اللُّغة العربيَّة ..أمُّكم الفتيَّة (شيءٌ من العشق المباح)


اللُّغة العربيَّة ..أمُّكم الفتيَّة (شيءٌ من العشق المباح)


وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.ararnews.com/2648392.html

اللّغةُ العربيّةُ … حالٌ من القوّة!! وهذا والله سَمْتُ العِزَّة، ونَعْتُ الهَيْبَةِ، وصِفَةُ الوقارِ، والاقتدار … عدلاً وجِبِلَّة … وسيبْحَثُ مَنْ تثيرهُمْ لغتُهُمْ الخالدةُ حبًّا طاهِرًا، عَنْ منابعِ الإثراءِ؛ طَمَعًا، لا يخالطُهُ زُهْد!!
لا بُدَّ مِنْ صِدْقِ غَيْرَتِكُمْ على اللّغةِ العربيّةِ، ولا مفرّ صِدْقِ اهتمامِكُمْ بعلومِها، وبفنونِها؛ فاللّغةُ أمُّكُمْ، وواجِبٌ عليكُمُ الاعتزازُ بها، والدّفاعُ عنها، وإعمالُها، بتجنُّبِ إهمالِها؛ فهي كافيةٌ ضافيةٌ!! وهي صافيةٌ، للجَهْلِ نافية، وهي تُكْسِبُ المعنى الصِّحَةَ، وتكسُو الكَلِمَ بالعافية!!
وهي مُلْهِمَةٌ، غَنِيَّةٌ، مَرِنَةٌ، سَلِسَةٌ، مُنْسَاقَةٌ بشموحٍ، تسمو بتكسُّرِ اللَّذَة، وتعلو بانحناءِ الهوى!! وهي جمالٌ، وتناسقٌ، وإبهار!! وهي سفْحُ جبلٍ، وطيفٌ، وغيمٌ، وأنهار!!
وهي أنيسُ ليلٍ، وضوءُ نهار!! وهي عُدّةٌ، وعتاد!!
وهي من العقيدةِ؛ فَبِها نتلو القرآنَ الكريم … وهي عِلْمٌ، ووعاءٌ، وذائقةٌ، وحِسٌّ، وفَنٌّ، وثقافةٌ، وهُويَّة!
والعربُ مبدعون!! وإنْ بَدَوا مُبْعَدِين …
دَعَمَتْهُمْ لغتُهُمْ بنظامِها، وبانتظامِها، وبثرائِها، وبدقَّتِها في خدمةِ العلومِ، والانتفاعِ بها، عندما نفوا شبهةِ الكسلِ، وجدُّوا، واجتهدوا؛ فوجدوا بها، ولها، ومنها، وعنها الأثرَ، والطريقةَ؛ فكانت المحامدُ، وَكَانَ ارتقاءُ المقاصِد …
واللُّغةُ تؤثِّرُ في التّفكير، وتتأثّر به! وهي ما بين ألفةٍ، وكلفة!! أنت من يحدِّدُ رؤيتك تجاهها!! واللغةُ وعاءٌ، وسياقٌ يحملُ النّصوصَ! وهي سبيلُ كلِّ إمعانٍ، وإذعانٍ لفَهْم!!
والشِّعْرُ العربيُّ؛ كتطبيقٍ لغويٍّ مبهر؛ منتَجٌ، ومنجَزٌ لا مثيلَ له في كلّ لغات العالم!! تجدُ البلاغةَ، والفصاحةَ … المعاني، والبديع، والبيان … وتجدُ الحبْكَ، والسّبك!!
واللُّغةُ العربيَّةُ لغةُ إنجازٍ، وإيجازٍ، وإعجاز!! في خطِّها جمالٌ، وتناسقٌ، وإبداع!! وهي تخاطبُ بجمالها البصرَ، والبصيرة …
ويكفيها الأملاءُ شاهدًا على حسنِ موافقةٍ، وجميلِ مطابقة؛ فمن وعى القواعدَ عَنْوَنَ، ودوَّنَ، في ضوءِ قياسٍ، أو قانون … فما بالك بنحوٍ، وصرفٍ، وغيرُ هذِهِ كثير …
واللّغةُ العربيّةُ وثيقةٌ، ودستورٌ، ومنهجٌ، وأداةٌ، خطابًا، ونَقْلاً، وإدراكًا، وهي ذات قدرةٍ فائقةٍ على صُنْعِ استجوابٍ مُبَرَّرٍ، وانتخابٍ مُقَرَّرٍ، واستيعابٍ مُحْرَّرٍ في العلوم كافّة … ما يجعلُ منها أداةً لازمةً، وفارقةً، لا غنى عنها في حوارٍ، وفي حُسْنِ جوار …
