(لازلت أحلم يا معالي الوزير)


(لازلت أحلم يا معالي الوزير)


وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.ararnews.com/2654219.html

عندما قرأت مقال وزيرنا الدكتور العيسى (تعليمنا إلى أين ؟ )بجريدة الحياة أحببت أن أُغرد بحلمي إلى معاليه وكلي أمل ألا يرتطم بصخرة التجاهل فأحلام البسطاء أمثالي تحلّق بعيداً ولكنها لاتصل ؛لأن بيننا وبين المسؤول من يُجمّل ويُلمع الحقائق ,وينقل الواقع بصورة مثالية غير حقيقية: أرقام وإحصائيات بصورتها النهائية كوجبات المطاعم لا نراها إلا مغلفة. فمنظومة الأداء الإشرافي والمدرسي للأسف الشديد هدر ورقي أضاع الوقت وشتت الهدف , فالطالب بمنظومة الأداء غير محدد مكانهُ من الإعراب لأن المنظومة تسعى لقياس أساليب تحققت أم لا! وتربطها بمؤشر إنجاز بغض النظر عن قوة الهدف أم هشاشته !
أو احتياج الميدان له أو عدمه! وهل يناسب المرحلة العمرية للطالب أم لا ومدى احتياج المعلمة له؟! المحزن في الأمر أن المنظومة تقيس أساليب و شواهد فقط وتحددها بعدد ولا تترك لصاحب الشأن اختيار الأسلوب المناسب ؛وكأنها تريد من الميدان العمل المستمر بالكم وليس بالكيف ,فالدرجة العالية على المنجز كون الشاهد مختوم , أو مُوقع , أو تقرير عن المنجز! بغض النظر عن كيفية التنفيذ ,وهدف البرنامج ؛فما الفرق أن يكون الشاهد مشهد حضور أو بيان بأسماء الحضور ؟ وكأننا نقول للميدان أنجزوا فقط ووثقوا ما تنجزون والدليل أن جميع منجزات مدارسنا برامج هدفها( محاربة الغياب قبل وبعد الإجازات )ولازالت مقاعدنا خالية من الطلاب قبل وبعد 0ولايخفى على معاليكم الجري خلف إنجاز البرامج وكأن الإشراف وقيادات المدارس في سباق مع الزمن . أسماء رنانة لبرامج تنفذت وليس لها أثر على الواقع ,وكيف سأقيس أثر التدريب بزيارة واحدة للمعلمة وأنا أُجاهد الزمن لتغطية الزيارات الإشرافية فعدد المعلمات يزيد عن التسعين ولجان المنظومة التي يقع على عاتقنا الجزء الأكبر من أعمالها ,والتدريب على برامج وزارية وتنفيذ أساليب المنظومة ؛فالجميع يدرب ويزج ببضاعته للمعلمة والطالبة دون النظر إلى جودة ما يقدم ,وصحته وهل يملك الجميع مهارة التدريب ؟! خطط بعض المدارس تضمنت أكثر من ثلاثين مشروعاً وبرنامجاً خلال نصف عامٍ دراسي ، فمتى استطاعت إنجاز ذلك الكم من المشاريع والورش ,وكيف وفقت بينه وبين المناهج الدراسية ! فالخطط تقّيم بالأسبوع الثامن فلابد للجميع أن ينجز وكأن الأشهر الباقية ليست من ضمن العام الدراسي فهل المطلوب منا ضغط المدارس والمعلمات بفترة زمانية معينة ؟! ما الضير لو تأخر التقييم قبل نهاية العام ؟! كيف سأرتقي بالمخرج وأنا وضعت بقالب لا ُأحيد عنه؟! فالمشرفة التي معلماتها لا تتجاوز الخمس عشرة معلمة كيف يُطلب منها كل عام ثلاثة دروس تطبيقية ! منظومتنا خدمت فقط من لا يحمل رؤى أو أفكار تطويرية ، خدمت من لا يعرف من أين يبدأ ولكن دون أن تعلمه للأسف أين يسير, ولكن من يملك في حقيبته الكثير يحتاج أن يخرج من قمع الزجاجة التي كبلته بها منظومة الأداء , فتصنيف المعلم المنقول أولى بالرعاية إجحاف بحق المتميز والتسمية محبطة بحد ذاتها ، وإفرادهم لوحدهم بالبرامج رغم قلة عددهم محبط لهم ، الغريب والجميل في الأمر أن يُدمج ذوي الاحتياجات الخاصة رغم ضعف إمكاناتهم _كامل احترامي لهم _مع التعليم العام ويفرد هؤلاء دون غيرهم من المعلمين ، ومن التعجيز والتشهير ألا ينفذ لهم أي أسلوب بمدارسهم لوحدهم وكأن المنظومة تشكك بنزاهتي وصدقي إذا نفذت الورشة للمعلمة بمدرستها أو يختلف عطائي وإخلاصي !!فهل حضور المعلمة المنقولة أو الأقل أداء لبرنامج تدريبي مع زميلاتها المعلمات يُضعف استيعابها إذا كان كذلك فالطالبة الضعيفة أولى أن يفرد لها فصولاً ومناهجاً خاصة تراعي احتياجاتها فلماذا يُكتفى بما يقدم لها من خطط علاجية ؟!من المؤسف بمنظومتنا أنها تتعامل مع عملنا وكأننا (علب عصير)فالبرتقال بمساره ولن يوضع مع الليمون فهي لا تسمح بالتسجيل بنفس البند. فأنا أنفذ برنامج تدريبي للفئة الأولى بالرعاية ولا يسجل لي مدرب ؟!فمن الذي قام بمهمة التدريب ؟!