كتـّاب رأي: مبنى أحوال عرعر قدّم لنا صورة قاتمة يتعرض لهُ الناس الذين لا يمتلكون واسطة


تصرف فردياً لإدارة ينسف جهودا متواصلة لتحسين الصورة:

كتـّاب رأي: مبنى أحوال عرعر قدّم لنا صورة قاتمة يتعرض لهُ الناس الذين لا يمتلكون واسطة



حمود الضلعان - إخبارية عرعر:

وصف اليوم كتاب الرأي ” فيديو ” المسنة الشهير اثناء حبوها على السلم الحديدي في مبنى الأحوال بعرعر أنه قدّم لنا صورة قاتمة لما يتعرض له الناس الذين لا يمتلكون واسطة أو تأشيرة “من طرف فلان” وقال الكاتب في صحيفة الوطن صالح الشيحي اليوم الأحد 07 اغسطس 2016 ما يحبط في المسألة دوما -وهذا كلام عابر- أن تصرفا فرديا لإدارة أو موظف؛ ينسف جهودا متواصلة لتحسين الصورة. قد تُنفَق عليها مبالغ كثيرة .

وعلق الكاتب في صحيفة الجزيرة يوسف المحميد في عدد اليوم الأحد 07 اغسطس 2016 في الدول غير المتقدمة، لا يُعنى بذوي الاحتياجات الخاصة، ولا بكبار السن، ولا بالأطفال، فلا تجد لهم في الأماكن المخصصة في المواقع العامة، ولا تسهيلات التنقل، وإنما يصبحون عالة على هذه المجتمعات، وموضع تندر وسخرية، مما يجعلهم عبئًا على مجتمعاتهم فعلاً مشيراً:لسنا بحاجة إلى ذهاب الخدمة لهم في منازلهم، رغم أحقيتهم بذلك، لكن على الأقل يجب تجهيز مقر الجهات الخدمية بكل ما يلزم ذوي الاحتياجات الخاصة، وكبار السن، من مصاعد، ومداخل للكراسي المتحركة، وغير ذلك، بدلاً من تعرضهم لمثل هذه المعاناة، والمشاهد المخجلة!

نص المقال ..يوسف المحميد:
حينما شاهدت مقطع الفيديو للمرأة الشمالية المسنَّة وهي تصعد الدرج حبوًا في مكتب أحوال عرعر، يساعدها ابنها ومراجعون آخرون، بغرض استكمال أوراق إصدار هوية وطنية، دون أن يكلف الموظف نفسه عناء النزول لها، أو أن يتم تهيئة المكتب بمصاعد لخدمة كبار السن، وذوي الاحتياجات الخاصة، أقول حينما شاهدت هذا المقطع الكئيب، تذكرت فورًا اللقب الذي يحصل عليه الرجل أو المرأة في دول الغرب، حينما يُحال على التقاعد، ويصبح مسنًّا، ببلوغ الخامسة والستين عامًا، وهو لقب «سنيور»، مما يكسبه احترام المجتمع بأكمله، وتسخر له الخدمات كافة، ويمنح مزيدًا من التسهيلات، ويحصل على خصومات عالية في كافة الخدمات والصحة والنقل والترفيه وغيرها، فقط لأنه أصبح مسنًا، مما يفرض على الوطن أن يكفل له حياة كريمة في شيخوخته!
في الدول غير المتقدمة، لا يُعنى بذوي الاحتياجات الخاصة، ولا بكبار السن، ولا بالأطفال، فلا تجد لهم في الأماكن المخصصة في المواقع العامة، ولا تسهيلات التنقل، وإنما يصبحون عالة على هذه المجتمعات، وموضع تندر وسخرية، مما يجعلهم عبئًا على مجتمعاتهم فعلاً، ورقمًا زائدًا في دور كبار السن، أو العجزة كما يحلو لنا تسميتهم، بينما في الغرب، يتحول هذا «السنيور» الذي يتمتع بحياة كريمة، إلى عنصر فاعل، ويتحول إلى متطوع في أعمال خيرية جليلة متنوعة، حتى أنه يشعر بطعم الحياة ولذتها، بأن قدم خدماته التطوعية مجانًا، فهو ليس «صفرًا على الشمال»، وليس بحاجة إلى كسب المال كي يعيش، فراتبه التقاعدي الجيد، والخدمات المجانية الممنوحة له، تكفيه عن التسول والوقوف على أيواب الآخرين!
عودًا إلى هذه المرأة الشمالية المسنَّة، التي اضطرت إلى صعود الدرجات حبوًا، لأن الموظف رفض النزول إليها، وخدمتها في سيارتها، وحتى لو كانت التقنية، كأجهزة التصوير مثلاً، لا يمكن نقلها إلى الطابق الأرضي، فإن التقنية تستطيع الوصول إلى هذه المرأة في بيتها، وليس حتى في سيارتها، أليست خدمات الأحوال الشخصية يتم تقديمها في المنازل لكبار الشخصيات المهمة التي لا تملك الوقت للذهاب إلى مقر الأحوال؟ ماذا إذاً عن البسطاء الذين لا يملكون الصحة كي يذهبوا إلى مقر الأحوال؟ أليسوا أجدر بتقديم الخدمة لهم في المنازل؟
طبعًا لسنا بحاجة إلى ذهاب الخدمة لهم في منازلهم، رغم أحقيتهم بذلك، لكن على الأقل يجب تجهيز مقر الجهات الخدمية بكل ما يلزم ذوي الاحتياجات الخاصة، وكبار السن، من مصاعد، ومداخل للكراسي المتحركة، وغير ذلك، بدلاً من تعرضهم لمثل هذه المعاناة، والمشاهد المخجلة!

