إلى أم الشهيد مشعل ,,,,


إلى أم الشهيد مشعل ,,,,



وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.ararnews.com/2721004.html

إلى من زفّت عريساً للوطن ليلحقَ بقوافلِ العزةِ والكرامة ، أكتبُ رسالتي هذه تخطُّها دموعي قبل قلمي لعلها تخفِّفُ شيئاً يسيراً من جمرةِ الفقدِ ومرارة الحزن فأنا عشتُ شعوركِ ومررتُ بلوعةِ المصيبة فرصاصاتُ الحوثيِّ الغادرة أصابت قلبي قبل أن تصيب جسد فقيدي (عبدالله ) ؛لذا أنا أرسلُ لكِ عباراتٍ من قلبٍ عاش المصيبةَ وتجرَّع الألم، فصبر واحتسب مستبشراً بأجرِ الشهيدِ منتظراً شفاعته .
أختاه لم تجمعْنا الأيامُ ولا الصدفُ، ولكن جمعَنَا مصابٌ واحدٌ واصطفاءٌ من الله ،حُقَّ لنا أن نفخرَ ونفاخرَ بأنَّنا أمهاتُ شهداءَ قدموا أرواحهم فداء لأمن الوطن، و أيُّ فخرٍ يا أختاه وأبناؤنا دماؤهم سالت من أجل قبلةِ الإسلام وأرض الحرمين، وأي شموخٍ لأمِ بطلٍ اختارَ الموتَ طائعاً مختاراً في سبيل ألا تُداسَ أرضنا ولا تُنتهكَ حدودُنا وأي عزةٍ لأمٍّ صنعت بطلاً تمنى الشهادةَ لتحيا سعوديتُنَا بأمنٍ وأمان وأيُّ بطولةٍ لأبنائنا وهم أصيبوا مرة وأخرى وصمَّموا على العودةِ يحملون أرواحهم على أكفهم وأكفانهم بأيديهم ؛لننامَ قريري العينِ هانئينَ البال ؛ليسجلوا بذلك ملحمةً بطوليةً سلمانية أبطالها جنودُ الحدِّ الجنوبي .
أختاه ,,, ابنك مشعل اختار الرحيل ليبقى مخلداً في تاريخِ المجدِ ويعطِّر دمُهُ ترابَ الوطن ، وليسطَّر اسمه ويُدرَّس في المناهجِ للأجيالِ القادمة ؛ليكون قصصاً تروى ونماذجَ يُستشهَدُ بها في الشجاعة والإقدام وفخراً وعزَّاً لأبنائه وقبيلته ولمنطقة الشمال وللسعوديةِ قاطبةً .  
أم مشعل ,,,, نحن ربَّينا وزرعنا وحصدنا الثمارَ سريعاً بعد أن أينعت وبدأ عطاؤها وزادَ احتياجُنَا لهم فهم السند، ولكن عزاؤنا أنَّهم غابوا عنا ليحقِّقوا أمنيةً لهم وهي الفوزُ بالشَّهادة، فقد شاركوا بالحرب وهم مدركينَ أن الجنةَ غاليةٌ وأخلصوا النيةَ للهِ عند خروجهم فصعدت أرواحُهم آمنةً مطمئنةً ترفرفُ عاليةً مستبشرةً بنعيمِ الله الذي وعدهم به في قوله تعالى : (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) .
أم الشهيدِ مشعل ,,,,, مصابُكِ ليس هيِّناً؛ لقد فقدنا أرواحاً غاليةً علينا لو افتُدِيت بالدنيا وما فيها لن نرخِصَهَا ولكنها تهون من أجل ذرةِ ترابٍ من حدودِ الوطن ؛فموتُ الشَّرفِ حياةٌ ورفعةٌ وكرامةٌ ، وأبناؤنا أحياءٌ عند ربهم يرزقون ،أحياءٌ في قلوبنا نَقَشَ الشَّرفُ اسمهم مردداً صدى مجدِهِم نحنُ من قدَّم روحَهُ فداءً لمملكتنا الغالية .
أم الشهيد ,,, ارفعي رأسك شامخة؛ فقد غرسنا في ترابِ هذا الوطن بذرةَ أمنٍ وأمان إنه ابني وابنك ودم كل شهيد كتب فصلاً في تاريخ المجد .
أخيَّة ,,,,,, مصابك مصاب الوطن ،فشهداؤنا ثروةُ الوطن التي لا يعوِّضها سوى بقاءُ راية السعودية خفَّاقةً وحدوده محصنةً، أنت لا تبكين مشعلَ وحدكِ، كلُّنا نشاركُكِ البكاءَ على بطلٍ ترك الولد وأرخص الروحَ؛ ليحيا البلدُ وهو بذلك يسبقُنا للجنةِ ليشفعَ لنا بدخولها فهنيئاً لي ولك ولكل أم شهيدٍ تاج الوقارِ والرفعةِ والعز فأبناؤنا شهداءُ الوطنِ والألسن تلهجُ لهم بالدعواتِ كلما قرئت أسماؤهم في الشوارع، وقد سبقتُ بكلمة شارع الشهيد يرحمه الله أيُّ فخرٍ وعزٍ وشرفٍ أن تُحشَر قطعةً من قلوبنا مع الأنبياء والشهداء والصديقين ،وأي حسنُ خاتمةٍ نالها هؤلاء  الأسود الذين صمدوا وثبتوا وجعلوا من صدورهم دروعاً لحماية الوطن واستقبلوا قذائفَ العدوِّ المتربَّص بقلوبِهم بكل شجاعةٍ مقبلينَ غيرَ مدبرين تدفعُهم وطنيةٌ صادقةٌ شربوها مع حليبِ أمهاتٍ سعوديات يُرخِصْنَ الولد والنفس ليبقى تراب الوطن حراً، أمهات صنعن رجالاً  شمروا عن سواعدهم ملبِّين نداء الواجب الديني قبل الوطني في وقت يسعى البعضُ الى زعزعة أمننا ووحدتنا ،فثمن الأمن والأمان أرواحُ شهدائنا الذينَ بذلوها في سبيل الذوذ عن حياض الوطن وهم يحتاجون من الدعاء بالرحمة والمغفرة ونحن بدرونا يجب ألا ننسى جنودنا البواسل المرابطين على الثغور فنسأل الله لهم النصر والثبات والتمكين صباح مساء ، كما نسأله الشفاء العاجل للجرحى والمصابين وأن يحفظَ مليكنا سلمان وولي عهده الأمين


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com