كاتب سعودي يطالب بإلغاء الأمانة ومصادرة حسابات "الحرامية"!


كاتب سعودي يطالب بإلغاء الأمانة ومصادرة حسابات "الحرامية"!



إخبارية عرعر – سامي راشد:
شن الدكتور خالد باطرفي هجوما لاذعا على التعديات على المال العام ولقي المقال تأييدا كبيرا في المواقع الاجتماعية والقروبات الإعلامية [COLOR=blue]نص المقال[/COLOR]:

كلما مررت في شوارع الحي الذي أقطنه تجددت عندي مرارة .. أصبحت مع الأيام مزمنة. فالشوارع تبدو كوجه قبيح عجوز تتزاحم فيها النتؤات والبثور والحفر والمستنقعات .. ورغم أن الحي يعتبر من الأحياء المخططة شمال مدينة جدة، إلا أنه يتدهور يوما عن يوم .. فكأنما لم يكف الإنهيار المستمر للأرض والتآكل المتواصل للأسفلت وحفريات الخدمات، فزاد الطين بلّة أن كل عمارة جديدة تقام في الحي يلتهم أصحابها أمتارا من الشوارع المحيطة بها كطلعات لمواقف السيارات بالدور الأرضي .. وهكذا تجد نفسك في حالة مناورة متصلة وكأنك في طعوس البر أو منطقة كوارث طبيعية.

الغريب والعجيب أن هذا الحال لم تسلم منه شوارع رئيسية هامة كشارع فلسطين المجاور أو شارع الستين فالحال من بعضه .. واللاجئ من الشوارع الفرعية إلى العمومية كالمستجير من الرمضاء بالنار فإذا كنت تتوقع الحفر في الأحياء فأنك بسرعة ثمانين إلى مائة وعشرين كيلو مترا في الساعة لا تتوقعها في خط سريع .. ولذا فالمصيبة أعظم .. أو كما يقول المثل الحجازي "مصير الأقرع على بياع الكوافي"!

* نشرت الصحف مؤخرا فضائح "بلدية" كثيرة .. من بينها مزاحمة أغنياء للفقراء في الحصول على المنح والتعويضات .. حتى أن طفلا في العاشرة، كما يقول سمو أمير المدينة المنورة، يحصل على قطعة أرض فيما ينتظر مستحقين دورهم منذ عشرين عاما. على أن أعجب وأطرف القصص حكاية الهندي الذي رشى عضو هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعندما سئل عن السبب، قال تعودنا على رشوة مندوبي البلدية في جدة حتى "أفتكرت النظام كده"!

قال الدكتور عادل فقيه أثناء عمله كأمين لمدينة جدة في جلسة مع الإعلاميين حضرتها أنه أكتشف مراقبين أسواق رواتبهم أقل من ألفين ريال يحققون دخلا يفوق المائة ألف ريال شهريا .. وعلق بأن (هؤلاء لن ينفع معهم لا ترقية ولا زيادة راتب، فمهما أعطيته فلن تملأ عينه).

طبعا .. عين بني آدم لا يملأها إلا التراب .." وتراب الأرض منه كتير في جده!"

* عرف البابليون والفراعنة والصينيون منذ آلاف السنين أنظمة تصريف الأمطار والسيول والفيضانات .. وتمتعت بهذه الأنظمة مدن الخلافة الإسلامية وحواضرها من بغداد ودمشق وقاهرة المعز إلى قرطبة وطليلة والحمراء. بل أن جدة عبر عمرها الممتد آلاف السنين طبقت هذه المعايير الهندسية في بنائها ولاتزال أحيائها القديمة تحتفظ بشواهد على تلك المدنية، ومن بينها مناسيب الأزقة والشوارع.

السؤال الذي يحير نفسه قبل أن يحيرنا هو هل ياترى تخلّفنا بعد أن تعلمنا؟ وخرجنا مهندسين من أفضل الجامعات فعجزوا خلال عشرات السنين عن تنفيذ أنفاق تحوي الخدمات الأساسية من مياه وكهرباء وهاتف وتصريف أمطار وصرف صحي، في مدينة صرف على تطويرها مئات المليارات؟

إذا كان ذلك كذلك .. فما هي الحاجة لوجود أمانات وبلديات؟ لما لا نلغيها كلها ونوكل أعمالها إلى شركات عالمية متخصصة فنحقق المطلوب ونخفض التكلفة .. أو نمسحها نهائيا، على الأقل في السنوات الأولى، بإستعادة ما تم الإستيلاء عليه وتحويله من حسابات "الحرامية" و"المرتشين" إلى حساب الوطن والمواطنين؟


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com