التفاؤل. . ومفاتيح السعادة في الحياة


التفاؤل. . ومفاتيح السعادة في الحياة



ولما لا. . . . .؟ فهو حقا أحد أهم مفاتيح تحقيق السعادة والرضا في الحياة, فبه ينظر الإنسان نظرة إيجابية نحو كل جوانب حياته مهما كانت أحداثها ليرى العالم كله حوله بصورة رائعة تبعث في النفس الأمل لبلوغ أفضل مستقبل, وترسل إلى العقل إشارات الرقي والازدهار ليصل إلى التفكير الناجح الهادف الذي يحقق به أفضل النتائج لغده المشرق بإذن الله.

فالمتفائل شخص يمتلك قوة من الإيمان بربه عنده حسن الظن بالله لا ينقطع قال تعالى “إِنهُ لَا يَيْأسُ مِنْ رَوْحِ اللهِ إِلا الْقَوْمُ اَلْكَافِرُونَ” آية 87 سورة يوسف, ودائما المتفائل تجده شخصا راضيا بما يكتب الله له, عاملا بنهج نبيه صلى الله عليه وسلم في التفاؤل الذي كان دائما وأبدا يتحلى به فلقد كان صلى الله عليه وسلم يكره التشاؤم موصيا صحابته رضوان الله عليهم قائلا يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا متفق عليه.

ومن فوائد التفاؤل أنه لبنة البناء للنجاح والوصول للغايات التي يطمح إليها الفرد ومن ثم المجتمع الذي نعيش فيه فهو الطريق المضيء الذي يصل بك إلى مختلف دروب التفوق والازدهار وهو الذي يفتح لك كل الأبواب المغلقة, كما أن التفاؤل يجعل من الشخص طاقة إيجابية فاعلة مع نفسه وقلبه وعقله وأسرته ومجتمعه, فيفكر دوما في التقدم ويبتعد عن التأخر والتراجع ويسعى دائما للتغلب على الصعوبات.

كما أن التفاؤل هو شعاع الأمل الذي يطلق العنان لكل نفس تتحلى به فيجعل من صاحبها همة عالية ومعنويات مرتفعة تحلق بين عنان التحدي المثمر والتفكير الإبداعي الناجح ليصل بعدها كل متفائل إلى أن يصبح عنصرا بارزا وناجحا في بيئته ومجتمعه وبين أهله ولعل مجتمعنا يوميا نجد فيه هذه الطاقات البناءة التي تظهر بيننا ويتحدث عنها الجميع بصورة مشرفة.

لذلك يتساءل الكثير دائما هل التفاؤل في الحياة له تأثير على الفرد والأسرة والمجتمع؟

إن التفاؤل علامة من علامات نجاح الفرد والأسرة والمجتمع وهو محور من أهم محاور الحياة السعيدة المستقرة فمن يبحر في المجتمعات المتقدمة يجد أن معظم أفرادها يتحلون بالتفاؤل وغرس الأمل في كل نواحي حياتهم, لديهم معززات الثقة بالنفس, ينظرون إلى الواقع بإيجابية عالية, يتحملون كل صعاب الحياة مهما كانت نسبتها, يساندون مجتمعاتهم بحب ووطنية عالية, ويرون دائما بأن المستقبل القادم أجمل بإذن الله.

لذلك فإننا نجد على عكس التفاؤل التشاؤم الذي هو مؤثرا قويا بالسلب على الفرد والأسرة والمجتمع بل إنه ليس مؤثرا على الجوانب المادية فقط وإنما مؤثرا على الجوانب المادية والنفسية والجسدية والصحية وكلما كان التفاؤل هو الغالب علينا استطعنا عبور تلك المشكلات بل قد لا نتعرض لها على الإطلاق.

فالمريض المتفائل يصل إلى التعافي أسرع من المريض المتشائم, والموظف المتفائل يحقق أعلى معايير النجاح في عمله خاصة خلال تعامله مع الجمهور بتفاؤل, والمعلم المتفائل دائما يمتلك قلوب طلابه فيلتفون حوله بروح الحب للعلم وللوصول إلى الطموحات المستقبلية, بل إن القائد المتفائل يبعث روح الأمل والطمأنينة في نفوس فريقه ويصل معهم إلى إنتاجية عالية في أسرع وقت ممكن.
فالتفاؤل شريك مهم من شركاء النجاح والسعادة الفردية والأسرية والمجتمعية أمرنا ديننا الحنيف أن نتحلى به وأوصانا نبينا بأن نجعله من صفاتنا

والحمد لله الذي أنعم علينا بكل مقومات تجعلنا من المتفائلين وهل هناك أروع من أن أنعم الله علينا بمجتمع آمن بفضل الله ثم بقيادته الرشيدة؟ بل ولقد حباه الله بنعم لا تعد ولا تحصى, وهل هناك أسمى من أن نرى وحدة الصف بين كل أبنائه؟ وأن نرى كل يوم ملامح من التقدم والازدهار تشرق مع شمس كل يوم فيتباهى بها كل مواطن سعودي يعيش على أرض هذا الوطن الغالي؟ فكل ذلك يعد أرضا خصبة لأن نجد الجميع متفائلا ويمتلك كل منا مفاتيح السعادة في الحياة.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com