لكل إنسان في هذا الكون فكره الخاص به يستسقي منه أسلوبه في الحياة سواءً في العيش أو في التعامل مع البشر، ذلك الفكر ينتج عن استغلال العقل الذي منّ الله به علينا وميزنا به عن غيرنا من المخلوقات. الفكر عادةً مايكون مبني على مبادئ ومواقف وتجارب ومن ناحية مظلمة يكون مبني على الوساويس والإملاءات الخارجية سواءً كانت إنسيه أو شيطانية الأكيد أنها بدأت من نزعة شر. الغير طبيعي ليس أن يكون البعض من أصحاب النوع الثاني من الفكر الإملائي، بل عندما ينتقل الإنسان صاحب الفكر المستقل والصحيح إلى نوع الفكري الملوث بعد أن كان مثالاً بسلامة الفكر والعقل والخُلق. من هنا تبدأ مراحل التلوث الفكري الذي يؤدي إلى تلوث الإنسان بالكامل داخلياً وخارجياً والأدهى من ذلك أن لا يعي ذلك صاحب هذا الفكر ويظن أنه بفكره الجديد بدأ يتخذ مساراً فكرياً صحيحاً والحقيقة أن هنالك إملاءً إنسياً أو شيطانياً زيّن له سوء فكره الذي ترجمه إلى سوء عمل. التلوث الفكري مصيبةٌ عظيمة لا يعيها إلا أصحاب الألباب فهي تحول الإنسان المرموق الخلوق في مجتمعة إلا عكس ذلك إبتداءً من تلوث الأخلاقيات وإنتهاءً الى مالا يحمد عقباه.

بعض فآت المجتمع الإسلامي الحديث أصبح من الغرابة بمكان حيث يحدثك فيه المسلم عن الفضيلة ويفعل ماينافيها، ينصحك بحسن الأخلاق صباحاً ولا يستحي أن يمارس عليك سوءها مساءً. خلال مرحلة التلوث الفكري يقوم المملي سواءً كان إنساً أو شيطاناً بتغييب منطقة البصيرة في الدماغ وهي مسؤولة عن توعية الإنسان بأخطاءه فإذا غابت غاب الفكر السليم معها. منطقة البصيرة تعمل على تنبيه صاحب العقل عما غاب عنه وهي تعمل لدى أصحاب النفوس اللوامة التي أقسم بها الله في سورة القيامة لعلو مرتبتها فهي صفةٌ حسنه عندما يراجع الإنسان أخطاءه ويلوم نفسه ويصحح مساره. سئمنا من المشاكل التي يصدّرها لنا التلوث الفكري نحتاج إلى السِلم في حياتنا في علاقاتنا نحتاج أن نتغافل وأن نعيش بسلام تام. الجميع يحتاج للفكر السليم ويحتاج أيضاً المناعة من التلوث الفكري بتوفيقٍ من الله وبمثل هذه الكلمات. لسنا بمنأى عن الخطأ وكل بني آدم خطّاء وخير الخطائين التوابون.