جدل كبير في السعودية بسبب عرض خطب الجمعة "إلكترونيًّا"


جدل كبير في السعودية بسبب عرض خطب الجمعة "إلكترونيًّا"



إخبارية عرعر(متعب العنزي):
انتقد عدد كبير من العلماء والأئمة في السعودية فكرة عرض خطب الجمعة إلكترونياً بعد أن طرحتها بعض الصحف والمجالس في السعودية.

ونشرت صحيفة المدينة السعودية في عددها الصادر اليوم الأحد مقابلات مع عدد من العلماء في المملكة العربية السعودية انتقد فيها معظمهم هذه الفكرة.

وقال الأستاذ المشارك بكلية الشريعة بجامعة أم القرى فهد العريني للصحيفة: "أنه لا يؤيد تسجيل الخطب على الشاشات الإلكترونية خشية أن يدخل ذلك في إطار اللغو والمخالفة، إضافة إلى ما يصاحب ذلك من تشويش أو إرباك للمصلين" وأضاف :"وقد تفقد الخطبة روحانيتها وقدسيتها ومكانتها الشرعية، فلا ينبغي أن يتغيّر نمطها ووضعها الذي عرفت عليه."

ووافقه الرأي إمام وخطيب جامع الجميزة عبدالله بن محمد حفني، وإمام وخطيب جامع الأميرة نوف بالشرائع بمكة المكرمة سعد القرشي، وقالا أن الجمعة شعيرة من الشعائر العظيمة في الإسلام، وفي هذا اليوم يجتمع المسلمون منصتين للخطيب، فمن لعب بالمفاتيح، أو السواك، أو السبحة فقد لغى، ومن لغى فلا جمعة له.

واتقفا على أن الأمر بحاجة إلى العرض على هيئة كبار العلماء.

وأشار الأستاذ المساعد بمعهد البحوث العلمية وإحياء التراث الإسلامي بجامعة أم القرى وإمام وخطيب جامع الابتسام بالعزيزية خالد بن أحمد بابطين إلى أن (الخطبة الإلكترونية) من الموضوعات المستحدثة التي طُرحت أو تُطرح في الآونة الأخيرة في بعض المجالس أو المنتديات أو في الصحف، وقال "إن هذا يذكّرني بما حصل في أحد جوامع سراة عبيدة بمنطقة عسير في سنة 2006م، عندما عمد ذلك الإمام إلى إلقاء خطبة الجمعة في مسجده الذي يخطب فيه باستخدام حاسوب المفكرة، فاستنكر الناس صنيعه، وعاقبه فرع وزارة الشؤون الإسلامية بعسير كما نُشر في الصحف في حينه، لأنه لم يأخذ الإذن المسبق على ذلك من إدارة الأوقاف"

وأضاف"وقد اطلعت على ما ذكره بعض الكتّاب من مقترحات بما يُسمّى (الخطبة الإلكترونية)، ولا شك أن هذا الاقتراح لا يتناسب مع المساجد، ثم إن هذه الشاشات الكبيرة التي يُقترح وضعها في قبلة المسجد ويمكن كتابة عناصر الخطبة عليها ليس لها مردود إيجابي في رأيي، لأنها تشغل المصلّين عن الانتباه لما يقوله الخطيب، وسيبدأون في التحديق في تلك الشاشات وما يكتب عليها، وقد تشغل ألوان الشريحة المعروضة البعض، أو أنواع وجمال تلك الخطوط التي كُتبت بها تلك الشريحة."

وخلص إلى القول::أني لا أرى أي داعٍ لاستخدام ما يسمَّى بـ (الخطبة الإلكترونية العصرية) جملة وتفصيلاً. ويمكن في بعض المساجد التي يوجد بها جاليات غير عربية كثيرة ترجمة خطبة الجمعة لهم، وتزويدهم بمختصر تلك الخطبة ليستفيدوا منها في بيوتهم ومقارّ سكنهم."

ورأى عدد آخر من الأممة بحسب الصحيفة أن الخطب الإلكترونية ذات سلبيات أكثر من الإيجابيات، وأن الإبقاء على الخطب العادية هو الأولى والأجدر لأن أثرها أبلغ في نفوس المصلين.

وقال الإمام محمد نشار الرشيدي أن "فكرة الخطب الإلكترونية فكرة جديدة، وقد يكون فيها شيء من التطوير كونها تحدد الوقت بدلاً من اختلاف زمن الخطب بين مسجد وآخر. فالمصلون سينصتون للخطبة سواء كانت مرتجلة أو إلكترونية، ويبلغ أثرها في نفوسهم مبلغه.. وقد يكون من خلالها هناك وضوح لصوت الخطيب، وهكذا تصل الخطبة كاملة إلى جميع المصلين بالصوت والصورة مسجلة على تلك الشاشات الإلكترونية.. وقال إنه لابد من العودة لهيئة كبار العلماء حتى تصبح هذه الخطب الإلكترونية مفعلة إذا رأى علماؤنا ذلك."


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com