عقدة البطل ..!


عقدة البطل ..!


وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.ararnews.com/2697771.html

الكل منا قرأ أو سمع عن عقدة (أوديب) ، وكذلك سمعنا بعقدة (النقص) وغيرهما الكثير من العقد مما شاع في عصرنا وبعضها لها أمتداد في علم النفس وعلم الاجتماع .
واليوم نستطيع أن نضيف عقدة جديدة أثرت سلبا في الحراك المجتمعي وهي عقدة البطل ، فتنتشر هذه العقدة (اﻵفة) في الأعمال التي تتطلب جهدا وتعاونا جماعيا مثل الجمعيات واللجان الأهلية وكذلك الحكومية ، وتؤدي نفس عمل الفيروسات فتتسبب بتدمير الجهاز المناعي للعمل الجماعي .
تتلخص عقدة (البطل) أن المصاب بها يريد أن يكون هو البطل الأوحد ، ويعتقد أنه الوحيد الذي الذي يستوعب ويفهم ويدرك كل شيء وأن مايقوم وحده به هو الصواب .
فبين الفينة والأخرى نشاهد ونسمع عن نشوء لجنة أو فريق تطوعي ولا يلبث أن يتلاشي هذا العمل وينصرف عنه أعضاء الفريق والسبب هو أن شخصا ما يعتبر هذا العمل ملكا له وحده يتصرف به كيف يشاء .
وأول خطواته إلغاء روح الفريق ومحاربة أعضاءه المتميزين ، لضمان سيطرته على المشهد بدون منافس .
في بعض الحالات يزيد الطين بله وجود أشخاص يستغلون إصابة البطل الوهمي بمرضه فيمررون منافعهم الشخصية عن طريق إشباع هوسه المرضي بما يوافق مصالحهم .
وهنا لابد أن نميز بين المركزية التي هي نوع من التسلط الإداري وبين عقدة البطل التي هي أقرب إلى الهوس والمرض نفسي .
عقدة البطل قد تكون موجودة لدى الجميع وهي كذلك ولكن لا تظهر على السطح لدى الكثير منا بسبب تغليب المصلحة الجماعية على المصالح الخاصة الضيقة فتظل خاملة .
المصابون بعقدة البطل هم مهزومون منذ البداية حيث استسلموا لأنانيتهم وأفكارهم الوهمية فيبدؤون الصدام مع أعضاء فريق العمل فتضيع الثقة بين الطرفين ويفقدون بعضهم البعض ويتحول الفريق من حالة التعاون إلى التناحر .
وبعد زيادة ضغط العمل على البطل الوهمي بسبب ابتعاد الجميع عنه ، وشعوره بقرب الفشل يبدأ في كيل التهم لمن حوله في محاولة لتبرير فشله .
لاتقف خطورة عقدة البطل عند هزيمة صاحبها بل تمتد إلى إلحاق الضرر بالمجتمع الذي كان ينتظر نجاح المبادرات والأعمال التطوعية فإذا بآماله تذهب أدراج الرياح بسبب هوس مرضي .
وحتى لا يخسر المجتمع ينبغي الاهتمام بتكوين القادة الذين يحملون روح الفريق لا من يستحوذون على روح الفريق .


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com