محليات - إخبارية عرعر:

ما أن أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن البدء في سحبِ الجزء الرئيسي من القوة العسكرية الروسية في سوريا ابتداءً من اليوم الثلاثاء، حتى انطلقت معها أنواع التحليلات والبشائر لأسباب الانسحاب، ذلك بعد محاولات حثيثة سابقة لدول العالم وعلى رأسها المملكة العربية السعودية وتركيا لإيجاد حل سلمي لإخراج سوريا من هذه الأزمة، أو التدخل بشكلٍ آخر عبر تصريحات أطلقها المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي، العميد الركن أحمد عسيري، عن استعداد السعودية للمشاركة في أي عملية برية ضمن التحالف الدولي في سوريا.

النبوءة السعودية:

وتسببت وقفة السعودية الحازمة مع القضية السورية في قلق روسي تجلى في تصريحات سابقة لوزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف وتصريحه حول الأحداث في سوريا وتدخّل تركيا في الأراضي السورية، فيما أشار وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إلى أن محاولات عديدة لدعم نظام بشار الأسد فشلت، وستفشل روسيا كذلك، في نبوءة صريحة من السعودية بالانسحاب الروسي.

مصير “جنيف”!:

وأشعل الانسحاب الروسي المفاجئ المهتمين بالشأن السوري لتحليل القرار في مصير مفاوضات جنيف بين النظام والمعارضة السورية في ضوء قرار “بوتين”؛ حيث تساءلت حلقة برنامج “ما وراء الخبر” عن أبعاد قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخاص ببدء سحب القوات الروسية من سوريا، وعلاقة هذا القرار ببدء مفاوضات تسوية الأزمة السورية في جنيف والتقارير التي تتحدث عن توافقات بين القوى الكبرى بهذا الشأن.

هزيمة نكراء:

وتساءل الإعلامي السوري فيصل القاسم عن السبب الحقيقي وراء إعلان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين عن إعطاء أوامره لوزارة الدفاع بسحب القوات الروسية من سوريا، وقال على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي، “فيسبوك”: “هل الانسحاب الروسي المفاجئ من سوريا هزيمة نكراء لروسيا، متسائلاً عن تصريح روسيا بتحقيق أهدافها”.

هل هرب “بوتين”؟:

وتابع قائلاً: “بالأمس أسقط الثوار السوريون طائرة ميج سورية بصاروخ حراري، فهل هرب بوتين من سوريا خوفاً من أن تطال الصواريخ الحرارية طائراته؟”.

توقع “الجبير”:

واستبق وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، من جانبٍ آخر، القرار قبل شهرٍ من الآن قائلاً إن روسيا الداعمة بقوة للنظام السوري “ستفشل في إنقاذ بشار الأسد”، مؤكداً أن رحيل الأسد عن الحكم” مسألة وقت فقط، كما أكد “الجبير” أن توقيت نشر القوات البرية السعودية في سوريا مرهون بقرار التحالف الدولي ضد تنظيم “داعش”، وأن بلاده وافقت على مبادرة سويسرية لرعاية مصالحها في إيران.

سلسلة الفشل:

وتسلسل في ذلك متحدثاً عن محاولات “الأسد” الاستعانة بعدة أيادٍ ضعيفة قائلاً: “عندما بدأت الأزمة استعان بشار الأسد بالشبيحة لقتل الأطفال واغتصاب النساء وقتل الأبرياء وتدمير المنازل، ثم استعان بجيشه وفشل، واستعان بالإيرانيين الذين أرسلوا الحرس الثوري وفشل، واستعان بمليشيات شيعية من حزب الله ومن العراق وباكستان وأفغانستان وفشلوا في إنقاذ بشار الأسد، وأخيراً استعان بروسيا، وستفشل في إنقاذ بشار الأسد”.

بقاء “بشار” مستحيل:

وتوقع “الجبير” أنه من المستحيل بقاء “الأسد” أكثر من ذلك، لا سيما أنه مسؤول عن مقتل أكثر 300 ألف شخص وتشريد 12 مليوناً من الشعب السوري وتدمير سوريا، مشدداً على موقف المملكة إلى حل سياسي للأزمة السياسية في سوريا وفق بنود جنيف، مؤكداً دعم المعارضة والشعب السوري في حال فشل الحلول السياسية لتخليص سوريا من الأزمة التي تعيشها.

عملية برية بسوريا:

وعن المشاركة في سوريا، كان قد أعلن المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي، العميد الركن أحمد عسيري، أن السعودية على استعداد للمشاركة في أي عملية برية ضمن التحالف الدولي في سوريا.

حنكة وتداول:

ودشن رواد مواقع التواصل الاجتماعي وسماً بعنوان #بوتين_ينسحب_من_سوريا، معلقين فيه على قرار روسيا سحب قواتها الرئيسية من سوريا وحنكة “الجبير” في توقعه بفشل الدعم الروسي لبشار الأسد، فيما تداولوا تعليقات عن أهمية الوقوف مع الأزمة السورية وتخليص شعبها من أي مساعٍ خارجية قد تلحق بها الضرر وبشعبها، مؤكدين أن موقف المملكة تجاه الأزمة السورية واضح ولن تتراخى في ذلك.

انتهاء المهمة!:

يشار إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان قد وجّه وزير دفاعه، مساء أمس الاثنين، لبدء سحب المجموعات الروسية من سوريا، اعتباراً من اليوم الثلاثاء؛ نظراً “لإنهائها تنفيذ مهماتها”، وشدد -خلال اجتماعه مع وزيري الدفاع والخارجية في الكرملين- على ضرورة تكثيف الدور الروسي في العملية السياسية لإنهاء الصراع في سوريا.