراف. وكذلك “أزمة الهوية” فلابد أن يعرف الابن والبنت ماذا يريد وما أهدافه وما طموحه؟ فإذا فقد الابن أو البنت “الثقة والهوية”، سيفقد بالتالي “الانتماء”، ويكون فريسة سهلة لأصحاب الفكر المشبوه، ولذا نحن نركز في برنامج “فطن” على تكوين الشخصية.

بداية انطلاق المشروع:
وعن بداية انطلاق البرنامج أكد “العريني” أن البرنامج انطلق في مساره الميداني، وسيدشن وزير التعليم عزام الدخيّل المسار الميداني الشامل والإعلامي ومجموع الفعاليات الأخرى خلال الأسابيع القادمة، بمشيئة الله تعالى.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com