من عربة البوعزيزي لضفاف الخليج


من عربة البوعزيزي لضفاف الخليج


وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.ararnews.com/2682422.html

من عربة البوعزيزي لضفاف الخليج سلاما !!!!!
منذ العام 1996 لم أتعاطى مع قناة الجزيرة القطرية إلا بعين الشك والريبة ،عندما تحولت إلى وكيل دعائي لبث أشرطة القاعدة وبث خطابات بن لادن والظواهري للمشاهد لتظل القاعدة من خلال الجزيرة ملئ سمعه وبصره ،وتتسع دائرة محاصرته أسبوعيا من خلال ماراثون سباق في السباب والشتائم والتخوين للأنظمة والنخب الحاكمة ، يحرص على حضورها العوائل والشباب وحتى كبار السن الذين يتحفزون ويزداد حماسهم عندما يكيل أحد الضيوف شتائمه للآخر ويشهر حذاءه ملوحا بها في وجه الضيف في برنامج فيصل القاسم الشهير .
منذ عام 2011 لم أشاهد قناة الجزيرة وشطبتها من ذاكرتي المثقلة، عندما سحرت أعين الناس ،فأطلقت صرخاتها المتوالية مع من إسترهبتهم بسحرها من القنوات الأخرى فدخلوا كافة في معركة الشعوب الخاسرة التي تريد إسقاط الأنظمة ،فكانت تونس الخصراء من خلال عربة البوعزيزي البائسة ،ثم صيحات من أنتم الشهيرة بليبيا ، ثم قفص بطل حرب إكتوبر ،مرورا بأطفال درعا لتنتهي سوريا وليبيا في أحضان داعش والنصرة وحزب الله ويكون المستفيد الأكبر من كل هذه المسرحيات هو إيران ،وشحنات العم أوباما والخال بوتين ،وتصدير عمائم إيران وغربانها السوداء لتغطي السماء دخانا ويستنزف من الأرض نفطها وتعوضه بنزف دماء أبناءها الحمراء ،وإيران ومن حولها من التنظيمات لن تكون إلا وجهها تحت اللثام ، فهي تنظيم الدولة التي تروج له الجزيرة وهي جبهة النصرة وحزب الله مجتمعين ،والمحصلة النهائية هي تدمير العرب وخارطتهم السياسية وفقدان الأرض لغتها العربية التي كانت تتكلم بها أمام لغة الحشود المستوردة في طائرات النقل العملاقة ،لنفاجأ أن إيران في رابع عاصمة لبلد يسمى اليمن سلم بغباء تاريخي منقطع النظير من خلال دعم القاعدة لتكون ضد نوعي للحوثيين من قبل علي عبدالله صالح -لو لا أن عصفت بأحلامها عاصفة الحزم- وهو ذات السبب التي إعتقد البعض في دوائر الجزيرة أنها علاج للمصالح وتأمين لخطوط الغاز ضد النفوذ الإيراني في العراق وسوريا ،فدمر العراق وسوريا واليمن وبقيت إيران التي ترسخ وجودها في الحرب والفوضى والتدمير أكثر من فائدتها من الإستقرار والسلام في الأنظمة التي كان في الإمكان المحافظة عليها مهما كانت سيئة لأن في تفكيكها تحقيق لحلم الفوضى التي تلج من خلالها كل أفاعي الأرض ،ونتيجة ذلك تشجع حسن الحسيني من طهران قائلا أن إيران الآن باتت تسيطر على أربع عواصم ذات عمق عربي وحضاري ،فقدت الجزيرة وقطرها توازنها بعدما إستخدمت في الخديعة الإعلامية والدعم اللوجستي لمخطط التدمير لتجد نفسها تتخبط بين الحوثي والحشد الشعبي وحزب الله وداعش وحتى إسرائيل محاولة اللعب في دهاليز معامل الإخراج البائس للمشاهد الحصرية ،تمد يدا هنا في النهار، وأخرى في الظلام ،حتى أصبح الإزدواج الإعلامي والدبلوماسي والتعاطي مع الأحداث سمة لأصحاب القرار ،فحماس ومن خلفها الأخوان صديقة ،وإسرائيل التي تحاصر وتضرب غزة صديقة ليجتمع رؤية البناء للمستوطنات مع الهدم في غزة في شاشة دبلوماسية قناة الجزيرة قناة الشعوب المضطهدة كماتقول،وأن إيران التي تصدر ثورتها السوداء والحمراء جارة ليس من المصلحة العداء معها ،بينما البحرين والإمارات والصاحب بالجنب من المصلحة إنهاكهم في تقارير الجزيرة السرية ،ولتبقى الشعوب واقعة تحت التخدير العام وليس لها صوت سوى من خلال شريط يمر مر السحاب أسفل الشاشة يقول أنه يتكلم بإسم الشعب التونسي والليبي والمصري واليمني ولايعلم حقيقتهإلا الله ثم العامل الذي تولى تمريره في الكنترول!!!
منذ عام 2011كنت أصغي لهمس أصدقاءنا الذين يقرأون الأمور بشكل آخر رغم بساطتهم حين توجسوا من أنه مع شرارة الجزيرة الأولى ستندلع نار الجزيرة التي ستطال الجميع، و أن تدمير عواصم العرب وحضارتها وتراثها بهذا الشكل الممنهج ليس في صالح العرب وإن إختلفت سياسيا مع هذا الزعيم أو ذاك ،وأن إستقطاب أمريكا والقاعدة وداعش وحزب الله وروسيا ليست حلا بل هي المشكلة التي ترتد على المستقطبين ،ولكن لم يكن هناك صوت يعلو على صوت الجزيرة التي تحقن مشاهديها بمشاهد الدماء كل يوم وصيحات التكبير ،حتى إستيقظنا ذات صباح على أن العراب وبطل الربيع إرتد سهمه على صدره وأصبح هو المتهم والمنبوذ وقيل له إركب معنا في سفينة النجاة ولكنه ذهب مدبرا يولول في المحافل ويستعصم مرة بطهران ،ومرة في الأخ الأكبر للأخوان !!
فهل تمضي الجزيرة وقطرها المحدود بإستطالة عنقها في الأفق وتذهب بعيدا حين ينتظرها منتظري الغيبة كي تسلم مفاتيح عاصمة خامسة لإيران في موجة حمق عربي تليد ؟؟؟
أم تنتظر إيران نتيجة مقاطعة الدوحة لكي يكون قاسم سليماني على بعد خطوتين أو أدنى من ميناء قطر ليمد هذا وهذا بالسلاح بعد أن يغيب صوت الحكمة هناك بحيث لم يفوت على الجزيرة وقارئ النبأ فيها فرصة إعداد خطاب التسليم كما سلمت أخواتها من قبل ؟؟
أم تعصف عاصفة إذا لم يكن إلا الأسنة مركبا فماحيلة المضطر إلا ركوبها !!!!!
عمري الرحيل


3 pings

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com