سعوديون .. بلا هوية ضحية الزواج من أجنبيات ..700 حالة زواج من سوريا سنوياً يقابلها 100 حالة طلاق


سعوديون .. بلا هوية ضحية الزواج من أجنبيات ..700 حالة زواج من سوريا سنوياً يقابلها 100 حالة طلاق



[COLOR=blue]إخبارية عرعر – عبد الله الخدير،فواز القاران[/COLOR] :

الأبناء هم من يجني نتائج انفصال والديهما وضحية لزواج لم يكتمل سواء كان الهدف منه مادي أو وقتي والاستهتار بنتائجه، ولا ينتهي الأمر عند الطلاق، وتزاد النتائج سلباً عندما يكون الآباء والأمهات من دولتين مختلفتين، حيث يحرم الأبناء من أحد الوالدين والذي عادة ما يكون الأب، فينشأ الابن بعيداً عن والده الذي قد يتخلى عنه لمجرد التنازل عن النفقة، وتمتد النتائج السلبية للزواج من الأجنبيات من عدم سؤال الأب عن أبناءه وعدم الحرص على متابعتهم، مما يجعل هؤلاء الابناء يشكلون عبئاً على سفارات المملكة.

[COLOR=blue] سبعيني يتزوج من ابنة 17 ربيعا[/COLOR]
وخلال زيارة "الوطن" لسفارة المملكة في سوريا التقت عدد من الحالات كان أولها، وهي أمينة بطحيس (أم محمد) والتي تطلقت بعد 9 سنوات من الزواج، وقالت "عندما كان عمري 17 عام تزوجت رجلا في السبعينات من عمره، بسبب الظروف المادية الصعبة التي كانت تعيشها أسرتي، ولكن الزواج لم يستمر أكثر من 9 سنوات حيث انتهى بالطلاق".

وتضيف "خلال السنوات الـ8 للزواج كنت أسكن مع أسرتي في سوريا، وفي كل عام يأتي زوجي وانتقل للإقامة معه حتى يعود إلى المملكة ومن ثم أعود للعيش مع أسرتي"، وتتابع "وفي العام التاسع لزواجنا أصطحبني معه إلى المملكة وعشت بين أبناءه من زوجته السعودية، لكن لم استطع أن أتحمل العيش معهم أكثر من 4 أشهر، لأنه وأبناءه أخذوا في مضايقتي كثيراً مما جعلني أقبل بالطلاق بعد أن جردت من كل شيئ مقابل أن يبقى أبني محمد والذي لم يبلغ حينها 3 أعوام في حضني".

وتضيف أم محمد "توقعت أن تنتهي المعاناة وأن أبدأ أنا ومحمد حياة جديدة إلا أن ذلك لم يدم بسبب ظروف أبني الصحية حيث يعاني من ضعف حاد في النظر وتكسر في خلايا الدم يستدعي تغيير دمه سنويا بمبلغ يتجاوز 25000 ليرة"، وتتابع "وبسبب تخلي والده عنه تماماً جعلني أعمل في نظافة أحد الأندية الصحية براتب لا يكفي مصروفنا وأجار المنزل الذي نسكنه".

[COLOR=blue] تجهل أسباب طلاقها[/COLOR]
ولم تختلف قصة سحر عن سابقتها كثيراً، لكنها تجهل سبب طلاقها الذي مضى عليه حوالي 18 عام، وتقول سحر "عندما كان عمري 22 عام تزوجت من رجل يكبرني بـ13 سنة وهو متزوج ولديه أبناء، وتزوجته بعد أن تقدم إلى عائلتي عن طريق أحد معارفنا، وانتقلت معه إلى المملكة للعيش وعندما قرب موعد ولادتي استأذنته لأنجب ابننا (محمد) عند أهلي وأذني لي"، وتضيف "وبعد وصولي تفاجأت به يرسل ورقة الطلاق دون أي سبب".

وتضيف "كرست حياتي لتربية محمد الذي حرم من رؤية والده، مثلما حرمت أنا من رؤية ابنتي التي تعيش مع والدها في المملكة، ورفضت الزواج حرصا على تربية ابني الذي أصبح حافظاً لكتاب الله،ومن أوائل الطلبة في دراسته، ولكي يتحقق ذلك علمت في أحد مشاغل السيدات".

ولا تنسى سحر ما عانته عندما احتاج ابنها محمد لإجراء عملية، وتقول "أبو محمد لم يقف مع أبنه عندما احتاج لمبلغ 10 آلاف ريال سعودي لإجراء عملية جراحية، كما أنه لم يقدم خلال الـ18 سنة الماضية أي مصروف، والآن لايوجد لنا أي دخل سوى 40 دولار نتقاضاها من جمعية أواصر"، وطالبت أم محمد المسؤولين في المملكة حل مشكلتها بتجديد أوراق أبنها الثبوتية المنتهية والتي جعلته يعيش في وضع صعب أثر عليه نفسياً، وكذلك السماح لها برؤية أبنتها في المملكة التي حرمت حتى من سماع صوتها.

