تلويحة أولى لــ خالد راكان المرشد!


تلويحة أولى لــ خالد راكان المرشد!


وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.ararnews.com/2658433.html

أنا لا أجيد لغة المديح، ولا ضرب الدفوف، ولا الرقص في مهرجانات المصالح، ولا أعرف كيف تلبس الأقنعة، ولا العيش في حيز الرماد، ولا أتقن تقمص دور الأخرين أياَ كانوا، سردي مفهوم، ونصي مفتوح، ولي مفردة خاصة، وأستخدامي للأجناس الأدبية مطلق، ولي وتيرة ثابتة، وأستطيع أن أوظف العبارات جلها في متن النص السردي للتفاعل مع الأحداث، ولا أخجل، ولا يصيبني وجل، حينما أشيد في إنسان ما، أو موقف ما، أو قضية ما، بل أرى أن علي واجب الإنحياز للذين يعطون للوطن وللإنسان، والذين يحبون الجمال والخير والحياة، بل يكون الانحياز إجبارياً في هذه الحالة، وأكره التنابز والنميمة والذين يعيثون في الأرض فساداً، ويعشقون التكالب على الميتة مثل الضباع، لا أبدأ في كتابتي عن أي شيء إلا بعد أن أتأكد من جدوى الكتابة، ولا شيء يعلو عندي على الإطلاق فوق مصلحة الوطن، أن ميسم الإنسان أخلاقه، و- خالد راكان المرشد – ميسم الأخلاق، ومرتكز العقل، وفنارة التواضع، لا يعرف التناقضات، ولا يرضى بالغرابات، وشخصيته واقعية في النموذج وفي الجذور والرمزية، له رؤيه ملأى بالتفاؤل، ولغة تتناغم مع طرح الواقع، لا يعرف سادية الذات، ونرجسية الأنا، وتواضعه أيقونة حيرت الكثير، يحاول نقل التخيل إلى واقع، ويعتمد الحقيقة دون التخيل، يشارك الناس الأفراح، كما يشاركهم الخسائر، سائحاً بين الناس، بطريقته الخاصة، يشتغل للناس، ويحاول توفير القيمة لهم، ويقوي جسور التواصل معهم، عمله هاديء، يريد إستشراف صياغة الواقع، لتحقيق إشتعال الحياة، وطني حتى النخاع، يحمل الوطن معه أينما حل وأرتحل، ويتغنى له في المحافل كلها، يسكن ظله البارد، ويسير على خطاه، ويردده في حنجرته قصيدة بهية، يوقظ للوطن التاريخ، يشكله في ذاكرته، ويدحرج الكلمات أمامه لتنحني له ماثلة، دائماً على العهد يواضب، ويعلن عشقة الصريح للوطن، منهمكاَ فيه، وموغلاً في مرآته، متوهجاَ بنور الوطن، عنده وعي كبير، ولا يجيد الإيحاء والتمويه والتلميح، لكنه فاعل في عملية الإبداع والقول والفعل، لا يطرب لصوت الأجراس، ولا مديح الشفاة، ولا يتماها مع الزيف الباهت، ولا ينكسر أمام المديح الكاذب، لونه سعى له ليكون ذا لون مغاير، روحه وفيه، ولغته مهذبة، ووعه بالأشياء واقعي، رؤياه ليس لها عنان، لكنها واقعية وثابتة، لا يعرف المفارقات التصويرية، ولا فن التناقض، لا يقول إلا بعد أن يعرف المعنى، ويصمت أن عرف أن لا يقول، لا يعرف الوهن، حتى يصل إلى صلب ما يريد، إيراداته ومبيتغياته ليست مسلات رمادية، لكنه يشعلها مسلات ذهبية راقية، في روحه مملكة حب، ومدينة ضوء، وقرية هدوء، وحياته مدارات واسعة من العطاء، – خالد راكان المرشد – يبقى مجبولاَ على جمالية اللفظ، وجمالية العمل، وجمالية الآداء التي لا يمل منها، وعلى الرغم من هدوئه الجميل، تحتدم في روحه معاناة الآخرين، ويعيش همومهم وألآمهم، تراه يطوع نفسه في خدمة الآخرين بأسلوب مغاير ومتفرد ووفق إيقاع خاص، يؤثر الصمت، ويأبى التملق والإعلان عن نفسه، لأنه يؤمن أن موهبته الإنسانية لا يخطأها الزمن أبداَ، وسينصفه الناس، هدفه واضح، وفكرته مسكونة بمساعد الآخرين، يرقص لسعف نخيل الوطن حينما يثمر نخيل الوطن، ويبتهج للنوارس البيض عن تطير النوارس أو تحط، رجل متشح بالحياء، مزهو بجمال الحياة والأشياء، ترفرف على مقلتيه سحابة من نقاء، ثمة ربيع قادم عنده، يستمطر ماءه، ليزرع في النفوس البهاء.

رمضان بن جريدي العنزي
ramadanalanezi@hotmail.com
@ramadanjready


1 ping

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com