قد يراه البعض أنه الفشل .. ولكنه قدر الله إلى الخير وبداية الانطلاق نحو النجاح


قد يراه البعض أنه الفشل .. ولكنه قدر الله إلى الخير وبداية الانطلاق نحو النجاح



قد يمر بعضنا بتجربة تبوء به إلى الفشل ويحكم بينه وبين نفسه بأنها نهاية المطاف ، وقد يحكم عليه من حوله بأنها نهاية السـعي التي لا يستطيع بعــدها تحقيق أية غايـــات أو الوصول إلى نجاحات مرة أخرى، ولكن قمة اليــأس بعينه من يستسلم لـــذلك الاحباط الذي يعد في منظور الشرع والعلم صورة من صور التشاؤم والذي يصل بصاحبه إلى الانزلاق في قاع محـــــيط الركود والتأخر بكل أنواعه .
وبين كل هذه الأمواج المتصارعة في جنبات بحار الحياة بين فشل ونجاح أو وصول و تأخر ينسى كثير منا حســن ظنه بربه وثقته وأمله في أن خير الله لا ينقطع ، أليس هو القائل في كتابه العزيز ( إن مع العسر يسرا ) سورة الشرح آية ( 5) مؤكـدا بذلك أن ما من ابتلاء إلا وسيصل العبد بعده إلى اليقين وما من ضيق إلا بعده فرج وما من شده إلا بعدها أمل وما من فشل إلا بعده نجاح .
فليس الفشل هو طريق النهاية ولكنه هو الفرصة التي تتيح لك البدء من جديد بذكاء أكبر وطموح أعلى وأهداف أشمل تصل بها إلى أعلى معدلات النجاح والتفوق والازدهار بل هو بوابة الاحســـــــاس بالمسؤولية والتعلم للبناء من جديد واكتساب الخبرات للانطلاق بصورة أدق تجعلك تتراجع عن الوقوع في تلك الحفرة مرتين .
أليس الله بكاف عبده في كل أمور الحياة وهو القادر على تعديل المقادير وتيسير الأمور وتســهيل الصـعاب فــــلا تجزع من خطوات باءت لك بالفشل أو كان خلفها خسارة ما مهما كانت أنواع الخسائر ومهما كانت صفاتها ، ولكـــن الذي ينــدم هو من يتــوقف عــن تحقيق المسيرة ومحاولة الاستمرار .
فقط ابدأ بنفسك وراجع خطوات وترتيبات نقاط التراجع التي مرت بك فوصلت بها إلى ما أنت عليه الآن ، ثم رتب غاياتك وأهدافك وأفكارك من جــديد و قُم بصياغتــها حتى ترسمهـا أمام خارطة طريقك ، بعد ذلك لابد من أن تستعيد النظر إلى خططك التي وضعتها حتى تتمكن من الوقوف على نقاط الضعف فتعالجها والوقوف على نقــــاط القوة فتدعمها لتحــقيق ما تطمـــح إليه كما أنك لابد وأن تراعي قيمة الوقت وقبـــل كــــل ذلك استشــعر بالمسؤولية الحقيقية حتى تكــون على قناعة بدورك القيادي تجاه التغير نحو النجاح ولا تعجز ولا يدركك الاحباط من أهل الاحباط الذين يطلقون الظلمات في كل طرق من يسعى للوصول للنور وكن على يقين بـأن الله قادر على إشراق النجاح مثلما تشرق الشمس بعد طيلة ظلام الليل الدامس وقادر على بلــــوغ الأهــــداف كمــا هو قــادر عــلى فَلَقِ الفجر ونشر السعي والعمل والكفاح بين جميع البشرية في منطلق النهار .
ألسنا بشر نصيب ونخطئ ونجهل ثم نتعلم ونقف ثم نتحرك ونفشل ثم ننجح ، فلا تقلق وعليك فقط بالسعي ثم السـعي والتفكير مــع التركيز والمشورة لمن تثق بهم بعد أن تعلم علم اليقين بأنهم هم حقيقة من يتمنون لك الخير كله ولن يدلوك إلا نحو بــــاب الأمـــل والنجاح فلا تجزع ولا تتراجع واعلم بأن العمل مع الاستمرار أفضل الطرق للنجاح من الوقوف مع الاحباط وليكن لنا القــــــدوة من محكم التنزيل في قوله تعالى ( وقل اعملوا ) سورة التوبة آية ( 105 ) فالعمل والاستمرار نحو السعي وعدم الاستسلام للاحباط يكفيك لتخطي كل العقبات مهما بلغت .
الأمر كله في يدك أنت فكن مسؤولا عن التحدي واستمر ولا تتوقف وتفاءل ولا تيأس والحـــــــياة كلها تعاليم ودروس نستمدها من أخطائنا فتصبح خبرات ومكتسبات تربى على حلقاتها الإنسان في مسلسل حياته وما أن يصل إلى أهدافه يبتسم ويقف ثابتا مبتسما مدركا أن الله قدر له الخير كله قائلا في كتابه ( وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم) سورة النساء آية ( 19 )
فالله خلق كل شيء بقدر ولن ينسى عبده مهما بلغت به الحياة ومهما مرت عليه الصعوبات ومهما تعقدت حوله المشكلات فكل ذلك خير مع الصبر والتفاؤل والأمل ورفع لابتلاء محاه الله عنك فاشكر الله على اختياره واصبر على أمورك واعمل ولا تتردد أو تجزع تصل إلى وجهتك التي تطمح الوصول إليها .


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com