(ما أشبه الليلة بالبارحة: سبعون  رأسا من رؤوس الحرورية)


(ما أشبه الليلة بالبارحة: سبعون رأسا من رؤوس الحرورية)


وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.ararnews.com/2648935.html

(ما أشبه الليلة بالبارحة: سبعون رأسا من رؤوس الحرورية ( الخوارج ) نصبت على درج المسجد بدمشق)

هذا جزاء المحاربة لله ولرسوله ولعباده المؤمنين ، وجزاء الفساد في الأرض ، فالمفسد لا بد أن يستأصل ، وهؤلاء الخوارج على اختلاف طوائفهم وتوجهاتهم يجتمعون على التحالف والتناصر ، والإفساد في الأرض، وترويع الآمنين وإهلاك الحرث والنسل ، وإضعاف وحدة المسلمين واستباحة بيضتهم وكسر قناتهم .
إن قتل الخوارج جماعات ووحدانا والتنكيل بهم كما حصل بالأمس من إقامة حد الحرابة على ستة وأربعين إرهابيا أفسدوا في بلاد الحرمين ، هي سنة الله فيهم الكونية الشرعية ، فالنبي صلى الله عليه وسلم أمر بإبادتهم وقطع دابرهم ، ( لئن لقيتهم لأقتلنهم قتل عاد ) ، ( طوبى لمن قتلهم ) ، ( شر قتلى تحت أديم السماء ) .

وأراد علي رضي الله عنه قطع دابرهم فلم يبق منهم إلا بضعة وعشرين نفسا ، ولكن سنة الله الكونية حالت دون استئصالهم وأمر الله حتم أن يبقوا إلى قيام الساعة خنجرا في خاصرة الأمة حتى قال علي -رضي الله عنه- لما سمع أحد ابنيه أما الحسن أو الحسين يقول الحمد لله الذى أراح أمة محمد – صلى الله عليه وسلم – من هذه العصابة . قال : ( والله انهم لفي أصلاب الرجال وأرحام النساء ، ولو لم يبق من أمة محمد صلى الله عليه وسلم إلا ثلاثة لكان أحدهم منهم ) .

قال الحارث بن محمد بن أبي أسامة : خلف بن الوليد ثنا أبو جعفر عن أبي غالب قال كنت بدمشق فجيء بسبعين راسا من رؤوس الحرورية فنصبت على درج المسجد فجاء أبو أمامة صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم فدخل المسجد فصلى ركعتين ثم خرج فوقف عليهم فجعل يهريق عبرته ساعة ثم قال : ما يصنع إبليس بأهل الإسلام ثلاث مرات ثم قال كلاب جهنم ثلاث مرات ثم قال شر قتلاء قتلت تحت ظل السماء ثلاث مرات ثم أقبل علي فقال يا أبا غالب انك ببلد أهويته كثيرة هؤلاء به كثير قلت أجل قال أعاذك الله منهم قال ولم تهريق عبرتك قال رحمة لهم انهم كانوا من أهل الإسلام قال أتقرأ سورة آل عمران قلت نعم قال اقرأ هذه الآية : {هو الذي أنزل عليك الكتب منه آيات محكمات هن أم الكتب وأخر متشبهات… } إلى آخر الآية قلت هؤلاء كان في قلوبهم زيغ فزيغ بهم ثم قرأ { يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم } قال فقلت انهم هؤلاء قال نعم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم تفرقت بنو إسرائيل على إحدى وسبعين فرقة كلها في النار إلا السواد الأعظم فقال رجل إلى جنبي يا أبا أمامة أما تري ما يصنع السواد الأعظم قال عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم وان تطيعوه تهتدوا وما على الرسول إلا البلغ المبين قال السمع والطاعة خير من المعصية والفرقة يقضون لنا ثم يقتلوننا قال فقلت له هذا الذي تحدث به شيئا سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم أو تقوله عن رأيك قال اني إذا لجريء أن أحدثكم ولم أسمعه من رسول الله صلى الله عليه و سلم مرة أو مرتين حتى قالها سبعا ) . وقال البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة رواه الترمذي ، وابن ماجة باختصار.

 

د. نايف بن دخيل العنزي
الأستاذ المساعد بقسم الدراسات الإسلامية بجامعة الحدود الشمالية


5 pings

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com