نص المقال ..صالح الشيحي :
الفيديو مرة أخرى
الناس في بعض المواقف يريدون منك كلمة لطيفة تمتص آلامهم. تغسل همومهم. تُربّت على أرواحهم. كلمة عابرة لا تقيم لها وزنا، هي ذات أثر عميق في نفوسهم!
عاد الفيديو مجددا لينقل جزءا مما يدور في الظل. قدّم لنا صورة قاتمة لما يتعرض له الناس الذين لا يمتلكون واسطة أو تأشيرة “من طرف فلان”!
ما يحبط في المسألة دوما -وهذا كلام عابر- أن تصرفا فرديا لإدارة أو موظف؛ ينسف جهودا متواصلة لتحسين الصورة. قد تُنفَق عليها مبالغ كثيرة.
على أي حال، ملخص الفيديو الذي شاهده كثيرون، هو لامرأة تحاول الصعود إلى مبنى الأحوال المدنية في عرعر “حبوًا” على درج حديدي. فقط لأن موظفا -أو موظفة- أساء استقبال الحالة، وأراد للصورة -على افتراض سوء النية- أن تكون كذلك!
“الأحوال المدنية” جهاز أمني مهم وحساس، قدمت نفسها خلال السنتين الأخيرتين للجمهور في المولات التجارية بصورة فخمة: تتناول كوبا من الموكا الساخنة، ثم تدخل المكاتب الجميلة أمام المقهى لتنجز معاملتك بصورة سلسة. هذه الإدارة تقول بعض أبوابها الخلفية في الأماكن البعيدة أن الناس يدخلونها حبوًا في صورة مهينة، وأن هناك معاملات لا إنسانية يتعرض لها الناس بعيدا عن الضوء!
أكرر دوما، أن الاستقبال علامة فارقة في مشوار العلاقة بين الأشخاص والجهات التي يرتادونها، دوما أو لمرة عابرة.
موظف الاستقبال في أي مكان في العالم -دول، مؤسسات حكومية، شركات، يفترض اختياره بعناية خاصة. خطورة موظف الاستقبال أنه يتحدث باسم المؤسسة، يمثلها ويعكس الانطباع عنها. اليوم حينما يقابلك موظف خطوط طيران سيئ، سيؤثر على علاقتك بهذه الشركة. ربما تسقطها من خياراتك عند السفر مرة أخرى!
الخلاصة: حينما تبذل جهدا بشريا وماديا في بناء صورة المنشأة وتحسينها أمام الناس، يفترض أن تتعامل بحزم مع أي محاولة لهدمها، أو تشويهها. يقول بشّار بن برد في بيت شهير: “متى يبلغُ البنيانُ يوما تمامه.. إذا كنت تبنيه وغيرُك يهدم”!


5 pings

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com