عيد الحب


عيد الحب



الحمد لله هدانا إليه صراطاً مستقيماً وأعزنا بإتباع سيد ولد آدم أجمعين وخصنا بفضائل هذا الدين أحمده سبحانه وأصلى على خاتم النبيين وآله وصحبه أجمعين وبعد:
فإن الواجب على المسلم أن يعتز بدينه ويحمد ربه على نعمة الإسلام فهي أجل النعم وأكبر المنن ومع هذا يغفل كثير من الناس عن العناية والتمسك بها وينسى الصراع بين الخير والشر والحق والباطل وأن أعداء الدين لايملون من صرف المسلم عن دينه بكل وسيلة (ولايزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا)
ومن أظهر وسائل القوم الحرب العقدية التي تستهدف عقيدة المسلمين ومن ذلك فتح باب الشهوات ليلج المسلم المشاركة في أعيادهم الكفرية والوثنية المبتدعة ومن تلك الأعياد (عيد الحب) وهوعيد ديني للنصارى ورثوه عن الرومان الوثنيون وملخص قصته :أن الرومان لما اعتنقوا النصرانية أبقوا على الاحتفال بعيد الحب لكن نقلوه من مفهومه الوثني ( الحب الإلهي ) إلى مفهوم آخر يعبر عنه بشهداء الحب واعتبر ( القديس فالنتين ) شفيع العشاق حيث منع الأمبراطور الجنود من الزواج الذي يشغلهم عن الحروب التي كان يخوضها فتصدى لهذا القرار ( القديس فالنتين ) وصار يجري عقود الزواج للجند سرا فعلم الإمبراطور بذلك فزج به في السجن وحكم عليه بالإعدام وفي سجنه وقع في حب ابنة السجان وكان هذا سراً حيث يحرم على القساوسة والرهبان في شريعة النصارى الزواج وتكوين العلاقات العاطفية ، وإنما شفع له لدى النصارى ثباته على النصرانية حيث عرض عليه الإمبراطور أن يعفو عنه على أن يترك النصرانية ليعبد آلهة الرومان ويكون لديه من المقربين ويجعله صهراً له إلا أن ( فالنتين ) رفض هذا العرض وآثر النصرانية فنفذ فيه حكم القتل يوم 14 فبراير ومن يومها أطلق عليه لقب قديس .وقد جعل البابا من يوم وفاة القديس فالنتين 14/فبراير/270م عيداً للحب .
وقد ثار رجال الدين النصراني على هذا التقليد واعتبروه مفسدا لأخلاق الشباب والشابات فتم إبطاله في إيطاليا التي كان مشهورا فيها ثم تم إحياؤه في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين حيث انتشرت في بعض البلاد الغربية محلات تبيع كتبا صغيرة تسمى ( كتاب الفالنتين ) فيها بعض الأشعار الغرامية ليختار منها من أراد أن يرسل إلى محبوبته بطاقة تهنئة وفيها مقترحات حول كيفية كتابة الرسائل الغرامية والعاطفية.
ومن أهم شعائرهم في هذا العيد :
إظهار البهجة والسرور و تبادل الورود الحمراء تعبيرا عن الحب الذي كان حباً إلهياً عند الوثنيين وعشقاً عند النصارى ، ولذلك سمي عندهم بعيد العشاق .
توزيع بطاقات التهنئة وفي بعضها صورة طفل له جناحان يحمل قوسا ونشابا . وهو اله الحب عند الأمة الرومانية الوثنية تعالى الله عن إفكهم وشركهم علوا كبيرا .
وكثيرا ما كان يكتب في البطاقات عبارة ( كن فالنتينيا ) وهذا يمثل المفهوم النصراني له بعد انتقاله من المفهوم الوثني وتقام حفلات نهارية وسهرات ليلية مختلطة راقصة.
وتشير الإحصائيات إلى أن عيد الحب هو ثاني مناسبة بعد الكريسماس ! فإذا تبين أن عيد الحب من أعياد النصارى وهو في المرتبة الثانية بعد عيد الكريسماس – عيد ميلاد المسيح – فلا يجوز للمسلمين مشاركتهم بالاحتفال في هذا التاريخ لأننا مأمورون بمخالفتهم
