لبنان تُواصل الانفجار الغاضب في وجه حزب الله


بعد قرار السعودية:

لبنان تُواصل الانفجار الغاضب في وجه حزب الله



متابعات - إخبارية عرعر:

تواصلت التصريحات الغاضبة للمسؤولين اللبنانيين ضد مواقف وتصريحات حزب الله بعد قرار المملكة العربية السعودية وقف المساعدات المخصصة لتسليح وتجهيز الجيش وقوى الأمن الداخلي اللبناني، كما وصفوا الخارجية اللبنانية بأنها أصبحت ملحقةً بمكتب العلاقات الخارجية لحزب الله وإيران.

ورأى رئيسُ اللقاء الديمقراطي “وليد جنبلاط” أنه لطالما ارتبط لبنان بعلاقات ودية مع دول الخليج العربي، فمئات الآلاف من اللبنانيين قصدوا الخليج منذ عقود، وتمتعوا بخيراته، وانخرطوا في مجتمعاته، ما ساعد في دعم الاقتصاد اللبناني وصموده ونموّه، متسائلا: لماذا وضع مصير جميع هؤلاء على المحك؟!.

وأضاف جنبلاط في تصريح صحفي، السبت (20 فبراير 2016): “لماذا تعريض لبنان لمغامراتٍ هو بغنى عنها بحكم العلاقات الوطيدة والودية منذ عشرات السنين مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي”. مضيفًا أن “المطلوب اليوم، وأكثر من وقتٍ مضى، الامتناع عن إصدار مواقف تُفاقم اضطراب العلاقات وانتكاستها كما حدث في اليومين الماضيين”.

ودعا جنبلاط كل القوى اللبنانية إلى إعادة النظر في مواقفها تجاه الدول العربية، والتأكيد على عروبة لبنان، وعدم الخروج منها أو عليها، وهي التي كلف التفاهم الوطني حولها تضحيات كبرى، متطلعًا إلى أن يكون ما حدث مجرّد غمامة صيف عابرة كي تستعيد العلاقات اللبنانية-السعودية والعلاقات اللبنانية-الخليجية طبيعتها، وتستأنف المسيرة المشتركة من التقارب العروبي الأخوي الصادق.

بدوره، اعتبر رئيسُ المكتب السياسي للجماعة الإسلامية في لبنان أسعد هرموش، أن القرار السعودي يكشف عن الهوة القائمة بين لبنان والدول العربية نتيجة الممارسات الخاطئة في السياسة الخارجية اللبنانية، ما ألحق أفدح الضرر بحق لبنان واللبنانيين، ويؤشر إلى تطورات مفاجئة على المستوى الاقتصادي والمالي ومصالح العاملين اللبنانيين في السعودية ودول الخليج العربي.

ولفت هرموش، إلى أننا باسم الجماعة الإسلامية في لبنان، نهيب بالسعودية حكومةً وشعبًا، كأخ كبير للبنان وشعبه ألا يعاملوننا بما فعل هؤلاء في حق لبنان وعلاقاته بأشقائه العرب، الذين ما كانوا يومًا إلا مع لبنان العربي السيد الحر المستقل، وما كان لبنان إلا من صميم القرار العربي الموحد.

من جهته، أبدى رئيس هيئة تنمية العلاقات الاقتصادية اللبنانية السعودية “إيلي رزق” تفهّمه للقرار السعودي الحكيم، حيث إن السعودية، قيادة وشعبًا، صبرت الكثير على لبنان وما يعاني منه، لكنها لم تتوقع يومًا أن يقوم لبنان الرسمي بطعن السعودية التي وقفت دائمًا إلى جانبه، وعدم إعلان موقف معنوي يؤكد عروبة لبنان، ويلتزم بمقدّمة الدستور لجهة الالتزام بالإجماع العربي، وعدم إدانة أي تدخل أجنبي في شؤون وشجون دول عربية واستنكار العمل الإرهابي الذي تعرّضت له سفارة السعودية في طهران.

أما كتلة المستقبل، فقد اعتبرت بعد اجتماع طارئ برئاسة فؤاد السنيورة، أنه من حيث المبدأ، أن قرار السعودية المتعلق بوقف الهبتين المقدمتين لتسليح الجيش والقوى الأمنية اللبنانية هو قرار سيادي ولا يمكن إلا احترامه؛ إلا أن هذا القرار أتى نتيجة الاستهانة والاستخفاف بالمصلحة الوطنية اللبنانية من قبل وزير الخارجية اللبنانية، والتنكر لتاريخ السياسة الخارجية المستقرة والمعتمدة من قبل لبنان في علاقاته مع الدول العربية الشقيقة، المبنية على أساس انتمائه العربي وعلاقات الأخوة التي تربطه بها.

ورأت الكتلة، في بيان، أن ارتباكات وزارة الخارجية اللبنانية مسّت بدايةً بعروبة لبنان وانتمائه الحاسم للعالم العربي والذي عبر عنه اللبنانيون في وثيقة الوفاق الوطني وفي الدستور.

وأضافت الكتلة، في بيان، أن وزير الخارجية اللبناني مضى لاقتراف خطيئة كبرى في اجتماع وزراء خارجية الدول الإسلامية في جدة، تمثلت بالخروج عن الإجماع العربي وكذلك الإسلامي، وتعريض مصالح لبنان للخطر الشديد، وقبل ذلك وبعده تصرفات الخارجية اللبنانية وكأنها ملحقة بمكتب العلاقات الخارجية لحزب الله وإيران.

واعتبرت الكتلة أن الاستهانة وسوء التقدير والتصرفات غير المسؤولة والحملات الإعلامية غير الأخلاقية والتهجم المؤسف الذي ارتكبته قيادات حزب الله بحق السعودية وبحق العلاقات الأخوية بين لبنان ودول الخليج العربية والدول العربية قاطبة، تسببت بالأزمة التي وصلنا إليها، وأدت إلى التفريط بمصالح اللبنانيين في العالم نتيجة تهور “حزب الله” ومغامراته غير المسؤولة والبعيدة عن مصالح لبنان واللبنانيين، وعمله على تعطيل الهبتين السعوديتين منذ الإعلان عنهما”.

وتمنت الكتلة على السعودية الشقيقة أن تُعيد النظر في قرارها، مؤكدة أن مكانة السعودية والشعب السعودي الشقيق راسخة لدى الكثرة الكاثرة من اللبنانيين في الأعماق، بعيدًا عن محاولات القلة المتنكرة للأخلاق والوفاء والانتماء، والتي تحاول التأثير على هذه العلاقات الراسخة.

من جانبها، اعتبرت الخارجية اللبنانية، في بيانٍ لها، أن العلاقة بين لبنان والسعودية ليست علاقة ظرفية مرتبطة بظروف عابرة، بل هي علاقة تاريخية عميقة مبنية على روابط وثيقة بين الدولتين والشعبين. ورأت الخارجية اللبنانية أن المواقف اللبنانية التي تصدر محاولة الاستفادة السياسية الرخيصة من موقف السعودية من دون أن تتحمل المسؤولية في تقديم البديل وتحمل تبعاته هي مواقف تزور حقيقة الموقف اللبناني السليم، وتسبب زيادة التشنج في العلاقة اللبنانية-السعودية وفي المزيد من التوتير الداخلي، وتشجع السعودية على المزيد من الإجراءات في إطار مراجعة العلاقة اللبنانية-السعودية، وتضع مصالح اللبنانيين على محك المراهنات الداخلية لأصحابها في موضوع الرئاسة”.


4 pings

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com