“المسند”: هناك ما هو أخطر من “كورونا”.. خطف 300 ألف في 4 أيام!


قال: حال "الأرض" مثل "المدخن".. ليس معنى أنه إذا قلل أو امتنع سيتعافى

“المسند”: هناك ما هو أخطر من “كورونا”.. خطف 300 ألف في 4 أيام!



رأى أستاذ المناخ بقسم الجغرافيا بجامعة القصيم، عبدالله المسند؛ أن مشكلة تغير المناخ أخطر وأشد وأنكى من “كوفيد-19” ‏على الإنسان ‏وأنشطته المختلفة، ولكن أكثر الناس لا يعلمون، لافتاً في هذا الصدد إلى أن ضحايا “كوفيد-19” ‏حتى الآن 30 ألف ضحية خلال نحو 4 أشهر، بينما ‏ضحايا إعصار بولا في بنغلادش وحده حصد 300 ألف شخص عام 1970 في أقل من 4 أيام!

وقال: “لا شك أن المشهد العالمي في كل القارات الخمس يوحي بأن انبعاثات الغازات الدفيئة وأهمها ثاني أكسيد الكربون ستنحصر وتتراجع نتيجة توقف ملايين ‏السيارات والمصانع، وآلاف الطائرات والسفن، وغيرها من الأنشطة البشرية التي تستهلك الوقود الأحفوري، وذلك من جراء انتشار فيروس كارونا (كوفيد-19)، ‏وهذه المعادلة تُشبه من جهة أخرى خسارة الإنسان من وزنه الزائد عندما يتعرّض لوعكة صحية، وهذا بحد ذاته أمر إيجابي .. أزعم”.‏

وأضاف: “لا يعني بالضرورة أن نتائج انتشار وباء كوفيد-19 وما رافقه من انحسار في التلوث في المدن الكبيرة والمدن الصناعية أنه سيغير في حالة الاحترار العالمي والتغير ‏المناخي، إذ يلزم لإعادة كوكب الأرض كما كان قبل نحو سبعة عقود أن يتوقف الإفساد في الأرض عبر الملوثات بأنواعها، والاعتماد على الطاقة النظيفة المتجددة ‏ما أمكن، وبعد نحو بضعة عقود قد تعود الأرض كما خلقها الله -عزّ وجلّ- الذي قال: (وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا)”.‏

وتابع “المسند”: “حال كوكب الأرض مع التلوث مثلها مثل الإنسان المدخن!! لا يعني أنه إذا قلل من تعاطي الدخان بنسبة 90% أو امتنع عن التدخين 100% أنه سيتعافى غداً ‏أو بعد غد.. المسألة تحتاج إلى وقت”.‏

وتوقع “المسند”؛ بعد انحسار فيروس كوفيد-19 ‏عن الأرض، عودة العجلة الصناعية العالمية بكامل طاقتها؛ بل تزيد لتعوّض الشهور السالفة، ‏وهذا سيجعل الغلاف الجوي الأرضي يستقبل ملوثات بكميات غير مسبوقة، وتتفاقم مشكلة التلوث “وترجع ريما لعادتها القديمة” بل أشد.‏

علاوة على هذا وفي ظل أسعار نفط قريبة من سعر عصير قصب السكر، فإن التوجه لدعم الاستثمار في الطاقة النظيفة والمتجددة سيكون بطيئاً وصعباً، ‏وهذا ما توحي به أسعار أسهم شركة السيارات الكهربائيةTesla ‎‏ هذه الأيام.. ولله في خلقه شؤون.‏

واختتم “المسند”؛ قائلاً: “إن العالم قبل 2020 ليس هو العالم بعد 2020!! التغيرات ستكون كثيرة وسريعة في معظم مجالات الحياة، لدرجة أن كثيراً ‏من الناس سيشرق بها، والاختراعات والابتكارات تُولد من رحم الأزمات”.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com