ليلة القبض على كورونا


ليلة القبض على كورونا



وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.ararnews.com/2746836.html

في خضم هذه المأساة العالمية بكل المقاييس، وفي هذه الحلكة التامة السواد من قلق ورهاب وخوف وترقب، وألم عميق من اضطرار البلدان العربية إغلاق المساجد لدرء المفسدة عن المسلمين، وخلال هذه الحمى المتزايدة من الأخبار عن تضاعف أعداد مصابي ووفيات الوحش الذي لا يمكن رؤيته .

في خضم كل تلك المعطيات تنجلي وتنبري آمال وأنوار هنا وهناك، على المستوى المحلي فعين الله ترعانا أولا وأخيرا
ثم تأتي كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان الأب الحاني والعطوف على أبنائه تؤكد ماهو مؤكد وهو أننا ننعم بقيادة تقدم مصلحة وسلامة شعبها على كل أمر .

على المستوى العالمي بدأت الأصوات الإنسانية قاطبة مسلمة كانت أو مسيحية أو غيرها والتي كتمت وحجمت طويلا بالتعالي والمناداة بأنه لابد من العودة إلى الله .

وأصوات أخرى بدأت رحلة البحث عن خالق الكون ومدبر الأمور وكأنها استيقظت لتوها من سباتها العميق الذي سببته لها الحضارة المادية البحتة .

العديد من المدن الإسلامية أصوات تضرع المسلمين لله تتردد في كل جنباتها وشوارعها وعلى أسطح منازلها بشكل تلقائي شعبوي فطري .

فى الغرب الكثير من الحديث عن تعاليم الإسلام التي سبقت كل معايير الوقاية في الطب الحديث من الحجر المنزلي إلى البعد عن مواطن البلاء إلى كيفية التعقيم والتطهير وعدم نشر الأذى على الآخرين وكل ذلك كأنه الدعاية التعريفية المجانية للدين الإسلامي مصداقا للحديث النبوي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليبلغنَّ هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك اللهُ بيتَ مَدَرٍ ولا وَبَرٍ، إلا أدخَله الله هذا الدين بعزِّ عزيز أو بذلِّ ذليلٍ، عزًّا يُعِزُّ الله به الإسلامَ، وذلًّا يُذِلُّ الله به الكفر).

صدمة كورونا لن تقف على الجانب الروحي فقط بل ستشمل الجانب السياسي فكثير من الدول لن تكون أولوياتها في تحالفاتها بعد كورونا كما قبلها ، وقد لن يظهر ذلك خلال المدى القريب لكنه سيطفو على السطح حتما ، فذاكرة الشعوب أقوى من ذاكرة الأحزاب وأقوى من الضغوطات الخارجية وهي التي ستدفع حكوماتها وتلزمها بتحالفات جديدة .

هذه التحالفات الجديدة ستلقي بظلالها على الإدارة الدولية برمتها وبالذات في الجانب الاقتصادي .

وبعد ففي أول ليلة من الحظر يسري شعور لدى الجميع بالراحة والطمأنينة فنحن في بيوتنا لا ينقصنا شيء ورجال الأمن يحرسون ويسهرون من أجلنا .

وذلك من فضل الله ثم فضل قيادة رشيدة وشعب واعي بايعها على السمع والطاعة .


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com