تعليم عن بعد … نظرة عن قرب


تعليم عن بعد … نظرة عن قرب



وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.ararnews.com/2755565.html

مر الأسبوع الأول من عودة الدراسة بهدوء، لم نعهده بداية الأعوام الدراسية السابقة فاللهث المتسارع نحو المكتبات والأسواق للبحث عن أدوات وحقائب مدرسية وزي مدرسي غيبت عن الساحة ,وضجيج البيوت الصباحي في التنقل بين غرف الأبناء لإيقاظهم وزحام الطرقات للركض بين المدارس لإيصالهم في الوقت المبكر والتواصل مع المدارس لمعرفة أوقات خروجهم وإشغال الذهن في التنسيق بين مواعيد عودتهم وغيرها كثير مرت صامتة مع التعليم عن بعد إلا من المسارعة لشحن أجهزة الحاسب الآلي ونزعات الأبناء للظفر بها وترديد عباراتهم المتكررة لم تفتح معي المنصة أولم أتمكن من الدخول أو نشوتهم بدخولها فالتعليم عن بعد الذي فرضه الضيف الثقيل القابع دون مغادرة (فيروس كورونا ) الذي أجبرنا على التحول الرقمي الذي طالما تحدثنا عنه ولمعنا به لقاءاتنا وندواتنا وجعلناه شعارا يمنحنا رضا وأوهمنا أنفسنا أننا طبقناه وتمرسنا به لنكتشف أننا نواجه تجربة جديدة لم نعتدها .
فالتعليم عن بعد أظهر الفجوة الرقمية لدى الكثير من منسوبي التعليم فردود الفعل تجاه التقنية بين مؤيد ورافض ومنتقد حسب إمكانات فردية وقناعات شخصية فمن كان يشيد بتعلم الصين واليابان وسبقهم التقني يصوب الآن سهام النقد لتعليمنا عن بعد ويتساءل لماذا طلاب الصين لا يتعلمون عن بعد ؟ متناسيا انه أول من سيغضب ويتخوف ويتهم الوزارة بعدم المبالاة بأرواح طلابنا لو كانت الدراسة فعلية بالمدارس والبعض اعتبر التعليم عن بعد امتدادا للإجازة ؛ فرغم جهود الوزارة في توفير منصات وقنوات للتعليم إلا أن بعض الأهالي بحثوا عن المعلم الخصوصي متوجسين من خوض التجربة والبحث عن النقاط المضيئة لها ناظرين للتعلم عن بعد أنه عديم الجدوى ولا يحقق الفائدة المرجوة فاقدين الثقة بقدرات ومهارات أبنائهم في التعامل مع التقنية وهم من يقضون الساعات الطوال في التنقل بين الألعاب الالكترونية ومحرزين الفوز بها وهم من تفاعلوا مع بوابة المستقبل التي طمحنا أن تكون هي منارتهم التعليمية الحالية ورغم ان تجربة التعليم عن بعد خيارا اجباريا وتجربة فريدة ومتميزة وثرية وجهود وزارة التعليم في إيجاد منصة مدرستي بديلا عن مقاعد المدرسة كإجراء احترازي في مواجهة الداء فليس من العدل تقييمها والحكم عليها لأنها قيد التجربة ولا تخلو أي تجربة من الثغرات فضعف الاتصال وانقطاع الانترنت نتيجة للضغط على المنصة وغيرها مما ستكشفه الأيام رغم ذلك لا ينفي ان تكون خيارا ناجحا يعالج ضعف دافعية طلابنا للمدرسة ويعزز لديهم الانضباط الذاتي وإدارة الوقت فهم من شغفوا بالتقنية واتقنوا التعامل معها وانكبوا على اجهزتهم بشغف وشوق فقد يلامس هذا الأسلوب من التعليم الحديث والمتطور شيئا في نفوسهم لخوض هذه التجربة بتفاعلية مع الحصص الافتراضية فالمسئولية الآن انتقلت لهم ولأسرهم فتعلم الشيء والتدريب على إتقانه خيرا من الجهل به يقول الشافعي:
ومن لم يذق مر التعلم ساعة تجرع ذل الجهل طول حياته
فالرحلة التعليمية في بدايتها تحتاج إلى تعاون الجميع وتظافر الجهود والتحفيز والنقد الإيجابي البناء والجدية من الطالب وأهله, فثقتنا بدور معلمينا كبيرة فلو سمحت الوزارة لكل مدرسة أن يقوم معلميها بتعليم طلابها عبر قنوات زووم كالجامعات لتغلبت على المشاكل التقنية ولمنحت التعليم عن بعد جدية أكبر ولردمت الفجوة بين الطالب ومدرسته بصورة أكبر وليمارس المعلمون دورهم محققين الناتج التعليمي المطلوب ولنتغلب على ثقافتنا التي اعتادت النظام التقليدي لنخوض رحلة جديدة قد لا تنجح في المرة الأولى ولكنها تنير لنا الطريق لمعرفة الثغرات وتفاديها وتقف فيها وزارتنا على كيفية التعامل الأمثل مع مستجدات التقنية الحديثة واستثمارها لتأهيل البنية التحتية الرقمية القوية لمواجهة الازمات والتعامل معها مما يحتم على وزارتنا سرعة اتخاذ الخطط البديلة لتعويض الفاقد في حال تعثر قنوات التعليم عن بعد .


6 pings

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com