مــــــــزنه


مــــــــزنه


[COLOR=blue][SIZE=5][ALIGN=CENTER][U][B]مــــــــزنه [/B][/U][/ALIGN][/SIZE][/COLOR]

في بداية كل سنه هجرية يتداول الناس أخباراً حول قدوم مزنه بعد غياب عام كامل ، وأرى في أعينهم فرحاً واضحاً في مقدمها ، مما أثار لدي العديد من التساؤلات حول مزنه !! من تكون ؟ ولماذا يحبها الناس كل هذا الحب ؟ ويترقبون قدومها بهذا الشغف فسألت أحدهم من هذه التي تنتظرونها بفارغ الصبر ، فأجابني هذه مزنه وقد ارتسم على وجهه علامة تعجب كبيرة لأنني لا اعرفها ! ، فقلت له ومتى سوف تأتي فقال لي في شهر واحد من كل عام هجري تأتي مزنه وهي تحمل لنا الهدايا ، فقلت له أتعطيكم الهدايا ، فقال نعم فهي كريمة جداً ، ففرحت بهذا الخبر، وهرعت مسرعاً لبيتي وارتديت أفضل الثياب التي قد استدنت ثمنها فرحاً بمقدم مزنه وقلت لأطفالي لدي خبر سار لكم مزنه سوف تأتي وتوزع علينا الهدايا هيا بسرعة البسوا أفضل الثياب لديكم لنخرج ونترقب قدومها أمام بيتنا المستأجر ، وبالفعل قمنا بذلك وانتظرنا مقدم مزنه حتى منتصف الليل ولكن للأسف لم تأتي ، ونحن على هذا الحال فإذا بصبي مر مسرعاً وبيده حلوى يلعقها ، فقلت له يا بني هلا سمحت لي. أريد أن أسألك سؤال فقال لي تفضل فقلت له ألم ترى مزنه فقال لي أين أنت يا عم لقد أتت وذهبت وهي من أعطتني هذه الحلوى فنظر لي أطفالي وقد ارتسمت على وجههم خيبة الأمل وهم أيضاً ينظرون بنفس الوقت للحلوى التي بيد الصبي ويريدون مثلها ، فحاولت أن ألطف الجو فقلت للصبي هل بالإمكان أن تصف لنا شكل مزنه هذه فنحن منذ الصباح الباكر ونحن ننتظرها فرحاً بمقدمها وكما ترى أطفالي معي فلا يرضيك أن نعود صفر اليدين فقال لي هي هذا العام أجمل من الأعوام الماضية وقد أحضرت هدايا كثيرة جداً فسألته من الغريب أنها لم تمر من هنا فقال هي لا تمر إلا من طرق معينه فقلت له هل بالإمكان أن تصف لي هذه الطرق كي انتظرها في العام القادم أنا وأطفالي إن شاء الله فقل لن تستطيع ذلك لأنه لا يدخل هذه الطرق إلا من لديه تصريحاً بذلك فقلت إذن الأمر سهل سوف أستخرج تصريحاً لذلك فقال يا عم الأمر أصعب مما تتخيل لن تستطيع ذلك ، فقلت له يا خسارة كنت أتمنى أن أرى مزنه فلطالما سمعت عن جمالها وعن كرمها المفرط ، كنت أتمنى أن أقول لها أنا من احد أبنائك وأنتظرك منذ واحد وثلاثين عام ولدي خمسة أطفال كلهم ينتظرونك لطالما حلمت بأن أراك وفي هذه اللحظة سألني الصبي ماذا تريد منها ! فقلت له أريد أن أراها لا أريد منها شيء لي مع أنني أحتاج لكثير من الأمور فقال لي ماذا تحتاج فقلت أحتاج أرض تكون لي أضع عليها حجراً يؤويني أنا وأطفالي لا أريد شيء آخر فقال سوف أختصر عليك الطريق لا تنتظر مزنه فهي لا تهدي مثل هذا النوع من الهدايا فقلت له اذا صدق المثل الشهير الذي يقول

( الله يرحم مزنه ) !!!!

[COLOR=blue]
كتبه:

عبدالرحمن بن علي[/COLOR]


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com