حكم المظاهرات


حكم المظاهرات



[COLOR=darkred][SIZE=5][ALIGN=CENTER][U][B]حكم المظاهرات [/B][/U][/ALIGN][/SIZE][/COLOR]

الحمد لله وحده وصلى الله وسلم وبارك على من لا نبي بعده، أما بعد؛

فإن المتأمل في واقعنا المعاصر وما تعيشه أمتنا الإسلامية في كثير من أنحائها من انفراط الأمن وحلول القتل وكثرة النهب وغير ذلك – مما يتفطر له الفؤاد ويتقطع من أجله القلب- ليدرك بثاقب نظره أن هذا كان بسبب إغفالها لتعاليم ربها، وتركها ما أمرت به من التمسك بالشريعة الغراء التي ضمن الله لمن أخذ بها ألا يضل ولا يشقى، كما في قوله سبحانه وتعالى: “فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى”(طه:123)، ومن ذلك: ما أمر الله به -سيما في أوقات الأزمات- من جمع الكلمة وتوحيد الصف وتأليف القلوب، إذ أن هذا الشأن من شأنه تجنيب الأمة ويلات الحروب المدمرة والصراعات المفرقة والنزاعات الموهنة”وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ”(الأنفال:46).

ثم إن هذا الأمر-أعني اجتماع كلمة أهل الإسلام- مقصد جاءت الشريعة بتحقيقه، ومطلب حرصت على تحصيله، وهدف سمت إلى تكميله، وعليه؛ فكل ما ناقض هذا الأصل وعارضه، فهو محرم ولا يجوز، ومن ذلك: دعوة بعضهم إلى المظاهرات التي نعتوها زورا ووصفوها كذباً بأنها سلمية، وأنها تهدف إلى الإصلاح فحسب. ولست أدري أهم يكذبون على أنفسهم، أم هو التسويق لباطل علموه، وشر أضمروه، ومنكر أرادوه.

وكلنا يدرك ما ينجم عن المظاهرات من قتل لأنفس بريئة وسفك لدماء معصومة ونهب لأموال ممنوعة، وانتهاك لأعراض مصونة. وما طيب العيش بعد هذه الأركان!!.

وصدق النبي r إذ قال فيما خرجه أبو داوود مَن حديث الْمِقْدَادِ بْنِ الأَسْوَدِ قَالَ: ايْمُ اللَّهِ لَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ r يَقُولُ « إِنَّ السَّعِيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الْفِتَنَ، إِنَّ السَّعِيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الْفِتَنَ، إِنَّ السَّعِيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الْفِتَنَ».

نعم: إن من السعادة أن تُجنب الفتنَ أيها العبد، فلما السعي لها، والدعاء إليها؟!!

ولما كانت المظاهرات من النوازل المستجدة في حياة الناس، فالمرجع في بيان حكمها إلى العلماء الراسخين في العلم، لا إلى المتهورين المتسرعين في الفتيا- وما أكثرهم، لا كثرهم الله-

ألا وإن العلماء قد بينوا لنا حكمها وجلوا لنا حقيقتها، فمن ذلك: فتوى اللجنة الدائمة برئاسة الشيخ العلامة: عبد العزيز بن باز، وعضوية كل من العلماء الأجلاء الأفذاذ:

بكر أبو زيد، صالح الفوزان، عبد الله بن غديان، عبد العزيز آل الشيخ، حيث قالوا:

“ننصحك وكل مسلم ومسلمة بالابتعاد عن هذه المظاهرات الغوغائية التي لا تحترم مالا ولا نفسا ولا عرضا، ولا تمت إلى الإسلام بصلة، ليسلم للمسلم دينه ودنياه، ويأمن على نفسه وعرضه وماله”.

وهكذا قالت هيئة كبار العلماء في بيانها الصادر بتاريخ:1/4/1432، ومن جملة ما ذكروه –وفقهم الله لكل خير-:

“فإن الهيئة تؤكد أن للإصلاح والنصيحة أسلوبها الشرعي الذي يجلب المصلحة ويدرأ المفسدة ، وليس بإصدار بيانات فيها تهويل وإثارة فتن وأخذ التواقيع عليها ، لمخالفة ذلك ما أمر الله عز وجل به في قوله جل وعلا (( وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لا تبعتم الشيطان إلا قليلاً )) (النساء:83).
وبما أن المملكة العربية السعودية قائمة على الكتاب والسنة والبيعة ولزوم الجماعة والطاعة فإن الإصلاح والنصيحة فيها لا تكون بالمظاهرات والوسائل والأساليب التي تثير الفتن وتفرق الجماعة ، وهذا ما قرره علماء هذه البلاد قديماً وحديثاً من تحريمها ، والتحذير منها .
والهيئة إذ تؤكد على حرمة المظاهرات في هذه البلاد ، فإن الأسلوب الشرعي الذي يحقق المصلحة ، ولا يكون معه مفسدة ، هو المناصحة وهي التي سنها النبي r وسار عليها صحابته الكرام وأتباعهم بإحسان” .