وممّا أثّرَ على اللّغةِ منتَجُ التّقنية، بفكرِهِ، وبمصنوعاتِهِ الحديثةِ، وما صاحَبَ ذلك من ثقافةٍ خاصّةٍ، ومن تعاطٍ مختلف …
لقد أثّر ذلك في طبيعةِ تناوُلِنا، وفي مستوى تداوُلِنا لُغَتَنا العربيّة إعمالاً، وإهمالاً، تفصيلاً، وإجمالاً، ضمن سياق التّواصُلِ، والتّراسُلِ، حول وظيفةٍ، أو خاصيّةٍ، أو علاقة.
ومن المعلومِ بالضّرورةِ أنّ اللّغةَ علمٌ، ومادّةٌ خام … ونواتجُ معيَّنة … وهي غايةٌ، ووسيلةٌ معًا، نتعلّمُ منها، ونتعلّمُ بها الدّقّةَ، والمرونةَ، والضّبْطَ، والوَعْيَ، وإجادةَ التّصويب … ونحنُ نجعَلُها دافِعَ تفكيرٍ، ومثيرَهُ، وفكرَتَهُ، وهي بيئةُ إرهاصٍ، وتفاعلٍ، ومَخاض …
قدْ نُفَكِّرُ باللّغةِ؛ فنجعلها وسيطًا، أو قناةً؛ فنتدارَسُ الفيزياءَ، والكيمياءَ، والطّبَّ، والهندسةَ، والرّياضيّاتِ، بمثْلِ تعلُّمِنا العلوم الشّرعيّة، والتّربويّة، والاجتماعيّة … وقد نفكر في اللّغة!! وهذا حاصلٌ عندما نتدارَسُ علومَها، مِنْ فقْهِ اللّغةِ، والنّحْوِ، والصّرْفِ، والإمْلاءِ، والشّعْرِ، والنّثْرِ، والبلاغةِ، والنّقْدِ، والخطّ، وغير ذلكَ من الفنونِ البديعة …
وفي لغتنا الخالدة، اللّغة العربيّة، من الثّراءِ، والغنى، والجمالِ، واللَّذَّةِ، والاتساعِ، والامتدادِ، ما يجْعَلُ ابتلاءَ سياقٍ بلفظٍ، وامتلاءَهُ بِهِ مدعاةَ تزاحمٍ، ومظنّةَ تراحم … وهذا ممّا جَعَلَ هذه اللّغةَ … لُغَةَ خيلٍ تعدو، وتصهل، ولُغَةَ أخيلةٍ تثورُ؛ فتُثِير …
بني يعرب!!
لغتكم باقيةٌ راقيةٌ ساقيةٌ؛ فلتقوِّموا ألْسِنَتَكُمُ العربيّةَ ومشاعرَكُمُ العربيَّةِ، وسلوكَكُمُ العربيَّ بتلاوةِ كتابِ اللهِ، وبتدبُّرِ معانيه، وبالعمل بمقتضاه؛ فهذا مدعاةُ تفكُّرٍ، وخشيةٍ، وسموٍّ، وهِمَّة … وهذا نوعٌ من التّداوي المبرر!
أخْلِصُوا لِلُغَتِكُمْ … وتخلّصُوا مِنْ لوثةِ لفْظٍ، ومن عُجْمَةِ لسانٍ، ومن سوءِ استيراد … ولْتَعْلَمُوا أنّ الاشتقاقَ، والتّرادُفَ، وتوالد المعاني، مِنْ شمائلِ لُغَتِكُمْ، ومِنْ حسناتِها!!
لا تقبلوا الخطأَ الذَّائِعَ لشيوعه، ولا تجوِّزوا شطحاتِ اللَّهجاتِ المحليَّةِ، وكونوا أهْلَ بلاغَةٍ، وفصاحَةٍ، ومَنْطِقٍ، في المنى، وفي الكُنى، قبل أن تكونوا أهل أنهارٍ، وسادةَ جهْرٍ، وإبهارٍ في الألفاظ، وفي الجمل، وكونوا أهْلَ حَقٍّ، ويُسْرٍ، بتوفيق الله!!!
أخلصوا للعربية ثقافةً ومجتمعًا وتراثًا وخطًّا.
ولمن سبقني ألمًا، وأملاً أقول: سَبْقُكُمْ محمود؛ فالعربيَّةُ أمُّكُمْ، وبرُّكُمْ بها واجبٌ، بل هو فرْضُ عينٍ، وأنتم ها هنا محلُ استحسانٍ واقتداءٍ في بذْلٍ، وفي منْعِ أسباب عذْل…
هو اعتزازٌ بدينكم، قبْلَ أنْ يكون اعتزازًا بقوميَّتِكُمْ!!
دُمْتُمْ عرَبًا!!

د. هلال بن مزعل الدهمشي


1 ping

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com