“البيئة” تعود للواجهة بحملتي “الاحتطاب” و”التشجير”


لنجعلها خضراء.. بعدم استخدام الحطب المحلي

“البيئة” تعود للواجهة بحملتي “الاحتطاب” و”التشجير”



إخبارية عرعر - واس :

في الوقت الذي أطلقت فيه وزارة البيئة والمياه والزراعة حملة #لنجعلها_خضراء قبل شهر والتي تغطي 165 موقعاً في جميع مناطق المملكة منها 37 موقعاً تابعاً للوزارة بالتعاون مع المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي، أطلقت الأسبوع الماضي حملة للتحذير من الحطب المحلي وقدمت أمس فيديو يوضح الفرق بين الحطب المحلي والمستورد

وأكدت بتجربة حقيقية أن الحطب المستورد أطول مدة ويحفظ سلامة البيئة.

وتؤكد الوزارة أن هذه الحملة تأتي ضمن جهودها في العمل على تنمية الغطاء النباتي الطبيعي، والحد من آثار التصحر، واستعادة التنوع الأحيائي في البيئات الطبيعية، وإعادة تأهيل مواقع الغطاء النباتي المتدهورة، إلى جانب تعزيز السلوكيات الإيجابية للحفاظ على بيئة الوطن، وحماية البيئة وتحسين جودة الحياة، بزراعة ملايين من الشجر في المناطق المختلفة، لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر بما يحقق مستهدفات رؤية المملكة 2030.

إلا أن الوزارة ترى أن هناك عدة معوقات تحول دون تحقيق الهدف المنشود من الحملة منها على سبيل المثال ظاهرة الاحتطاب، حيث تؤكد الوزارة مواصلة جهودها عبر الحملات التوعية وسن الأنظمة التشريعية بالتعاون مع الجهات المعنية والتطوعية للحد من تلك الظاهرة، مؤكدة أنها لن تكون خضراء مادامت ظاهرة الاحتطاب مستمرة ،خصوصا إذا علمنا أن الاحتطاب أدى لتدهور وتدمير الغطاء النباتي، وانقراض بعض الأنواع النادرة من الأشجار، وحدوث خلل في التوازن البيئي، ويتسبب في نقص الأكسجين وتلوث الهواء، وزيادة خطورة الفيضانات والسيول، وفقد التربة خصوبتها، وزيادة نسبة التصحر، ونقص مخزون المياه الجوفية، ورفع نسبة الغبار في الجو، وتآكل 120 ألف هكتار من الأشجار سنويًا.

ومن هنا، أطلقت الوزارة وسمًا قد يبدو غريبًا بعض الشيء وهو “لن نجعلها خضراء” في محاولة منها للتأكيد على أن استمرار ظاهرة الاحتطاب من قبل البعض سيسهم بلا شك في ذهاب جهود الحملة الأساسية أدراج الرياح ما لم يزد الوعي المجتمعي بخطورة ظاهرة الاحتطاب، الأمر الذي دعا الوزارة إلى سن القوانين والضوابط حماية للبيئة والحياة الفطرية بها، دون إغفال أهمية توفير البدائل من خلال السماح وتقديم التسهيلات باستيراد الحطب والفحم من الخارج وإعفائها من الرسوم الجمركية.

وفي هذا السياق نشرت الوزارة أمس مقطعًا مصورًا توعويًا يوضح خطورة شراء الحطب المحلي، ويوضح الفرق بين حطب محلي مقطع من بين عدد قليل من الأشجار المهددة بالانقراض، بيئتها فقيرة للأشجار والخضرة ولا غنى للأرض عنها، وتقوم بعملية مسك زحف الرمال، وتحارب بمفردها ولا تعوض في حال قطعها، كما أنها تعد مصدرًا أساسيًا للرعي والاستظلال في الصحراء والمناطق الجافة، وتحتاج 15 عامًا ليصل ارتفاعها لـ 5 أمتار، وآخر حطب مستورد مقطع من بين مئات الآلاف من الأشجار في غابات مكتفية بيئتها غنية بالأشجار والأمطار طوال العام، وسهلة التعويض حال قطعها، وتعد مصدرًا مكملًا غير أساسي للاستظلال في بيئتها، وتحتاج 3 سنوات ليصل ارتفاعها 5 أمتار، وقارن المقطع بينهما أثناء عملية الاحتراق والتي أكدت أن الاثنين لهما نفس الرائحة وقوة الاشتعال، لكن المستورد يمتد وقوده لفترة أطول من المحلي، واحتطاب الاثنين يختلف في العواقب والتداعيات.

وقد تفاعل عدد من رواد وسائل التواصل على “تويتر” مع المبادرة مؤكدين أنها فكرة نوعية ومتجددة لتوعية الناس بخطورة الاحتطاب، فيما أشار البعض إلى أنهم يتمنون تعميم فكرة المبادرة على كافة وسائل التواصل وليس فقط على تويتر، راجين كذلك أن يكون هناك حملات توعوية، وإعلان للمخالفين، من قبل كافة الجهات الحكومية والقطاع الخاص ليكون التفاعل بشكل أكبر، فيما ردد البعض بشعارات إيجابية مثل “لن نجعلها خضراء… بدونكم”، “لن نجعلها خضراء… إلا بدعمكم، “لن نجعلها خضراء… إلا بوعيكم”، بينما طالب عدد من المغردين بردع المتهورين والعابثين بالأشجار وترك المخلفات، منوهين بجهود وزارة البيئة للقضاء على هذه الظاهرة الخطيرة.

يذكر أن جهود الوزارة لدعم حملة “لنجعلها خضراء” تستهدف زراعة الأشجار والشجيرات المهددة بالانقراض، التي تعرضت للرعي الجائر والاحتطاب والاقتلاع، فضلاً عن التوسع العمراني الذي طال مواقعها الطبيعية، وهو ما أدى إلى تناقص أعدادها بشكل حاد، ومن هنا قامت الوزارة بتوفير الأعداد الكافية من شتلات الروثة والغضا والأرطى والرغل والأراك والمرخ المهددة بالانقراض لزراعتها، إذ تم إكثارها بنجاح من خلال مشروع إنتاج الشتلات الذي تنفذه الوزارة في العديد من مناطق المملكة.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com