عياد طنطاوي أول معلم عربي في روسيا


عياد طنطاوي أول معلم عربي في روسيا


وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.ararnews.com/2702315.html

في قسوة فصول الشتاء السيبيرية تأكدت للشيخ/ محمد عياد طنطاوي أن النار فاكهة الشتاء وهو يشعر بلذة الدفء حين يدنو من حوض مدفأته في مدينة بطرس بورغ الروسية وقد لاذ إليها فارًا من تيارات الهواء الجليدية يقفز مرة وينحرف أخرى عن أكوام الثلج التي غمرت شوارعها وهو يستمتع بدفء المكان مرددًا قول الشاعر العربي:
النار فاكهة الشتاء فمن يرد أكل الفواكه في الشتاء فليصطل.
تعانقت في وجدان الشيخ مشاعر حنينه الوطني مع أحاسيس الإعجاب بطبيعة البلاد الروسية وطيب أهلها حيث وجد في شفاه نهر الفولجا وديناميكية الحياة في موسكو وتبرابورغ وفي جمال الريف الروسي الرائع محفزات مسلية تخفف عنه مشاعر الحنين المتأججة في نفسه ونفس زوجته الفاضلة الست (عليّة) وابنه أحمد.. وبمرور الوقت استقرت أحاسيس أشواقه لوطنه إلى مرحلة الاعتدال لبلوغه درجة كبيرة من التكيف النفسي والإنساني والبيئي مع الحياة الروسية، حتى إنه سجل إعجاباته شعرًا في تلك البلاد وقال:
في بتـــربـــورغ بـدائـــع وعــجائب وغرائب
فالصبح فجر صادق والـليل فجر كاذب
فكــأنــهـــا بضيــــــائها الـــليـل منها هارب
وفي وصفه للجليد الذي يغطي الأرض وأسطح المنازل يقول:
انظر لأسنمة السطوح وقـــد تغطت بالجليد
كـــــــبــرادة مــن فضة نثرت على لوح حديد
وكتابه (تحفة الأذكياء بأخبار بلاد الروسيا) كتاب متعدد الموضوعات عن بلاد الروس تجد فيه متعة أدب الرحلات وموضوعات تاريخية هامة لروسيا إضافة إلى حديثه عن حياة المجتمع بعاداته وتقاليده وأوضاعه.
ويلاحظ في كتابه صدق النقد ودقة الرسم التفصيلي عن طريق (كاميرة الكلمة) وهي سمة مكنته من البراعة في التصوير الفوتوغرافي خاصة عندما يتكلم عن الطبيعة الروسية يزينه أسلوب أدبي شائق تشم بين سطوره شذى أريج التراث العربي الذي تعبق أنفاسه من كتب الرحالة العرب بأسلوبه الرصين ودقته في التوصيف، يقول عن زيارته لبعض المدن الروسية (قلت: وقد مررت عند رجوعي من هيلز فوس على بورغو وهي مدينة حسنة يلوح فيها آثار العمار، وبها سوق وتجار مخازن ومضايف وعلافيبورغ وهي مدينة حصينة، وقلعتها منيعة، وأبنيتها بديعة تشابه مباني بتربورغ وبنحو ميل منها حديقة كبيرة تسمى (موت ربوس) (للأمير نقوله) وقد قضيت بها بعض ساعات أنيسة، ونظرت ما فيها من المصانع النفيسة، فمن ذلك البرج الظريف على خندق (106) لطيف، ومن ذلك الصخور العظيمة التي فيها المغارات.
وهناك حنفية ماء باردة، ومنارة عالية تنظر منها المدينة، وفي المدينة تل من الصخر عال صعدته ورأيت فيه حجرًا كبيرًا منقوش على سطحه .

راجي عفو ربه​
عياد بن مخلف العنزي


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com