في مجلس ابن مساعد


في مجلس ابن مساعد



[ALIGN=CENTER] [COLOR=blue]في مجلس ابن مساعد[/COLOR]

كنت قد تشرفت سابقا بلقاء صاحب السمو الأمير عبد الله بن عبد العزيز بن مساعد آل سعود ( أمير منطقة الحدود الشمالية ) في مجلسه الخاص في مزرعة المساعدية قرب عرعر ، وجرياً على عادة سموه الكريم في لقاء أبناء المنطقة وتشجيعهم وتعزيز الجوانب الايجابية لديهم لخدمة دينهم ثم مليكهم ووطنهم ، كان هذا اللقاء المبارك الذي لن يغادر الذاكرة .

ومجلس سموه الخاص مدرسة في صناعة الرجال ، تحفه الأريحية والتبسط مع رجالات المنطقة وأبنائه من مختلف المحافظات والمراكز ، وتزينه عبارات سموه الكريم التي لا تغادر الذاكرة بسهولة ، فهي عبارات خالدة تزينها الحكمة والتجربة التي عرف بها سموه الكريم ، وهذا الأمر لا غرابة فيه وهو الذي نشأ في كنف والده صاحب السمو الأمير عبد العزيز بن مساعد آل سعود ـ رحمه الله ـ ، الذي رباه على الآداب الإسلامية الرفيعة والسجايا العربية الأصيلة. فظهرت صفات القيادة مبكراً في هذا الأمير الشاب حيث تقلد في عام 1/9/1366م وباختيار من جلالة المغفور له الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود ـ طيب الله ثراه ـ تقلد سموه أعمال إمارة منطقة القصيم وهو في ريعان شبابه. وبقي هناك حتى 1/4/1376هـ حيث أسندت إليه أعمال إمارة منطقة الحدود الشمالية، حيث ما يزال حالياً على رأس عمله.

والحديث عن سموه طويل ومتشعب إن أردنا الاستقصاء، ولكن أصدق ما يصدق عليه المثل العربي الذي يقول، الولد سر أبيه” فهو سر أبيه في أخلاقه وسجاياه وأسلوبه في الإدارة.

فسموه كأبية ـ رحمه الله ـ يعتبر الشرع الشريف الأساس الذي يبني عليه أحكامه في ما يعرض عليه من قضايا ومشكلات. ولا يتهاون إزاء أي مخالفة قد تصدر منافية للآداب الإسلامية وأحكام الشرع .

وهو على درجة كبيرة من التقى والورع، فقد نشأة والده رحمه الله على التقوى والصلاح. ويظهر ذلك في أعماله الخيرية الكثيرة ، وبنائه للمساجد في محافظات منطقة الحدود الشمالية وفي بعض مناطق المملكة الأخرى أيضاً على نفقته الخاصة.

وهو مثل والده جريء في الحق، لا يعرف المجاملة فيه، وهو لذلك يكره النفاق والتملق والتزلف، ومن هنا لم يكن للمداهنين والمنافقين مكان في حياة سموه أو في مجالسه.

ومجالس سموه الخاصة لا تختلف عن مجالسه العامة ، فكلاهما تزينه الآداب العامة والخلق الرفيع ، حيث احترام الكبير والعطف على صاحب المظلمة ، حيث كثيراً ما يردد في مجلسه الرسمي للمتظلمين أنه سيكون معهم إن هم صدقوا وسيكون خصمهم إن تجنوا على الغير ، ومن هنا اكتسب سموه مهابة لا تخطئ حدس الزائر فسموه صادق في أقواله وأفعاله ، وهو يتقصى الحقائق دائماً قبل أن يبت في أي قرار ، و لا يتوانى عن مناقشة زائريه وأصحاب القضايا ولا يتبرم من ذلك مهما طال به الوقت ، مردداً أن بابه مفتوح للجميع مستشعراً ذات السياسة التي كرسها مؤسس هذا الكيان المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ـ طيب الله ثراه ـ ، وسار عليها أبناؤه الملوك من بعده ، وسموه الكريم كثيراً ما يستشهد بمواقف المؤسس طيب الله ثراه ، ويتذكر بحب واحترام كبيرين مواقف والده رحمه الله ودوره في مناصرة المؤسس طيب الله ثراه في جهاده لتوحيد المملكة العربية السعودية وعلاقته القوية معه ، وحديثه عن والده حديث المحب من جهة وحديث المعجب من جهة أخرى ، فوالدة رحمه الله بطل من أبطال التوحيد في الجزيرة العربية الذين خلد التاريخ ذكرهم ، ولع أفعال جليلة ساهمت في تطوير المناطق التي تأمر عليها ، ومن هنا كثيراً ما يلجأ ابنه الأكبر صاحب السمو الأمير عبد الله بن عبد العزيز بتكريم الرجال والأسر الذين تربطهم ذكريات ومواقف مع والده رحمه الله، وكثيراً ما يتذكرهم ويسأل عن أبنائهم وعائلاتهم وفاءً لوالده ولرجالاته ، فبره بوالديه لا حدود له ، وفي مجلس سموه تدار الأحاديث عن قضايا الساعة ولا تخلو من المرح والمؤانسة ، ولا يخفى سموه محبته لمنطقة حائل ـ مسقط رأس سموه الكريم ـ ويتذكر بواكير النهضة فيها ، ويعلق سموه على الأحداث اليومية ويبدي دائماً رأيه الواضح فيها ، وهو متابع للأحداث وتظهر ثقافته الواضحة في أحاديثه عن قضايا الساعة، وهو منظم في مواعيده وأوقاته وكل من تعامل مع سموه يدرك ذلك بجلاء ، حتى أن كثيراً من رؤساء الإدارات الحكومية في المنطقة يقولون على سبيل المداعبة إننا نضبط ساعاتنا على مواعيد سموه الكريم خصوصاً في الاحتفالات التي يحضرها في إداراتهم دعماً لأبنائه في المنطقة، وسموه الكريم لا يتقيد بساعات العمل الرسمية ، فعمله يمتد متى ما كان هناك حاجة لذلك ، ولا ينقطع مجلسه العامر إلا بالنداء إلا الصلاة .

إن الحديث عن صاحب السمو الأمير عبد الله بن عبد العزيز بن مساعد آل سعود ( أمير منطقة الحدود الشمالية ) لا ينتهي ، فسيرة سموه العطرة ومكانته العظيمة لا تكفيها هذه السطورالقليلة ، ولكني أردت أن أعبر عن مشاعر الشكر والامتنان لسموه الكريم ، ولوقع كلماته الطيبة عن أبنائه أبناء المنطقة ، وإشادته الكريمة في محافظات المنطقة التي يزورها ويتفقد احتياجات أهاليها ، فشكراً سمو الأمير ، وهنيئاً لنا بهذه المدرسة التي تتعلم منها الأجيال الشمالية ، ولا شك أنها امتداد لفصول مدرسة أكبر بدأها المؤسس طيب الله ثراه واستكملها أبناؤه من بعده ، وسار على خطاهم أمراء المناطق ، فالفصول مجتمعة تكون مدرسة ً تنير الأجيال بمجالس تصنع الرجال [/ALIGN]

[COLOR=blue][ALIGN=RIGHT]أ. منيف بن خضير[/ALIGN][/COLOR]


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com