إني أتنفس تحت الماء


إني أتنفس تحت الماء



[COLOR=darkred][SIZE=5][ALIGN=CENTER][U][B]إني أتنفس تحت الماء[/B][/U][/ALIGN][/SIZE][/COLOR]

يستطيع الإنسان البقاء تحت الماء دون تنفس دقيقة واحدة وهذا مثبت علمياً ، ولكن هناك من منحه الله قدرات خاصة يستطيع أكثر من ذلك ، بحد لا يتجاوز في الغالب ربع ساعة ، ولكن ما رأيكم لو أخبرتكم أنكم تستطيعون العيش تحت الماء لعدة أيام ؟

نعم لعدة أيام دون أن يكون لديكم قدرات مختلفة عن الشخص العادي ، سأحدثكم كيف يتم ذلك ، ولكن قبلها سأحدثكم عن كيفية حصولي على هذه المعلومة ، حيث قرأت للروائي الأمريكي الشهير دان براون رواية الرمز المفقود ، وهي بالطبع لا تختلف كثيراً عن روايته الرائعة وخصوصاً روايته الأشهر شيفرة دافنشي ، ومن قرأها يدرك كمية المعلومات والأسرار والفن الطاغي في ثنايا سطور هذا الرجل ، بشكل يجعلنا نفكر كثيراً في مصير رواياتنا العربية !

المهم ذكر براون في روايته أن بطله البروفيسور روبرت لانغدون (و هو شخصية خيالية ظهر في رواية شيفرة دا فينشي وملائكة وشياطين وفيلم شيفرة دا فينشي وفيلم ملائكة وشياطين وفي رواية الرمز المفقود). وهو عالم رموز و بروفيسور في جامعة هارفرد . حيث تم وضعه في تابوت مغلق وفتح عليه الماء حتى أغرقه تماماً ، ولأن روايات براون قائمة على الحقائق العلمية التي تزين الخيال العلمي فقد فسر كيف ظهر البطل من جديد بعدما تيقنا أنه مات ورحل في الوقت الذي يجب أن لا يرحل فيه وفق سياق الخط الدرامي للرواية ، وكانت المفاجأة العلمية هي أن التابوت كان مغموراً بمادة البروفوروكربون وهي مادة يمكن التنفس من خلالها ، وسأزودكم ببحث انترنتي باللغة الانجليزية للأستاذ خلدون عزام (استعنت به لمعرفة تفاصيل هذه المادة التي تجاهلها الشيخ google عند البحث باللغة العربية ) .

البروفوروكربون ببساطة سائل يمكن التنفس فيه، وبالطبع تم عرضه في أفلام هوليوود التي أطلقت الشرارة الأولى لفكرة هذا السائل ، ثم استخدمت وكالة ناسا هذه التقنية بعد تحويلها إلى حقيقة لا مراء فيها ، وعملت على تطويرها، لدعم مشاريع الفضاء والمشاريع العسكرية،

وقد اكشفت الوكالة أن مادة البروفوروكربون المحتوي على الأكسوجين يمنح الغطاسين القدرة على الغوص في أعماق الماء دون المعاناة من مشاكل الغوص التقليدية، كما إن الطيارين المزودين بجهاز تنفس سائل يمكنهم تحمل قوة الطرد المركزية أكثر بكثير من المعتاد، أما مستقبل هذه التقنية فهي غمر رواد الفضاء في هذا السائل وإدخالهم في حالة سبات من اجل مساعدتهم على تحمل السفر الطويل عبر الفضاء .

وفيما يتعلق بأحواض التجريد الحسي أو أحواض التأمل (والتي ذكرها براون في روايته الكنز المفقود ) ، فلها استخدامات أخرى غريبة حيث يعيش المتطوع في حالة تأمل بدماغ هادئ عبر إبعاد وتنحية جميع المعلومات الحسية. من النور والصوت والروائح واللمس والجاذبية في تجربة مشابه لتجربة الجنين في الرحم..
وقد استخدمت أيضاً كطريقة تعذيب في سجون وكالة المخابرات المركزية (CIA ) والتي تفنن عادة في أساليب تعذيب ضحايا العالم الثالث، حيث يغمر المستجوب بالسائل بطريقة تشبه الغرق، وعندما يدخل السائل في رئتيه، يصاب بغيبوبة نتيجة الصدمة ويظن أنه مات ، ويتم تكرار هذه العملية حتى يفقد المستجوب إحساسه بالمكان والزمان ويبوح بما عنده تماماً كالمنوم مغناطيسياً .

لقد تطور العلم كثيراً ، وتطور فن الرواية أيضاً ، ولا زلنا نحن العرب نمرح في فضاء الملذات وضياع الوقت ، حتى غمرتنا شهواتنا في سائل سلبي لم نفق منه حتى الآن إلا بأغنية إني أتنفس تحت الماء !

[COLOR=blue]منيف خضير
Mk4004@hotmail.com[/COLOR]


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com