[COLOR=blue] ابن زوجها يحاول إجهاضها[/COLOR]
من جانبها أثنت ريم الزعيم على معاملة زوجها لها، وقالت "تزوجت من رجل يكبرني بـ37 عام واستمر الزواج لمدة 8 سنوات وكان يعاملني معاملة حسنة"، وتضيف "لكن أبنه الأكبر أخذ في تنغيص حياتي عندما علم أنني حامل حتى أنه في إحدى المرات حاول التسبب في إجهاضي، وزاد المنغصات بعدما أنجبت أبنتي حصة، إلى أن وصل الأمر إلى الطلاق مقابل أن أتنازل عن المطالبة بحقوقي وهو ما تم لهم، وما أن وصلت إلى سوريا إلا ونبأ وفاة طليقي تصلني".

حصة بلغت من العمر 16 عاماً لم تتمكن فيها من رؤية أحد من أخوانها، تقول "لم تنقطع محاولاتي المتكررة من الاتصال بهم ومحاولة التواصل معهم لكن دون جدوى إلى أن وصل الأمر إلى إغلاق هواتفهم" وتضيف "ورغم حاجتي الماسة لهم عندما أدخلت المستشفى وأجريت لي عمليتين لم يسألوا عني ولم يساعدوني في دفع تكاليف العملية واحتجزت في المستشفى بعد أن رفض أخوتي الدفع، ولم أخرج إلا عندما تكفل رئيس شؤون الرعايا في سفارة خادم الحرمين الشريفين في دمشق آنذاك فواز بن نايف الشعلان وزملاءه العاملين في السفارة بجمع المبلغ ودفع تكاليف المستشفى".

الآن حصة وبعد أن يئست من أن يتحقق لها الشعور بأن لديها أخوة لا تريد منهم سوى تجديد جواز سفرها وأوراقها الثبوتية المنتهية والتي أوقفت بسببها لدى السلطات السورية في إحدى المرات ونصيبها من تركة والدها.

[COLOR=blue]سوريا تضم أكبر عدد من الرعايا[/COLOR]
وعن أوضاع أبناء السعوديين من سوريات خارج المملكة أوضح سفير خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز العيفان في دمشق بأن جمهورية سوريا تعتبر من أكبر الدول التي تضم عدد من الأبناء السعوديين، وقال "تقدم السفارة المساعدة لهم عن طريق جمعيتين تساندان الدور الذي تقوم به السفارة هما جمعية الأيتام والعجزة السعوديين، وأواصر، والأولى كانت تقدم المساعدات المادية والعينية والتدريب، لكن تضاءل دورها في السنوات الأخيرة بسبب ضعف الأمكانيات وبقيت جمعية أواصر".

[COLOR=blue] 700 زواج سنوي من سوريا [/COLOR]
من جهته، كشف رئيس شؤون الرعايا بسفارة خادم الحرمين الشريفين، عبدالمنعم عبدالرحمن المحمود بأن زواج السعوديين من السوريات في ازدياد، وأضاف "معدل الزواج من سوريا حوالي 700 حاله سنويا"، وتابع "وأغلب المتقدمين للزواج كانوا متزوجين سابقا، كما أن المهور وتكاليف الزواج في المجتمع السعودي لم تعد سبباً للجوء للزواج من الخارج ولم تعد عقبة أمام الراغبين من الزواج من سعوديات".

وأضاف المحمود بأن هناك 100 حالة طلاق سنوياً أضافت للسفارة عبئاً على حساب قضايا أخرى أهم، مرجعا سبب الطلاق إلى "سوء الاختيار في أغلب الزيجات ولعدم التكافؤ خصوصاً في العمر ووقوع بعضهم في مصائد سماسرة الزواج".

وأتهم المحمود بعض المواطنين بالاستهتار وعدم المسؤولية حينما يقومون بترك زوجاتهم وأطفالهم في سوريا دون أن يستخرج لهم وثائق مؤكداً بـ"أن الهدف من الزواج لديهم لم يكن الاستقرار".
كما أوضح المحمود بأن أغلب حالات الطلاق التي تتم تكون بالخلع وبطرق قانونية لكنها ملتوية ودون إبلاغ الزوج أو السفارة ويترتب على هذه المخالعة وضع أسم الزوج على قائمة الترقب عبر المنافذ الحدودية ليتم القبض عليه حين دخوله الأراضي السورية إلى أن يقوم بدفع الالتزامات المالية (المؤخر).

وأضاف المحمود بأن أبرز المشاكل المترتبة على الطلاق تتعلق بالنفقة وبحضانة الأطفال التي تعطي الأم الحق في حضانة الأطفال حتى بلوغ 13 عاماً للولد والفتاة حتى سن 15 عاماً، وأضاف "والحضانة لا تسقط عن الأم حتى بعد زواجها فالحضانة لا تنتقل للزوج وإنما لوالدتها إلا إذا كان هناك اتفاق بينهما وذلك حسب الأنظمة في سوريا".

وعن الضوابط المعمول بها عند تقدم أي شخص للزواج من سوريا قال "هناك ضوابط لدى السفارة تساعد الراغبين في الزواج على الاختيار، من أهمها خلو سجل الزوجة ووالدها من السوابق حرصاً من السفارة على أن يكون اختيار الزوجة من أسرة سوية وحسنة السيرة والسلوك، بالإضافة إلى سلامة الزوجة من الأمراض بموجب الكشف الطبي".


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com