عرعر_ خلف بن جويبر
يواجه عدد كبير من المواطنين في منطقة الحدود الشمالية أزمة في الحصول على مسكن بسبب الارتفاعات الحادة في الإيجارات وصلت إلى الضعف في كثير من الأحيان خلال العام المنصرم، وأرجع عدد من المواطنين أسباب هذا الارتفاع إلى عدة محاور أهمها قلة عرض الشقق والمنازل للإيجار، مع زيادة ملحوظة على الطلب رافقه قلة بناء المساكن بسبب تكلفة المواد الأساسية للبناء مع كثافة متزايدة في عدد السكان نظرا لخصوصية المنطقة الاجتماعية التي ساهمت بشكل أو بآخر في الإقبال على الزواج المبكر في أوساط الشباب في المنطقة، والزيادة الكبيرة في المواليد.
"الرياض " رصدت آراء بعض المواطنين والمهتمين بشؤون العقار في المنطقة للوقوف على الأسباب الحقيقة التي أدت إلى تلك الارتفاعات والتي بدورها خلقت أزمة جعلت كثيرا منهم يبدي قلقه جراء تصاعدها، كما طالبوا بوضع حلول تحدّ من تلك الارتفاعات، وفي البداية تحدث ل"الرياض" المواطن حمود عليان العنزي- معلم في مدينة عرعر- فقال: تنقلت كثيرا بين الشقق السكنية، وانتظرت منحة أرض طال انتظارها سنوات عديدة،إذ تقدمت بطلب المنحة عام 1416 ه ولم يتم منحي الأرض التي أحلم أن أبنيها بالتضامن مع زوجتي المعلمة، ويضيف: منذ عقد زواجي وأنا أتنقل بين شقق زاد سعرها خلال العامين إلى الضعف، وقبل ذلك كنت أدفع 1000 ريال، أما الآن فأنا مستأجر ب1500 ريال شهريا. وأضاف المواطن نايف بن حجي الدهمشي: تضامنت أنا وأخوتي الثلاثة لبناء مسكن يضم أربع شقق سكنية هروبا من الارتفاعات الحادة في الإيجارات على الرغم من الديون التي أثقلتنا بسبب موجة الغلاء التي شهدتها مواد البناء مؤخرا, كما تحدث ل(الرياض) المواطن عيد الرويلي حيث قال: أمضيت وقتا طويلا في الحصول على شقة وترددت كثيرا على مكاتب العقار و في كل مره أتفاجأ بأسعار مرتفعة، وأكد الرويلي أن أحد أقاربه قدر وضعه وخفض سعر الشقة التي يقطنها إلى 800 ريال، بينما إيجارها الفعلي يمكن أن يصل إلى مبلغ 1100 ريال.
عدد من الشباب حديثي الزواج ذكروا ل"الرياض" أن وجود شرط بيت شرعي في عقد النكاح يلزمنا على رحلة البحث عن شقة لسكنها ولكننا نصطدم بأسعار خيالية في بعض الأحيان تصل إلى 1600 ريال، بينما هي قبل سنوات لا تساوي 700ريال شهريا.
كما ذكر أحد المواطنين – فضل عدم الكشف عن اسمه- أنه اضطررت إلى بناء دور علوي بعد زواجه في منزل عائلته لأنه العائل الوحيد لأسرته التي تتكون من سبعة أشخاص بينهما والده ووالدته الطاعنان بالسن.
من جانبه طالب المواطن لافي العنزي دخول الشركات الكبيرة بالمملكة للاستثمار في بناء وحدات سكنية للإيجار تنتهي بالتمليك لكي تضع حدا للارتفاعات الغير مسبوقة في المنطقة.
من جهة أخرى ذكر عدد كبير من أصحاب المكاتب العقارية أن أهم أسباب ارتفاع الإيجارات في المنطقة يرجع إلى كثرة الطلب في ظل العرض القليل للشقق السكنية، وأكدوا أن توجه الكثير من التجار للعقار، جاء بعد انهيار سوق الأسهم الذي شهدته المملكة مؤخر، حيث أصبح العقار ملجأ آمنا لكثير من المستثمرين، كما أكدوا أن نظام الدفع المقدم الشهري من المستأجرين يجعل المستثمرين أكثر راحة واطمئنانا على استثماراتهم في مجال العقار .
