نايف العميم

         

إقرأ المزيد
▪ ترميم الأخلاق
▪ حصار الكابيتول
▪ أمانة عبدالعزيز
▪ مؤشر الأسعار الذي حان وقته
▪ ليلة القبض على كورونا
التفاصيل

وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.ararnews.com/2656260.html

الضجة الإعلامية والشعبية التي صاحبت رعاية حرم مدير جامعة الحدود الشمالية لحفل تخريج الطالبات في إحدى كليات الجامعة بطريف أثبتت أن المجتمع الشمالي غير راضي عن مسيرة وانجازات جامعته , ولا يمكن بأي حال أن نكرر الأسطوانة المشروخة أن وراء هذا الموقف الشعبي كره أو حقد أو تعمد في تشويه صورة الجامعة أو أن المجتمع تنقصه المعلومة كالعادة .
وبعيداً عن الشكليات , فالمهم هو تخريج أجيال تتسم بالكفاءة من أبناء وبنات الشمال ليسهموا في مسيرة العطاء والبناء في مملكتنا الغالية , بغض النظر عن حيثيات حفلات التخرج ومن يرعاها.
لا يهم كثيراً كون حرم مدير الجامعة تعمل إدارية في الجامعة وهذا قد يؤثر سلباً على القيمة العلمية والأكاديمية لكل من تم تجاوزهن مثل عميدة الكلية وكل من يحملن شهادات علمية معتبرة .
ولن أقف عند أن كون حرم مدير الجامعة إدارية في الجامعة فهل سيعطيها رعايتها للتكريم مميزات على زميلاتها الإداريات .
وهل من المنطق أن تقوم إدارية برعاية التكريم في ظل وجود من يحملن الشهادات العليا , بل وفي ظل وجود شخصيات نسائية معتبرة هن أحق برعاية التكريم .
والأهم من كل ذلك هو المبدأ الذي تتعامل فيه الجامعة مع الأهالي (طلاب وأولياء أمور) وهو الالتزام بالأنظمة والتعليمات حتى لو كان فيه ضرر بهم , ولكن هنا يسقط المبدأ بكل سهولة وأريحية !!!!
لن أقف عند كل ماسبق ولكنني سأواصل البحث عن أسباب هذا الغضب من الأهالي على مؤسسة تعليمية تربوية يفترض أن تنال رعايتهم ودعمهم , وهنا أعتقد أن القضية ليست مجرد رعاية حفل تكريم , بل هي معاناة سابقة ناتجة من تراكمات لأخطاء كثيرة .
ومع هذا فإنني أستغرب من التركيز على مجرد رعاية حفل تخرج , وكان من الأحرى بالأهالي مناقشة قضايا ومشاكل مهمة داخل مسيرة الجامعة .
لنبدأ بمشاكل القبول والتسجيل ومنها أن الرغبات الثانية والثالثة والرابعة تتم حسب الاحتياج وليس المعدل , مما يفتح المجال لأن يتقدم طالب على أخر هو أعلى منه في المعدل .
أيضاً مباني الجامعة التي تأخر انجازها كثيراً ولم ينجز منها إلا الشيء اليسير , فأين ذهبت الأموال المخصصة لذلك ؟ وماهي أسباب تأخر الانجاز ؟ ومن المسؤول المباشر عن ذلك ؟
وهل من الممكن أن يخرج لنا مسؤول بالجامعة ويعطينا موعداً محدداً لافتتاح أخر مبنى في المدينة الجامعية ؟
فشل الجامعة في نظام التجسير , حيث لم توفق في حل مشاكل المواطنين من موظفين وغيرهم في الحصول على شهادات البكالورويس إلا بأعداد قليلة بينما ترك الباقين بلا مقاعد , وأيضا تسببت الجامعة في مشاكل بين الموظفين ومراجعهم مما أضطر الكثير منهم للانسحاب , بينما في أغلب جامعات المملكة تقدم التسهيلات لكل من يريد الدراسة عبر نظام التجسير .
غلاء الأسعار في كافتريا كليات الجامعة بشكل مبالغ فيه أرهق كاهل الطلاب والطالبات ويعتبر من المؤثرات السلبية التي تؤثر على دراستهم خصوصاً أن أغلبهم يعتمدون على المكافآت المالية الشهرية في استكمال تعليمهم .
التأخر في ترقية العديد من أعضاء هيئة التدريس رغم استحقاقهم النظامي للترقية .
قبول معيدين ممن يحملون شهادات من خارج البلاد ورفض قبول معيدين يحملون نفس الشهادات من نفس البلاد وكأن الفيصل في ذلك هو مجرد مزاج وليس أسس وأنظمة معتبرة .
برامج الدراسات العليا في الجامعة هزيلة ودون المستوى فلم تنجح الجامعة إلا في تنفيذ برنامج واحد عليه بعض الملاحظات بينما جامعة جيزان نفذت ثمان برامج للدراسات العليا .
وفي الصيف الماضي ألغت الجامعة الترم الصيفي ولم تتراجع إلا بعد ضغوطات من الأهالي .
وقبلها تأخرت في تسليم وثائق الخريجين ولولا لطف الله وتمديد فترة التسجيل في نظام جدارة لضاعت الفرص الوظيفية على الخريجين .
العشرات من موظفي الجامعة على قوائم الانتقال إلى أي جهة حكومية أخرى في ظاهرة تفسر نفسها بنفسها !!!
مؤتمر الجمعية التاريخية بالجامعة أشبه بنزهة برية من مؤتمر علمي , حيث لم يقدم شيئاً للمنطقة والأهالي واختتم بزيارة تاريخية إلى دومة الجندل !!!
الكثير من الطلاب وأولياء أمورهم لا يجدون من يصغي لهم عند مواجهة أي عقبات وتبقى مشاكلهم معلقة بدون حل .
مرت جامعتنا بفترة سابقة اتسمت بالجذب العشوائي وتم خلالها ابتعاث طلاب على حساب ميزانية أهالي الشمال وفي النهاية عادوا لتستفيد منهم مناطق أخرى ولم تستفد منهم منطقتنا يوماً واحداً.
الإدارة الحالية للجامعة تتسم بالمركزية (المفرطة) وللأسف مازالت تسير في الاتجاه الخاطئ .
ذات مرة كتبت مقال عن ضرورة أن تتصالح الجامعة مع ذاتها ومع المجتمع , وكالعادة مازالت إدارة الجامعة تعيش في برج مرتفع لا تسمع إلا صدى صوتها .
ليس بالضرورة أن يرحل د سعيد , وليس هدف هذا المقال إبراز السلبيات , وكل مانريده جامعة فتيه مكتملة في البنية التحتية تسهم في تخريج أجيال يعتمد عليها الوطن , جامعة تهتم بالدراسات والبحوث العلمية وتعمل على بث روح التنوير , جامعة تتعامل مع أبناء المنطقة كأصحاب حق , لا أنها متفضلة عليهم , هل هذا كثير ؟

نايف العميم