بقلم | صالح جرمان الرويلي

الدين كله خلق ..
فمن زاد عليك في الخلق زاد عليك في الدين ..
جلت البلاد شرقا وغربا ولي في كل سنة نظرة على دولة .. أتفحص أهلها دينيا وسلوكيا وخلقيا وإجتماعيا وأجتمع ببعض مسؤولي تلك الدول ووجهائها وعلمائها وعوامها..
ومما راق لي بعد عدة جولات هنا وهناك أخلاق أهل الهند وأندونيسيا .. فالأخلاق كالثمار هي نتيجة زرع الشجرة ..
نحن كعرب اكتفينا بساق الشجرة الشديد القوي المتماسك وتركنا بقية فروع الشجرة .. !! فلا بالجذور اهتممنا ولا بالأغصان والأوراق انجذبنا .. اهتممنا بالرتوش وتركنا الأساس ..
في الهند رأينا التواضع رأي العين . في أندونيسيا رأيت بأم عيني الإبتسامة والهدوء وتقديم الآخرين وتأخير النفس .. أدب جم وتقبيل الأيدي .. وحمل الأشياء ومساعدة المحتاج .. مدارسهم ليست كمدارسنا .. !!جامعاتهم ليست كجامعاتنا .. !!فكرهم ليس كفكرنا .. !!
تفحصت الوجوه فوجدت حباً للعرب لايدانيه حب جنس على وجه الأرض ..
قال لي شيخ من مشائخهم .. في الفم اثنان وثلاثون سناً ولسان واحد .. ! قلت : نعم
قال : من الذي يسقط مع مرور الزمن وتقادم العمر ..؟؟
قلت : أكيد الأسنان ..!!
قال بحكمة العجم العجيبة :
يابني اللسان لين والأسنان شديدة ..
اللسان يبقى والأسنان تسقط ..
هكذا اللين والرحمة والخلق يبقى والشدة ليس لها مكان في الحياة ..
حينها أدركت أن ماينقص العرب في زماننا هو اللين وتذكرت حديث خير البشر عليه أفضل الصلاة والتسليم :” ماكان الرفق في شئ إلا زانه ومانزع من شئ إلا شانه “..
الشأن كل الشأن من الشجرة ثمارها وليس ساقها ..

تغريدة :
“ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ..”
من أراد قطف الثمار فليحسن حرث الأرض ..

تغريدة :
كن كالبذرة تختفي في باطن الأرض وتتلطخ بالوحل لتخرج ثمرة طيبة ..

صالح جرمان الرويلي – طريف
كاتب وإعلامي