ومما يزيد الطين بلة البرامج التي يدرب عليها من الأغلبية معلومات مجمعة من الإنترنت لا تخضع لتحكيم واعتماد رسمي معلومات هشة وليس لنا ذنب في ذلك فالبعض خبرتها التعليمية لا تتعدى سنوات قليلة ولم تحصل على أي برنامج وزاري ,ويزداد ألم الأغلبية عندما تبحث عن أيام (للمستفيد )فما ذنبي أنني لم يقدم لي برنامج ولم يُرصد لي خمسة أيام مستفيد هل رشحت لبرنامج ورفضته ؟!لماذا لا تحسب الدورات الخارجية ونحن في عصر التعلم الذاتي وتطوير الذات ؟!لماذا تتبع المنظومة مبدأ التشكيك دائما ؟!وماذا أقول عن خروج أسراب المعلمات من المدرسة يومياً وبشكل مكثف فمرة لحضور لقاء وأخرى لتنفيذ برنامج وما يرافق تلك الأساليب من ضيافة متكلفة و بهرجة إعلامية براقة مما أثر على سير الدراسة وانتظامها, والتعارض بين الدليل الاجرائي لإدارة المدرسة وبين المنظومة جعل هناك فجوة وعبء إضافي, ولن أنسى أن أنقل لكم تحليل نتائج الاختبارات التعجيزية لكل المدارس ولكل الفصول ولجميع المراحل مع تعدد المناهج للمشرفة فيؤخذ من المدرسة ويرد إليها بتقرير مختصر . أليس من السهل حصر الضعف بالمواد بالإشارة إلى المدرسة المعنية والمادة دون إضاعة للوقت بإعادة كتابة وجمع درجات مدارس المنطقة وتُفعل له الخطط العلاجية والتغذية الراجعة وكأن المنظومة من برج عاجي تناست ما على عاتقنا من أعمال ومسئوليات تجاه المادة التي أصبح الهدف :كم حضرت حصة وكم باقي حضور ؟
– المعايير الموضوعة للتقييم متناقضة فالمشرفة مطالبة بالانفراد بعملها ومع معلماتها المسندات وعند تقييم المنجزات يحاسب القسم ككل0المنجز لا يقيس مؤشر التحقق ولا يدل عليه فقد يكون هدف برنامجي قيماً جداً ويضيعه شاهد التحقق !ما يستجد من أعمال ويضاف للخطة لماذا لا يحسب ؟! الضائع بين مد المنظومة وجزرها المعلمة الغير مسندة ، حيث أهملت من المتابعة وكأنها بلا هوية ,أما الاختبارات وما أ دراك ما الاختبارات فكثرتها وعدم اعتماد درجاتها للطالبة أضاع هيبة وقيمة الاختبار فالاختبارات القصيرة أثناء زيارة المشرفة لا تقيس الصورة الحقيقية للواقع ، فالسؤال الشفهي الذي يُطرح على الطالبة بالفصل يكشف أمور أعمق من المستوى التحصيلي لها كشخصيتها وثقتها بنفسها ويقدم تغذية راجعة واستفادة لجميع طالبات الفصل بعكس ورقة قد لا ينظر لها أعدت من أجل حصر كمي ,والاختبار الذاتي الذي يُعد من المشرفة ما الهدف منه وهو يتزامن مع اختبارات (حسّن ) للصف السادس ؟! ألا تغني درجات مشروع حسّن عن هذا الهدر؟! التخبط والاختلاف بين العاملين بالمنظومة أصبح واضح للعيان فالأخصائية تطلب دون قناعات مع ضبابية المطلوب .والمطالب ليست مستقرة كل دقيقة بحال كأسهم البورصة . والبنين يعملون بشكل والبنات يطبقن بشكل آخر وكل منطقة تغرد حسب قناعات من يشرف عليها ؛وكأن المشرع مختلف والهدف الرئيس التي وضعت من أجله المنظومة لم يتحقق ولن يتحقق فما التحسن الملاحظ على طالباتنا أو معلماتنا ماذا قدمت لنا المنظومة للتغلب على الخلل ؟؟وماذا ستقدم ؟وبمن ستستعين على إصلاح الخلل؟؟لقد أثقلتم كاهل الجميع والهدف الأساسي الذي يسعى إليه نظامنا التعليمي تحسين أداء المعلم ورفع مستوى المتعلم والارتقاء بهما أصبح مغيباً , فأين التحسن بالأداء ونحن نقيس (شاهد تحقق لا نسعى لهدف يتحقق ) لماذا زيادة الأساليب تحسب بالسالب هل هذه مكافأة الإنجاز؟! نسبة المصداقية غير دقيقة أبداً والتقييم يخضع أيضا لفهم اللجان واختلاف الفهم هذا قضية أخرى فاللجان الخارجية لتقييم المدارس تقف أمام المعلمة بالصف وتتحول بوصلة المعلمة أسرع من الضوء لتنفذ استراتيجية لتقنع المنظومة الموقرة ويختلف الفريق على الإستراتيجية وكأنها دستور منزل هل نُفذت صح أم خطأ ؟بغض النظر هل حققت هدفاً أم لم تحقق ؟! وبين تفتيش كتب النشاط للطالبات وملفات الإنجاز بالصف ,والتنقيب عن مسمى الإستراتيجية بسجل إعداد الدروس للمعلمة. بكيت أسفاً على تغيير مسمى “التفتيش” لإشراف وهو متدثر بجلباب التفتيش والتشكيك !ارتقوا بتعليمنا وارتفعوا بنا لترتفع مخرجاتنا لا تجملوا الواقع “بحذف درجات من يفرد للمنظومة ملفاً خاصاً وكأنكم بذلك” كمن يعفوا عن القاتل ويطالب الملايين لعتقه !
بقلم /سهام الرميح
مشرفة تربوية /عرعر


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com