الحقوق الضائعة


الحقوق الضائعة



[COLOR=black][COLOR=red]الحقوق الضائعة في ديمقراطية الدم وذل القوة وهزيمة النصر [/COLOR]

في الصحيحين عن النعمان بن بشير رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى شيئا تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) . وفيهما عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا ، وشبك بين أصابعه ) .
من تلك المنطلقات السامية عشنا ونعيش أياما وليال توقف فيها التفكير إلا بغزة وأهل غزة وما يفعله الغاصب ويعيث في أرضها الطيبة من فساد في البشر والحجر والشجر …
والدعاء لأحبابنا وإخواننا من أطفالها وشبابها وشيبها ورجالها ونسائها بالسلامة والنصر ..
أقف بداية مع ما حدث في هيئة الأمم المتحدة ومجلس أمن بني صهيون لأسطر بكل تقدير واحترام للمملكة العربية السعودية وخادم الحرمين الشريفين وفقه الله لكل خير وسمو الأمير سعود الفيصل وما بذله من جهد وضغط ليصدر القرار 1860 في ظل كل الظروف والضغوط المعاكسة … ليثبت للجميع أننا في بلد طالما ركز ويركز أهله على الإنجاز والعمل والنصرة للإسلام والمسلمين دون مزايدات ومهاترات ..
وفي نفس السياق أقف لحظات تأمل وتقدير لزيارة خادم الحرمين للمصابين من أبناء غزة والاطمئنان على وضعهم وما يقدم من وطني حكومة وعلماء وجماهير لإخواننا في غزة بلا منة أو فضل بمال أو كلمة أو دعاء..
بل يقترن ذلك بحرقة وألم بالتقصير مع كل مشهد يرى لدم برئ يراق ..
اتصل أحدهم بأخ في غزة يواسيه ويشد من أزره ويقول له نشعر بألمكم ومعاناتكم ..
فكان رد الأخ القسامي المجاهد وهذا حال كل فصائل المقاومة في غزة ( هكذا نحسبهم والله حسيبهم ولا نزكي على الله أحدا ) : أخي العزيز لا ألم ولا معاناة ، إنما هو نصر مؤزر بعون الله تعالى أو شهادة في سبيله، إن من حقك أن تغبطنا على ما نحن فيه ..
أما الألم فوجهه نحو يستحق والحسرة والندامة على حاله وهوانه في هذا العالم ..
لسان حال أحدهم يقول : لم نعد نأمل من بعض القوى بمساعدة .. وبعضهم نرى أن مساعدتهم المثلى لنا بالكف عن تقزيم المقاومة ، والتلويح بالهزيمة .. فما تسمع خطابا لهذه الفئة إلا وتشعر بالإحباط واستحالة النصر مهما لاحت في الأفق بشائره ، مقرونا بمدى ضعف ما لدى أبطال غزة مقابل آلة الحرب الصهيونية وعدد جندها ونظامها وتنظيمها وقنوات دعمها ومؤازرتها التي لا تنقضي ..
لقد نسي هؤلاء أو تناسوا قول الحق سبحانه : {فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُواْ مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ قَالُواْ لاَ طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو اللّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} سورة البقرة (249) . وقوله سبحانه وتعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} سورة محمد (7) . وقوله جل من قائل : {لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ} سورة التوبة (25) .
حسبنا الله ونعم الوكيل إن هؤلاء فعلا قد حولوا النصر من طرف ليهدوه إلى آخر ..
بل إنهم يحاولون بكل ما يملكون أن يوجدوا مصطلحا جديدا في الحروب ألا وهو الهزيمة لك وإن كنت منتصرا .. وعليك أن تدفع ثمن نصرك ومقاومتك المشروعة ..
سبحان الله ألدي الخلل أم أصبحنا نسير ضد التيار قتل وجرح الآلاف دفاع عن النفس وتبرير للجرائم التي لا تستحق التعليق عليها من قبل حملة لواء الديمقراطية والعالم المتحضر الجديد حينما يكلف نفسه ليقول أنه قلق مما يحدث في غزة ، ويعلق غيره بأهمية أن تكف المقاومة عن إطلاق صواريخها ليتسنى للسلام أن يحل في المنطقة ..
اختلطت لدينا أوراق السياسة ومعايير القوى .. التي لا أفقه أصلا شيئا فيها .. ولكنني أرى أن الضحية دائما هي الشعب الأعزل والتقتيل والتشويه يأخذ فيهم النصيب الأكبر ..
جيش جرار مدجج بأحدث الأسلحة لم يستطع خلال كل هذه الأيام من التقدم إلا بأمتار قليلة وكأنه سارق كما هي حقيقته لا تثبت قدمه خوفا من صاحب المنزل أن يمسك به .. إنه بحق مثال لذل القوة .
آخر يؤكد أن من يساعد في تجنيب رفع دعاوى حقوقية أمام المحافل الدولية على العدو فهو عدو ومشارك له في جرمه ، ومن يزود العدو بوقود لعمل آلياته فهو مساهم في عمليات القتل والإبادة …
آه ثم آه… لقد اختزلت قضية الأمة في موضوع تهريب أسلحة .. أليس من حقنا التسلح ..
أم أننا لم نصل بعد إلى عالم حق الدفاع عن النفس في بيئة الديمقراطية العادلة ..
عجبا لكم ألا تعرفون عدوكم .. إنهم أبناء قتلة الأنبياء ، لا وعود ولا عهود لهم ..
لا ينفع معهم إلا أن نعد لهم القوة .. لن يوفروا منكم شيئا إذا تمكنوا منكم …
قبلة على جبين كل الأطباء الذين عبروا إلى غزة .. موقفكم لن ينساه أحد بل هو نموذج إنساني رائع في التضحية والتلاحم والتعاون وتقديم المساعدة …
إن محاربة الإرهاب سيف يوجهه مجلس الأمن يضبط بتوجيه دول معينة ..
حتى الآن لم نستطع التوصل إلى ماهيته ولكن المعني به من يسير بخلاف ما يرسم له من قبل تلك الدول التي تمثل ضابط ديمقراطية العالم ..
الذي أضحى يقوم على تكريس إذا لم تكن معي فأنت إرهابي ..
الأكثر أهمية من ذلك أن نركز على زاوية أرى أهميتها كمربي لأبنائي وبناتي و مسؤول عنهم ألا وهي التركيز على استثمار هذه المصيبة التي حلت بنا جميعا وليست غزة فقط بتوجيه أبنائنا وصرف انفعالاتهم الجياشة وتوجيه انطلاقاتهم المتحفزة بداية إلى تنمية وتهذيب النفس وضبط رغباتها ولنعلم أننا لن ننتصر على بني صهيون إلا بتحقيق النصر على ما حاولوا أن ينشروه من رذائل ومعاصي وآثام فينا ..
لننتصر على أنفسنا بالرقي بها إلى مكارم الخلق والعمل ..
ولننصر إخواننا بكل ما نستطيع وبما يمليه علينا ديننا الحنيف
في ظل طاعة ولاة أمورنا حفظهم الله ….
أدع لكم مناقشة تلك العناصر إن رأيتم أنها جديرة بالمناقشة في هذه الساعة لنستفيد ونستوعب الحدث ..

أخوكم
عبدالله عواد [/COLOR]


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com