وسئل الشيخ العلامة الفقيه: محمد ابن عثيمين: هل تعتبر المظاهرات وسيلة من وسائل الدعوة الشرعية؟ فقال: المظاهرات أمر حادث، لم يكن معروفا في عهد النبي r ولا في عهد الخلفاء الراشدين، ولا عهد الصحابة – رضي الله عنهم -. ثم إن فيه من الفوضى والشغب ما يجعله أمرا ممنوعاً؛ حيث يحصل فيه تكسير الزجاج والأبواب وغيرها، ويحصل فيه أيضاً اختلاط الرجال بالنساء، والشباب بالشيوخ، وما أشبه ذلك من المفاسد والمنكرات، وأما مسألة الضغط على الحكومة فهي إن كانت مسلمة فيكفيها واعظاً كتاب الله وسنة رسوله r وهذا خير ما يعرض على المسلم، وإن كانت كافرة، فإنها لا تبالي بهؤلاء المتظاهرين وسوف تجاملهم ظاهراً وهي ما هي عليه من الشر في الباطن، لذلك نرى أن المظاهرات أمر منكر. وأما قولهم إن هذه المظاهرات سلمية، فهي قد تكون سلمية في أول الأمر، أو في أول مرة، ثم تكون تخريبية، وأنصح الشباب أن يتبعوا سبيل من سلف فإن الله I أثنى على المهاجرين والأنصار وأثنى على الذين اتبعوهم بإحسان.

وقال العلامة المحدث الفقيه الألباني:

لا تزال بعض الجماعات الإسلامية تتظاهر بها، غافلين عن كونها من عادات الكفار وأساليبهم التي تتناسب مع زعمهم أن الحكم للشعب، وتتنافى مع قوله r:”خير الهدى هدى محمد r “.

وما أجمل ما قاله العلامة ابن باز في هذا الصدد حيث قال جوابا لما ورد إليه من قول السائل: هل المظاهرات الرجالية والنسائية ضد الحكام والولاة تعتبر وسيلة من وسائل الدعوة؟ وهل من يموت فيها يعتبر شهيداً في سبيل الله؟

فأجاب رحمه الله: “لا أرى المظاهرات النسائية والرجالية من العلاج، ولكنها من أسباب الفتن، ومن أسباب الشرور، ومن أسباب ظلم بعض الناس، والتعدي على بعض الناس بغير حق، ولكن الأسباب الشرعية المكاتبة والنصيحة والدعوة إلى الخير بالطرق السلمية، هكذا سلك أهل العلم، وهكذا أصحاب النبي r وأتباعهم بإحسان، بالمكاتبة، والمشافهة مع المخطئين، ومع الأمير ومع السلطان، بالاتصال به ومناصحته والمكاتبة له، دون التشهير في المنابر وغيرها، بأنه فعل كذا وصار منه كذا، والله المستعان”.

فهذه أقوال من رسخوا في العلم، ونهلوا منه حتى نالوا منه نصيبا وافرا. وحسبك أيها المريد للنجاة الطالب للسلامة حسبك بهم حجة بينك وبين الله تعالى.

نسأل الله أن يرينا الحق حقاً، ويرزقنا اتباعه، ويرينا الباطل ويرزقنا اجتنابه، ولا يجعله ملتبسسا علينا، فنظل، إنه جواد كريم. الله آمنا في أوطاننا، وأصلح اللهم أمامنا وولي أمرنا، واجعل عمله في رضاك، وألبسه لباس الصحة والعافية، واجمع اللهم كلمته وإخوانه على البر والتقوى، يا ذا الجلال والإكرام.

وقال العلامة المحدث الفقيه الألباني:

لا تزال بعض الجماعات الإسلامية تتظاهر بها، غافلين عن كونها من عادات الكفار وأساليبهم التي تتناسب مع زعمهم أن الحكم للشعب، وتتنافى مع قوله r:”خير الهدى هدى محمد r “.

وما أجمل ما قاله العلامة ابن باز في هذا الصدد حيث قال جوابا لما ورد إليه من قول السائل: هل المظاهرات الرجالية والنسائية ضد الحكام والولاة تعتبر وسيلة من وسائل الدعوة؟ وهل من يموت فيها يعتبر شهيداً في سبيل الله؟

فأجاب رحمه الله: “لا أرى المظاهرات النسائية والرجالية من العلاج، ولكنها من أسباب الفتن، ومن أسباب الشرور، ومن أسباب ظلم بعض الناس، والتعدي على بعض الناس بغير حق، ولكن الأسباب الشرعية المكاتبة والنصيحة والدعوة إلى الخير بالطرق السلمية، هكذا سلك أهل العلم، وهكذا أصحاب النبي r وأتباعهم بإحسان، بالمكاتبة، والمشافهة مع المخطئين، ومع الأمير ومع السلطان، بالاتصال به ومناصحته والمكاتبة له، دون التشهير في المنابر وغيرها، بأنه فعل كذا وصار منه كذا، والله المستعان”.

فهذه أقوال من رسخوا في العلم، ونهلوا منه حتى نالوا منه نصيبا وافرا. وحسبك أيها المريد للنجاة الطالب للسلامة حسبك بهم حجة بينك وبين الله تعالى.

نسأل الله أن يرينا الحق حقاً، ويرزقنا اتباعه، ويرينا الباطل ويرزقنا اجتنابه، ولا يجعله ملتبسسا علينا، فنظل، إنه جواد كريم. الله آمنا في أوطاننا، وأصلح اللهم أمامنا وولي أمرنا، واجعل عمله في رضاك، وألبسه لباس الصحة والعافية، واجمع اللهم كلمته وإخوانه على البر والتقوى، يا ذا الجلال والإكرام.

[COLOR=blue]د. علي بن جريد
عضو هيئة التدريس بجامعة الحدود الشمالية[/COLOR]


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com