(وحيداً في سيارة إسعاف)


(وحيداً في سيارة إسعاف)


وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.ararnews.com/2642636.html

بدأ حديثه بقلب يعتصره الألم أنه لا يعترض على قضاء الله وقدره ولكنه يعترض على الإهمال ورخص حياة الإنسان لدى البعض .
بدأت المأساة في وقت مبكر من صباح يوم الاثنين 29 / 12 / 1436هـ حينما تعرض أخيه إلى جلطة في القلب فتوجه إلى المركز الصحي في جديدة عرعر ولم يحضر الطبيب حسب حديثه إلا بعد ساعة كاملة وحينها قرر الطبيب أن الحالة عادية ولكن لا مانع من التحويل إلى مستشفى عرعر المركزي .
وهنا بدأت أكثر فصول المأساة معاناة وخطورة , يكمل حديثه قائلاً : حملوا أخي في سرير ووضعوه في سيارة إسعاف بلا أي عنصر تمريض وبدون أسطوانات أكسجين , فقط المريض مع السائق .
ويستمر في حديثه قائلاً أن السرير لم يكن مثبتاً مما جعله يصطدم بحواف السيارة الداخلية لأنه لا يوجد أحد مع المريض يثبته أثناء سير السيارة , مما زاد في سوء حالته في الوقت الذي كان يعاني من أزمة قلبية لا يستطيع معها حراكاً .
بعد وصول المريض إلى مستشفى عرعر واستقباله من الطبيب المتواجد والذي طلب التحدث مع الطاقم الطبي المرافق وتفاجئ أيضاً بكون المريض وحده , وتم تشخيص حالته بجلطة قلبية حادة حيث يوجد شريان مقفل 100% فأدخل غرفة العمليات وأجريت له عملية جراحية وبقي بعدها يومين على أجهزة التنفس ولم يخرج من العناية إلا بعد خمسة أيام .
وحتى لا يتعرض أحد لنفس جرعة الألم والأسى التي مر بها أخوه فإنه يرغب في طرح عدة تساؤلات على مسؤولي مديرية الصحة لعله يجد إجابة أو تحرك سريع منهم :
ماسبب تأخر الطبيب في المركز الصحي ساعة كاملة عن مباشرة الحالة ؟
لماذا لم يتم صعود طبيب أو عنصر تمريض مع المريض ومرافقته في سيارة الإسعاف كما هو منصوص عليه في الإجراءات المماثلة ؟
لماذا لا توجد اسطوانات أكسجين في سيارة الإسعاف ؟
ولماذا تكون فارغة من الأكسجين إذا وجدت ؟
حتى هنا انتهى حديث المواطن .
عندما كنت أستمع لكلامه وهو يصف حالة أخيه المصاب بجلطة يصارع وحيداً في سيارة إسعاف وبدون مرافق وبدون توفر الأكسجين وعلى طول 50 كلم , مرت في ذهني احتفالات منسوبي الصحة في الحدود الشمالية والكم الهائل من الصور والذي يظهر بجلاء توفر كل شيء في هذه الاحتفالات , من تجهيزات ومأكولات وعصائر بشتى الأصناف ودروع التكريم والجوائز وغيرها وغيرها من البذخ الذي نشاهده في كل احتفالاتهم وفي خضم ذلك نسوا أن يوفروا أكسجين (الحياة) في سيارات الإسعاف .
ولعلي أختم بسؤال يتيم قد يظل يتيماً بلا إجابة كعادتهم : كم ضحية ينبغي أن نقدم لمسؤولي الصحة حتى يفيقوا من سباتهم ؟
ويخرجوا من مكاتبهم إلى العمل الميداني ويتفقدوا الإمكانيات على أرض الواقع ويعالجوا الأخطاء قبل وقوعها ويوفروا النواقص التي قد يعني نقص أي منها فقدان حياه مواطن .


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com