ولذلك قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى : ( لا يحل للمسلمين أن يتشبهوا بهم في شيء مما يختص بأعيادهم لا من طعام ولا لباس ولا اغتسال ولا إيقاد نيران بل يكون يوم عيدهم عند المسلمين كسائر الأيام ).
فلايحل لمسلم تبادل التهاني بعيد الحب ، لأنه ليس عيدًا للمسلمين . وإذا هنئ المسلم به فلا يرد التهنئة . قال ابن القيم رحم الله تعالى : ( وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم فيقول : عيد مبارك عليك ، أو تهنأ بهذا العيد ونحوه ، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات ، وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب ، بل ذلك أعظم عند الله وأشد مقتا من التهنئة بشرب الخمر ، وقتل النفس ، وارتكاب الفرج الحرام ونحوه . وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك وهو لا يدري قبح ما فعل ، فمن هنأ عبدا بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه ) وقد سئلت اللجنة الدائمة للإفتاء سؤالاً حول هذا العيد هذا نصه :
يحتفل بعض الناس في اليوم الرابع عشر من شهر فبراير من كل سنة ميلادية بيوم الحب ( فالنتين داي ) ويتهادون الورود الحمراء ويلبسون اللون الأحمر ويهنئون بعضهم وتقوم بعض محلات الحلويات بصنع حلويات باللون الأحمر ويرسم عليها قلوب وتعمل بعض المحلات إعلانات على بضائعها التي تخص هذا اليوم فما هو رأيكم ؟
فأجابت اللجنة : … يحرم على المسلم الإعانة على هذا العيد أو غيره من الأعياد المحرمة بأي شيء من أكلٍ أو شرب أو بيع أو شراء أو صناعة أو هدية أو مراسلة أو إعلان أو غير ذلك لأن ذلك كله من التعاون على الإثم والعدوان ومعصية الله والرسول والله جل وعلا يقول : ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب ) .
ويجب على المسلم الاعتصام بالكتاب والسنة في جميع أحواله لاسيما في أوقات الفتن وكثرة الفساد ، وعليه أن يكون فطناً حذراً من الوقوع في ضلالات المغضوب عليهم والضالين والفاسقين الذين لا يرجون لله وقاراً ولا يرفعون بالإسلام رأساً ، وعلى المسلم أن يلجأ إلى الله تعالى بطلب هدايته والثبات عليها فإنه لا هادي إلا الله ولا مثبت إلا هو سبحانه وبالله التوفيق . ومع شديد الأسف لايفطن شبابنا لهذه الفكرة الخبيثة والعيد الوثني والمشكلة أن منهم من يوقد القضية أكثر مما يوقدها الكفار بالمراسلات والهدايا والرسائل الإلكترونية.
والأدهى والأمر أن بعض التجار يجعل الجشع شعاراً له ولايحفظ دينه فيبيع مايختص بشعائر النصارى ويوفر متطلبات العشاق في ذلك اليوم
قال شيخ الإسلام رحمه الله: “ولا يبيع المسلم ما يستعين به المسلمون على مشابهة الكفار في أعيادهم، وهذا من الإعانة على المنكر”، فلا يجوز للتجار المسلمين أن يتاجروا بهدايا عيد الحب من لباس أو ورود حمراء أو بطاقات تهنئة أو غير ذلك، ومكسبهم على هذا سحت وحرام، لا يرضاه الله تعالى ولا رسوله صلى الله عليه وسلم .
فكيف يفعل أبناء الإسلام شعائر الكفر ويحيون الأعياد الوثنية وهم لايعلمون ويشاركون في يوم هو دعوة للعشق المحرم والغرام والزنا حيث تسباح فيه الحدود في بلاد الغرب باسم الحرية والعيد
فعلى المسلم الحرص على دينه والتمسك بشرع الله والخوف من أن ينزع عنه ربقة الإسلام ولباس الملة “فمن تشبه بقوم فهومنهم ”
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

بقلم :فضيلة الشيخ عواد بن سبتي العنزي
مدير الدعوةوالإرشاد


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com