‏سوء البنية ( الفوقية )


‏سوء البنية ( الفوقية )



ماذا يتبادر إلى ذهنك حينما تسمع تلك العبارات
‏(وش قصده .. ليه كذا .. من متى .. على إيش .. ماظنيت .. بكيفه .. ماتوقعته كذا .. وغيرها من شبيهاتها )
‏ستجد أن أول مايتبادر إلى ذهنك هو أنها مفاتيح لسوء الظن .
‏فهذه المفردات قيدت قدرتنا على التعبير عما في نفوسنا من جمال وكان من تبعاتها أن جعلت البعض يتحرى عند كل كلمة ينطق بها خوفاً من سوء الظن أو تفسيرها على غير ما أتت به .
‏فبالحديث عن أي موضوع وفي أي مجال تجدنا شبه متناحرين لأننا لانريد الوصول إلى نقطة التقاء بل لسعي كل طرف لإسقاط من يقابله فتجدنا انقسمنا إلى قسمين ، قسم يستنكر وقسم يدافع وبهذا نُفقِد الحدث أو المنظر أو الموقف الذي نتحدث عنه جماليته ولانرى جماله وربما نتشعب في جدالنا ونذهب لأمور لانعلم ماهي عليه وما الذي أدرج (خشّتها) في الموضوع .
‏نتناقش في كل الأمور ونخفي كل مافيها من جمال ولانُظهر إلا ماساء منها ولانعلم أن تلك العبارات والنقاشات المشحونة التي نُفرزها ستعود علينا وعلى عواطفنا ونفسياتنا بما هو أسوء ونحن لانعلم ..
‏لذا نجد نقاشاتنا عالية الصوت ومنخفضة الإنتاجية فالمتحدث لن يكمل والمستمتع لن يصبر وبالتالي لانصل ..

‏حتى في سردي هذا أتيقن تماماً أنك تحس بنبرتي الحادة في كتابة ماسبق وكأن ماكتبته تسمعه في ذهنك بنبرةٍ حادةٍ وصوتٍ نشاز .

‏فلم كل هذا ؟ ألم تسأل يوماً لم نحن هكذا ؟

‏ لذا اسمح لي أن أمرر الهدوء والصفاء لذهنك وأقول لك وأطلب منك أن تعاهد نفسك على الحديث عن كل جميل والابتعاد عما يُتعبك أو يُتعِب غيرك ..واستمتع بكل شيء جميل سواء كان لك أم لغيرك.. منك أم من غيرك .. استفدت منه أم لم تستفد .. وصلك منه شيء أم لم يصل ..
‏واصمت في حضرة الغِيبة .. وانطق في حضرة المدح وذِكر الجميل
‏وعاتب من تُحب .. واسأل عمن أنساه مرّ الوقت السؤال .. وتجاوز عما ليس له أثر بيّن .. وابتسم مع من تتعامل معه .. وانشر الخير .. واجعل السعادة محسوسة ومسموعة ومرئية تُرى بالعين المجردة  ..
‏لتَسْعَدْ وتُسْعِدْ ..
‏                                     سطام الشملاني
‏                                     ⁦‪#banadol55‬⁩


1 ping

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com