هنيئا لك أم الشهيد


هنيئا لك أم الشهيد


وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.ararnews.com/2676119.html

قال تعالى في كتابه الكريم ((وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ))
بكت قبل أيام مدينةٌ عرعر بدموع الفخر والاعتزاز بطلاً من ابناءها قضى أجله في الدفاعِ عن ترابِ الوطنِ الذي تعطر بدمائهِ الطاهرةِ فلست أدري بهذا المقامِ أأقدم تعزية لأم الشهيدُ ,أم أزف لها التهاني فحقاً لها أن تفخر وتعتز وترفع رأُسها بلقب أم البطل .

فبطولات ابناء الوطن المرابطين وأرواح شبابنا الشهداء لا نملك إلا أن تنحني لها الأعناق إجلالاً. هم من دافعوا عنا , ونحن في سبات الأمن والأمان هانئون ,وضحوا بأرواحهم وأنفسهم فداء لأمن وطننا , فخلد المجد اسماءهم وسطر التاريخ صمودهم وشجاعتهم في الذود عن رفعة الوطن .
يا أم البطل : يامن أرضعته الولاء للبلد والدفاع عنه, وأعددتيه للحد الجنوبي بفطرة سعودية لم تدرس مناهج الوطنية ولم تتلق دوراتٍ في تعزيزٍ الولاءٍ , لم تسمع “بفطن” ولم تعرف عنه ’ ولم تكن من عضوات ملتقى الأمن الفكري لكن حب الوطن داخلها جعلها تقدم فلذة كبدها ؛ليبقى الوطن عزيزاً يبكي فؤادُها لبعده وتكفكف دمعها وتشجعه وتشد من عزيمته وتبين له فخرها بشجاعته عندما يتصل بها من أرض المعركة ترسل له عبارات الصمود بقمة ضعفها وخوفها عليه يعصرها ألم فقده وجمرة القلق عليه باليوم مرات كثيرة كلما أتصلت ولم يجيب ,وكلما فقدت تواصله تترقب بتوجس خبراً مفجعاً عنه ترجو الله أن يحرسه.
هذه هي الأم السعودية نمت الوطنية داخلها حباً لله ولدينه وللوطن ولولاة الأمر و ها هم ثمار تربيتها شباب بواسل تقدموا الصفوف وقدموا أرواح من ذهب وثبتوا بصمود القوة والرغبة والطواعية والتحدي أصيبوا مراراً ورجعوا لأرض المعركة بمجرد التعافي يحركهم ولاء وطاعة يسري بدمائهم .
هزموا الرعب من الموت والخوف من أصوات القنابل وخطر الرصاص رغم صغر سنهم ,وقلة خبراتهم بالحرب من أجل أن يظل الوطن شامخا _هنيئا لك أم الشهيد _ وهنيئا لكل أم سعودية ولكل أم من التحالف العربي أنجبت رجالًا رحلوا عن الدنيا ؛ليحموا القبلتين .

ماتوا لتحيا الحرمين عزيزة “يا أم البطل”: أعلم أن حرارة الفقد موجعة ورحيل الموت أشد أنواع الرحيل ولكن الاطمئنان على مآلهم فهم في معية الرحمن ورحمته يشعرنا بالراحة والرضا ,فقصة أم حارثة مع الرسول صلى الله عليه وسلم عندما سمعت بخبر استشهاد ابنها حارثة “روى البخاري في صحيحه من حديث حميد قال: سمعت أنساً يقول: أصيب حارثة يوم بدر وهو غلام، فجاءت أمه إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – فقالت: يا رسول الله، قد عرفت منزلة حارثة مني، فإن يكن في الجنة أصبر وأحتسب، وإن تك الأخرى ترى ما أصنع، فقال: “ويحك… أو هبلت؟! أو جنةٌ واحدةٌ هي؟! إنها جنان كثيرة، وإنه في جنة الفردوس”” .

لك أم البطل “الدهمشي , والشهيد الصلبي _رحمهما الله _ ولكل أمهات الشهداء في وطننا وفي العالم ,ولكل يتيم بللت دموع الحزن وجنتاه ,ولكل ثكلى مزق الحزن قلبها ولكل أم تنتظر عودة البطل من الحد الجنوبي سالماً ,ولكل قطرة دمِ سقت أرض تراب الوطن تحية يعطرها الافتخار والتفاؤل بالنصر ,والثقة بردع الجائر العادي والتصدي له والثأر منه ,فسعوديتنا تستحق منا الكثير فنحن الأمهات أغلى ما نملك أرواح ابنائنا نرخصها لذرةِ من ترابٍ مملكتنا الغالية فشهداء الوطن من مدينة عرعر ومن مناطق المملكة الذين ارتفعت أرواحهم في سبيل الوطن؛ ليبقى عاليا يوضح تلاحمنا وقوة انتمائنا ,فبسالة الشهداء لا تُنسى نترجمها بالوفاء لهم ومساندة أسرهم ,وللدولة جزيل الشكر فيما تقدمه لأسر الشهداء من دعم ماديٍ كبيٍر جداً ودعم معنوي ومزايا كثيرة ولابد أن يكون لمؤسسات المجتمع كافة بصمة مع أسر الشهداء ,فيمنح أبناء الشهداء ومن يعولون الدراسة المجانية بالمدارس الأهلية والعلاج المجاني في المراكز الصحية والمستشفيات الخاصة ولابد أن يكون للخطوط الجوية السعودية ,وشركة ناس وغيرها من شركات الطيران دورا إيجابيا تجاههم ونأمل من البنوك تقديم قروض بلا فوائد لهم و الإتصالات لا تبخل بدورها الوطني تجاه ابناء الأبطال .نسأل الله أن ينصر وطننا ويحمي حدوده ويعود ابنائنا سالمين منتصرين وأن يتقبل شهداءنا بالرحمة .

بقلم /سهام الرميح
والدة مرابط على الحد


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com