إخبارية عرعر - زياد الدغمي :
قصيدة بمناسبة زيارة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان عبدالعزيز آل سعود حفظه الله إلى منطقة الحدود الشمالية 1440هـ
(سلمان مفردةٌ لتشرح غيرها)
يا شعر قد طرب الشعـور وغردا
هيهات يلحقه رويك لو شدا
حسبي استراقك بعض ما غنى به
لتعيد ما تسطيــعه وتـرددا
لا تعتذر فلسان حــالك ظـــاهـر
خبر اعتذارك بان قبل المبتدا
يكفي وقوفــك عند سلمان العلا
عذرا لتقصير القوافي إذ بدا
هبني عذرتك عن لحاق مشاعري
فبم اعتذارك أن تكون المنشدا؟!
أنشد فمنطقة الشمال تهللت
ما غار من أرجائها أو أنجدا
أنشد فحاديها يبادل عيسها
نغما يسابقه النسيم ترددا
أنشد ففيصلها وأهلوها معا
طفقوا يزيدون الأناشيد الحد
رمزوا لبهجتهم بصورة سيدي
يا صورة تحكي تفاصيل الهدى
متأبطين ولاءهم وطموحهم
بالرمز يرسم ما نؤمله غدا
فشعورهم يعلو على تجسيده
وفؤادهم من خالص الود ارتدى
أرض ثراها بالولاء مضمخ
وسماؤها تسقيه عذبا أبردا
أرض تضم من الأكارم نخبة
يحتار من يختار فيهم أصيدا
قد عاهدوكم كابرا عن كابر
والحر إن لزم العهود تقيدا
ها هم أمامك والولاء يحفهم
ويظل في أصلابهم متجددا
ولسانهم أهلا وسهلا سيدي
يا ثالث العيدين جئت محمدا
يا نسل من ختم المعالي باسمه
حتى غدت منه ومنها قد غدا
يا نسل من بز الأماجد فعله
حتى بدا في الماجدين الأوحدا
يا نسل من بالحرب خلد ذكره
فهو العلاج لمن طغى وتمردا
يا نسل من حكم الجزيرة عدله
من بعد ما كانت ظلاما سرمدا
فالجهل خيمة دارها وشعارها
تكريم من بالظلم والجور اعتدى
حتى أتى صقر الجزيرة بلسما
يهب الحياة لمن حياتهم سدى
فأقام من دار الجهالة دوحة
أضحت لأهل العلم نعم المنتدى
وشعارها التوحيد يخفق رسمه
والرمز يحمل نخلة ومهندا
فتوشحت أرجاؤها من رمزها
أمنا له في كل ناحية صدى
وتسابق العلماء في أفيائه
يسري بليل من يخاف إذا اغتدى
إرث تعاوره الأماجد بعده
سيظل منصورا ولو رغم العدا
بسلاسة كمدا يموت حسودها
هذا يودعنا وذاك تقلدا
حتى أتى من نستظل بظله
ما ذا أقول لما بناه وشيدا؟
كفاه وشحت البلاد رداءها
كف لهيبتها وكف للندى
وأضاف للقاموس مفردة غدت
لمرادفات الحزم والعزم الردا
سلمان مفردة لتشرح غيرها
فبها إلى كل المعالي يهتدى
سلمان مفردة ومشتقاتها
أيدي المكارم والكرام يدا يدا
يكفيه أن الشعب يهتف باسمه
سلماننا سلماننا نحن الفدا
يا سيدي تلكم منابت مجدكم
كرمت مغارسها وطابت محتدا
وثمارها كمحمد ومحمد
أعظم به ثمرا جناه تفردا
منك استقى شبه المؤسس جده
فأضاف عزا للمشبه جُدِّدا
بطل يجود بنفسه عند الوغى
إن شح هائب نارها وترددا
هل ينتج الإبريز إلا تبره
أو زبرجا أو خالصا أو عسجدا
يا سيدي هذا استراق مشاعر
هيهات يلحق شعر شاعرها المدى
من كامل الأوزان حكت نسيجها
بحرا على نغم الجمال تسيدا
من وزنه ومن اسمه متفائلا
في كل قافية أقول مرددا
متفاؤل متفاؤل متفاؤل
أن الشمال بكم ينال السؤددا
يا سيدي سكت القصيد وإنني
قد بِتُّ من إقوائه متهددا
لكنَّ حسبي منك يا حزم العلا
شرف استماعك إن أضعت الشردا
والشعر يعلم أن فيك فطانةً
أن السكوت بلاغةً قد يرتدى
لم يبق للإنشاد بعد سكوته
إلا الدعاء بأن تكون مسددا
د. سعد بن سيف المضياني
وكيل جامعة الحدود الشمالية للفروع في رفحاء
