نريد رؤوساً تتدحرج


نريد رؤوساً تتدحرج



[COLOR=darkred][SIZE=4][ALIGN=CENTER][U][B]نريد رؤوس تتدحرج[/B][/U][/ALIGN][/SIZE][/COLOR]

كارثة جدة بجزأيها الأول , والثاني , والله يستر من إنتاج أجزاء أخرى قادمة لا سمح الله , كشفت الكثير من الأمور الغائبة عن الجميع , وأظهرت بقوة مدى وصول الفساد لمراحل كبيرة لا يمكن القضاء عليه بسهولة , والذي أصبح ينهش خيرات الوطن , والمواطن دون وجود حسيب , ولا رقيب , لأن الوضع العام لا يبشر بخير ليس في مدينة جدة فقط . بل في كل أنحاء مملكتنا الحبيبة , لأن كل البنى التحتية لدينا , وللأسف صفر على الشمال, ولذلك ما لم تبادر الدولة رعاها الله بالبحث , والتقصي عن كل المشروعات التي عملت سابقا , والتي تعمل حاليا , والكشف عن جودتها , ومدى مطابقتها للشروط المطلوبة , وتحقق الأمن والسلامة للمواطنين , فسوف نندم أشد الندم , ونقول بصوت عال رحماك يا رب , فالوضع بكل أمانة خطير جدا , ولا يبشر بخير , ولذلك أطالب ملكنا الغالي محبوب الشعب أطال الله عمره سنين مديدة أن يضرب بيد من حديد على كل من تسوّل له نفسه العبث بحياة الناس , وتعريضهم للموت كي ينال هو لوحده الملايين , وليتها تشبعه بل يريد المليارات لأن من أمن العقوبة أساء الأدب , وكما يقال المال السايب يعلم السرقة , فالدولة ترصد المليارات للأمانات , وللتعليم , وللصحة , ولغيرها من الوزارات , وفي النهاية أكثر من 50 % من هذه المليارات تذهب لجيوب الشركات , والمؤسسات الكبيرة ( الهوامير ) , وهناك من ترسوا عليه المناقصات بمئات الملايين , ويعطي الفتات منها لبعض الشركات الصغيرة , والتي هي حبر على ورق في أغلبها , فالأيدي العاملة من كل بستان زهرة , ولذلك تتعطل المشاريع , وتقل الجودة , ويدهن السير , ويحدث الغش للأسف , وفي النهاية مشاريع ضخمة في الصور فقط , وفي الواقع هي مبان آيلة للسقوط , وبعد كم سنة تدرج تحت بند الترميم , وهلم جرى في أغلب المشاريع لدينا , ولذلك مليارات مهدرة , ومشاريع معطلة , وفساد إداري , ومالي في تنامي كبير في أرض بلاد الحرمين , و لا نستغرب العمر الزمني القصير لجل مشاريعنا التنموية , ونشكر الله جل جلاله أنه لازال يرحمنا , ويعطينا الفرصة تلو الأخرى كي نبدأ بالمحاسبة الحقيقية لكل الحرامية الذين عاثوا بالأرض فسادا من خلال مشاريع أقرب ما يقال لها بالعامية ( لصمقة ) (أي مش حالك ) فسرعان ما تنكشف مع أول قطرة ماء , أو مع هبة ريح , كما يحدث حاليا في مدينة جدة المنكوبة , ولذلك إذا لم تتدحرج الرؤوس على الأرض من أجساد الفاسدين الخائنين لدينهم , ولوطنهم , ويشهّر بهم , وبمن يساندهم , وينالون العقوبات الرادعة التي لا رأفة , ولا رحمة فيها فلن تقوم لنا قائمة بعد اليوم , وسوف نندم أشد الندم , فمدينة جدة هي البداية , وهي جرس الإنذار الأخير لعلها تجد من يهب لنجدتها , ولكن هيهات ثم هيهات , نتحرك وقت الكوارث فقط , ونخفي آثارها المدمرة , وقصصها المؤلمة , ونطمس الحقائق , ونقلل من الوضع الخطير, على الرغم من مليارات رصدت العام الماضي , ومع هذا لم نجد حلول على أرض الواقع , وكما يقال بالعامية (سميّره هي سميّره ) , ولذلك مليارات الدولة أصبحت تذهب للجيوب مباشرة دون حسيب , أو رقيب , ولذلك , وهذا الأهم ماذا نفعل في المستقبل عندما نجد أنفسنا محاصرين بالسيول من كل الجهات ؟!! هل لدينا الثقة بمن يعمل على تشيد البنى التحتية لنا في ظل أحداث مدينة جدة الكارثية ؟!! وهي من أكبر مدن المملكة , أم ندخل دورات في السباحة , والغوص , وننام , وسترة النجاة ندرجها ضمن الملابس الداخلية لنا ؟!! أم نشتري قوارب مطاطية , ونعلم أفراد أسرتنا كيفية التجديف ؟!! الوضع خطير , ولكن لا حياة لمن تنادي , وقت الكوارث خذ عيال , وخذ فزعات , ولكن لا يوجد عمل منظم متعوب عليه بدليل العشوائية التي صاحبت عمليات الإنقاذ في مدينة جدة , وكذلك عدم وجود لجان تطوعية مدربة في جميع مناطق المملكة يستعان بها وقت الأزمات , أو الكوارث , وكأننا دولة بدائية , ولذلك , وهذا الأخطر , وهي المصيبة القادمة وجود مدن , وقرى كثيرة في مختلف المناطق على شفى حفرة تنتظر أي ظروف مناخية غير متوقعة كي تنهار , وحينها لن ينفع الندم , أو البكاء على اللبن المسكوب , يكفينا أنانية يكفينا تخاذل يكفينا غباء , فأراوح البشر ليست لعبة في أيدي من لا يخافون الله , وهمهم الأكبر جمع المليارات , والوطن والمواطن آخر الاهتمامات هذا أن كنا على بالهم من أساسه , ولذلك سيول جدة كشفت للجميع بكل وضوح مدى حجم الفساد الكبير الموجود لدينا , وكشفت كذلك مدى حاجتنا للتنظيم , وللتخطيط السليمين للتغلب على مثل هذه الظروف من إنقاذ المحتجزين , وإيواء المنكوبين ,وتدريب المتطوعين , وتأمين السكن , والغذاء , والدواء في زمن قياسي حتى نعطي المواطن ارتياح نسبي بأن هناك خطط إستراتيجية فاعلة تساهم في المحافظة على حياته , وحياة من يعول وقت الظروف غير الطبيعية , والسؤال الأهم هل استوعبنا دروس سيول جدة المجانية ؟!!! فالظاهر لي بأننا لازلنا مكانك سر , وأن كان هناك تحرك فهو تحرك بسيط كتحرك سلحفاة للأمام تشكو من وعكة صحية !!! فمتى بالله عليكم سوف تصل لخط النهاية ( خط النجاة ) وهي مريضة لا تستطيع الحراك علاوة على أنها مضرب المثل في البطء الشديد ؟!! وهذه الوضع المؤلم لنا ينطبق عليه المثل المصري الشهير القائل ( جيتك يا عبد المعين تعين لقيتك يا عبد المعين تنعان‏ ) !!!!

[COLOR=darkred][ALIGN=CENTER][U]والله من وراء القصد[/U][/ALIGN][/COLOR]

[COLOR=blue]بندر عقلا الخمعلي

محرر جريدة الرياضي بمنطقة الحدود الشمالية[/COLOR]


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com