الانضباط المدرسي بين كفتي الميزان


الانضباط المدرسي بين كفتي الميزان


وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.ararnews.com/2667191.html

مع اقتراب الإجازة النصف فصلية نهاية هذا الأسبوع تتزايد نسبة غياب الطلاب والطالبات في مدارسنا حيث بات الغياب قبل وبعد الإجازات  ثقافة مجتمع مألوفة “اعتادها الطالب ,وتساهل معها الأهل ,واستسلمت لها المدرسة “ورغم الحلول والمعالجات التي تتخذها إدارات التعليم والمدارس والتي اثبتت فشلها في جذب الطلاب وتقليص نسب الغياب إلى أدنى مستوياتها . فالطالب الحاضر (مصطفى ) يخجل من انضباطه لأن أصابع الاتهام تُشار إليه وينعت بألفاظ سخرية واستهزاء والرسائل السلبية التي نتناقلها بوسائل التواصل الاجتماعي ولا نستهجنها والتي رسخت صورة الكسل والنفور من المدرسة في عقلنا الباطن ورسمت صورة سيئة لنا في أذهان الآخرين جعلت وزارة التعليم تخطو خطوة جادة لضبط الحضور المدرسي وتشددها في تطبيق خطة اجرائية في متابعة المدارس للقضاء على ظاهرة الغياب والسعي الجاد لتدعيم ونشر ثقافة الانضباط الطلابي والحرص على توظيف الوقت للارتقاء بالمنظومة التعليمية والرفع من مستويات التحصيل العلمي والعمل بانسجام مع رؤية المملكة الطموحة2030 في استثمار طاقات شباب الوطن وإعدادهم للمستقبل فإذا نجحت الوزارة مشكورة في القضاء على هذه الظاهرة وأعادت الانضباط  في مدارسنا إلى زمن (الطيبين) فإنه انجاز مشرف يشهد لها . وكلي أمل من وزارتنا الموقرة عدم رفع سقف أحلامها وتوقعاتها في الحد من رؤية المقاعد الشاغرة والطالب الغائب لا لشيء سوى أنه أسبوع قبل الإجازة أو بعدها ! فالعلاج يحتاج وقتا حتى تؤتى نتائجه وتغيير قناعات قديمة متراكمة يتطلب صبرا وجهودا متنوعة ومتكاتفة، فالواجب التعامل مع المشكلة الحقيقية ومع أسباب المرض قبل محاولة القضاء عليه. فإلقاء اللوم على المدرسة وحدها لن يجدي نفعا ونشر بيانات تفصيلية عن نسب الغياب لن يجدي أيضا .
“فإعلان أفضل وأسوأ عشر مدارس  انتظاما طلابيا في الأسبوع الذي يسبق الاجازة (تشهيرا ) سيؤدي ببعض المدارس إلى تجنب الصدق في بيانات الغياب في برنامج نور حتى لا تظهر بصورة  غير لائقة ولآن التعرية لها جوانب سلبية على منسوبي المدرسة واخشى من تشددنا أن يسقط كل منهم العقاب على الأخر فيذكرنا بقصة  (من ركل القطة ) فالمدرسة وحدها لن تصفق مالم يساندها ولي الأمر والأسرة والمجتمع  فهم شركاء في صنع هذه المشكلة وتضخمها ولهم وبيدهم الدور الأكبر والأهم في علاجها والحد منها فنحن جميعا من أضعف هذا الأسبوع الذي أتى هذه المرة سريعا وقصيرا بعد أقل من شهرين من بدء الدراسة وخاصة مع انتشار ثقافة السفر بين الناس ففي البداية أسميناه ميتاً وهو حي وشيعناه دون حراك جاد فهل نرجوا من ميت نشاط ! وبعد ذلك نعتناه بالبرودة وتركناه يتجمد إلى أن تحول صقيعا والآن أشعلنا تحته نار تضطرم فعمدت المدارس بالترغيب قبل الترهيب بجذب الطلاب إلى المدرسة فقدمت الهدايا والبرامج الترفيهية ورصدت ميزانيات ضخمة مكافآت للحضور وأصبح هم الأغلب من المدارس رمي الطعم للطالب لسحبه للمدرسة بغض النظر ماذا سيقدم للطالب بالمدرسة .
ورغم كثرة الإغراءات فالغياب مرتفع وهذا شيئ مؤسف من شعب مسلم يحترم قيمة الوقت ويمقت الفراغ  ولابدأن نعترف أننا بحاجة  إلى وعي بقيمة الانضباط ونتطلع إلى انضباط داخلي غير مشروط  نحتاج إلى إعلام تربوي يتبنى “الانضباط ” قيمة يزرعها في نفوس الآباء قبل الأبناء , فحلمنا  بطالب سعودي يدخل المدرسة مهرولًا مبتسما  كما يخرج منها  قيد الانتظار “فهل نصل إلى هذا العمق ومتى نصل  !!


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com