[ALIGN=CENTER][COLOR=blue]افتح ياسمسم أبوابك[/COLOR]
سأصفق كثيراً لمدير عام مكتب التربية لدول الخليج الدكتور علي بن عبدالخالق القرني ، هذا الأكاديمي والإداري والكاتب المتميز ، وفعلاً المتميزون أينما تضعهم ينجحون ويبدعون .
سبب التصفيق أن الدكتور القرني يسعى لإعادة إطلاق البرنامج الشهير “افتح يا سمسم ” عبر مذكرة تفاهم (قبل حوالي الشهر والنصف) مع “ورشة سيسمي” SESAME WORKSHOP . ، ليشاهد الجيل الجديد من الأطفال هذا البرنامج التعليمي الرائع والذي انطلق في منطقة الخليج قبل31 عاماً وتحديداً في خريف عام 1979، وهو أول إنتاج مشترك باللغة العربية(من إنتاج مؤسسة البرامج المشتركة لدول الخليج العربي). وقد تم إنتاج 130 حلقة. وقد أنتجت وبثت بصورة يومية في مختلف البلدان العربية. وهو النسخة العربية من المسلسل الأمريكي شارع السمسم ( ( Sesame Stree .
إن ما قدمه برنامج افتح يا سمسم من تعريف الأطفال بالعالم العربي والصناعات التي يتقنها أهل كل بلد، ومبادئ الحساب، والتعرف على الكثير من الحرف اليدوية، وتهجئة الحروف، ومعرفة الكلمات والتراكيب والجمل، بالإضافة إلى العديد من الجوانب الدينية و الصحية والثقافية، أسهم في توسيع مدارك الطفل العربي ، ونقله نقلة نوعية. وقد قدم كل ذلك بأسلوب ترفيهي مشوق عبر شخوص المسلسل التي نافست في شهرتها نجوم وأبطال الشاشة الصغيرة في وقتها ، وتم تمرير العديد من الرسائل التعليمية والتربوية عبر دمى وشخصيات المسلسل مثل نعمان، وملسون، والضفدع كامل، وأنيس، وبدر، وقرقور، وكعكي ، وكل هذه الشخصيات موجودة في النسخة الأمريكية ولكن نعمان وملسون هما شخصيتان خاصتان بالنسخة العربية ، وهذا ما يجعل مكتب التربية أما مسؤولية عظمى في استحداث شخصيات عربية جديدة بالتنسيق مع ورشة سيسمي الكبرى والتي أنتجت شخصيات لا تنسى على مر العصور . وهي ـ بالمناسبة ـ مؤسسة غير ربحية تعليمية قامت بإحداث ثورة في برامج الأطفال التلفزيونية على مدى 40 عاماً من خلال برنامج ” شارع سمسم ” المشهور. وتقوم “ورشة سيسمي” بإنتاج برامج محلية أيضاً تحت مسمى “شارع سيسمي”، تشاهد في أكثر من 140 بلداً في العالم . ومن هنا تبرز أهميتها في تبني برنامج مهم ومطلوب مثل برنامج “افتح ياسمسم” . والذي يشمل منهجه ( وفق الاتفاقية المبرمة بين المكتب وورشة سيسمي ) موضوعات واسعة ثرية ومتنوعة في الثقافة العربية والتراث، والاستعداد للمدرسة، وأنماط الحياة الصحية، وأهمية تعليم الفتيات. وسوف يتم بث محتوى برنامج “افتح يا سمسم” على شاشات التلفزيون، ومن خلال الكتب، والمواد الإعلامية الأخرى.
والدكتور على القرني أكد (في أحاديث إعلامية سابقة ) ” أن برنامج افتح ياسمسم هو بالضرورة مبادرة تعليمية وليس عرضاً تلفزيونياً فحسب ومن هنا كان من الطبيعي أن يبادر المكتب إلى المشاركة بفعالية في رسم الخطوات المنهجية لهذا البرنامج الذائع الصيت ليكون محتواه متسقاً مع السياسات التعليمية في دولنا ومتماشيا ًمع روح العصر ومتضمناً مهارات القرن الواحد والعشرين فضلاً عن القيم والأخلاقيات التي نريد أن نكرسها لدى أطفالنا في وقت أصبح الإعلام بوسائله العديدة يشكل مدرسة أكثر تأثيراً على الأطفال والشباب ”
والدكتور القرني كأكاديمي خبير وتربوي محنك يدرك تأثير وسائل الإعلام جيداً وخصوصاً التلفزيون كما تشير الدراسات المتنوعة ، حيث كشفت دراسة علمية حديثة أعدتها الهيئة العامة للتعليم التطبيقي في الكويت الشقيقة عن عادات وأنماط سلوك مشاهدة الأطفال الكويتيين للتلفزيون في مرحلة رياض الأطفال و المرحلة الابتدائية(ونشرتها جريدة القبس في الأربعاء 04 أغسطس 2010 ,23 شعبان 1431 , العدد 13357 ) ، وطبقت الدراسة على 989طفلاً من جميع محافظات الكويت ، ووجدت الدراسة أن أكثر من %86 من أطفال الروضة والابتدائي يشاهدون التلفزيون يومياً ، ومن اللافت للنظر أن نسبة كبيرة من الأطفال يشاهدون التلفزيون لوحدهم وفي ساعات العصر تحديداً ، ويفضلون برامج توم وجيري وعيش سفاري والجاسوسيات ، وثمة تقارب كبير في الدراسة بين تلاميذ الروضة والابتدائية . وطبعاً ما ينطبق على أطفال الكويت ينطبق على أطفال كثير من دول الخليج لتقارب العادات والتقاليد ، والدراسات كثيرة في هذا السياق وكلها تجمع على أهمية التلفزيون وخطورته في الوقت ذاته .
وبالطبع لن يغيب عن ذهن الدكتور القرني وزملائه أن متابعي افتح ياسمسم الأمس (الآباء والأمهات حالياً) غير متابعيه اليوم ، فالمتغيرات كثيرة والمؤثرات أكثر ، وسابقاً لم يكن لدينا إلا قناة واحدة أما الآن فالبقاء للأقوى والأفضل والأذكى فقط ، فالأطفال أذكياء ويميلون إلى المرح وتحدي القدرات ولن يقبلوا ببرامج ساذجة لا تتحدى قدراتهم .
في الدراسة الآنفة الذكر شددت على ضرورة مشاهدة الآباء للتلفزيون مع أبنائهم ليوضحوا لهم ما يتعسر عليهم فهمه، ونحن ننادي الدكتور القرني عبر مشروع إعادة برنامج افتح ياسمسم ونقول له :
نرجوك يا دكتور بأن نستطيع أن نشاهد هذا البرنامج مع أبنائنا بحلته الجديدة ومحتواه الذي يراعي الأذواق ، تماماً مثلما نفعل مع توم وجيري .[/ALIGN]
[ALIGN=RIGHT][COLOR=blue]منيف خضير[/COLOR][/ALIGN]
