إخبارية عرعر – بدر الحمادي:
أشاد الكاتب بالشأن الثقافي بجريدة الوطن مازن العليوي
برواية صبرا للأستاذ سعيد بن شهاب عضو النادي الادبي بالحدود الشمالية وقال:
تندرج رواية "صبرا" للكاتب السعودي سعيد شهاب الصادرة عن دار النفائس ضمن الروايات التي ترتكز في بنيتها الرئيسية على تجربة عربي في دولة غربية. في رواية "صبرا" أكثر من محور متفرع عن المحور الأساسي والمتمثل بقصة حب عنيف. وفيها جانب مجتمعي يتداخل مع جانب نفسي من خلال متناقضات ثقافتي الشرق والغرب، وفيها جانب معرفي من خلال وصف معالم باريس التي تدور فيها أغلب أحداث الرواية، وفيها جانب مأساوي تظهر فيه أوجاع حرب لبنان الأهلية، بالإضافة إلى جوانب أخرى كثيرة.
يعيش الكاتب مع أبطال روايته، فيتحدث بصيغة المتكلم عن "عمار" القابع بين ذكرياته. يُدرج اسمه في بعثة وظيفية تدريبية إلى فرنسا لدراسة نظام البريد الجديد. وهناك يرى مشاهدَ جديدة عليه، ويلتقي مع لبنانية خمسينية في بهو الفندق. ويرافقها لاحقا إلى معرض لمواد التجميل مع ابنة أخيها "صبرا" التي يتآلف معها ويرتاح لحضورها، وبتقربه منها أكثر يتذكر زواجه العاثر وعدم انسجامه مع زوجته.
ترحل العمة، وتختفي "صبرا" ثم تظهر، يبوح لها بمشاعره. تتداعى الأحداث. يتقاربان أكثر، وبمرور الأيام تصارحه بمشاعرها لكنها تريد تغليب العقل والحكمة فهو متزوج وأب لطفلين. تقترب العودة التي لا بد منها بعد نهاية التدريب، لتتنازعه المتناقضات بين ما يحب وبين الواقع.
يطرح الكاتب بعض المفارقات في ثنايا الرواية لنرى وجوها عربية ولهجات خليجية في مقاهي باريس منها ما يمارس سلوكيات خاطئة،
ويبيّن صدمة صاحبه الذي انتقل من مجتمع "لا يرى فيه المرء سوى أمه وأخته إلى مجتمع لا يرى مانعا في العلاقة بين اثنين أيا كانا".
يصل "عمار إلى مطار جدة وقد قرر الزواج من حبيبته. بعد انتهاء طقوس استقباله التقليدية من قبل الأهل، يبدأ بإجراءات الموافقة الرسمية على الزواج من خارج البلد. ترى زوجته الطلب فتكتشف أمره، لتبدأ مشاكله مع أهله وأهل زوجته ثم يحاول الهروب بعد طعن شقيق زوجته الذي تهجم عليه. يصل فرنسا، يجد والد "صبرا" قد توفي وهي رحلت إلى حيث لا يعلم أحد. يعود لواقعه بعد الصدمة، ويفكر بطفليه، يصل إلى جدة وينوي أداء العمرة.
أخيرا، أجاد الكاتب في التفاصيل السردية وبيان المتناقضات المجتمعية والحالات السيكولوجية الداخلية، وعرّج على بعض السلوكيات الخاطئة التي تمارس في مجتمعه، محاولا تصحيح مفاهيمها. وكل ذلك لم يخلّ بالبنية الأساسية للعمل الذي لا يؤخذ عليه سوى إقحامه للكثير من أبيات الشعر التي عطّلت المسار السردي في بعض المقاطع.
يجدرب الذكر أن رواية صبرا متوفرة في مكتبة المهند بعرعر.
