[SIZE=4][B][ALIGN=CENTER]يامعالي وزير العمل .. القطاع الخاص يبيعون عليكم الوهم![/ALIGN]
يا معالي وزير العمل.. يا متوهجا مثل رعشات الفجر، يا متوغلا بالبياض، هذه المرة سأمنحك زهرة قرنفل، وكلام جميل مباح، أعرف في قلبك متسع للبهجة وللقبول والإنصات، يا معالي وزير العمل.. كلما طوقني صخب السعودة يثور في دمي الحراك فأعود إليك كفراشة تتغذى على رحيق البنفسج والياسمين، البارحة يا معالي الوزير رميت بعض الحصى في نافورة بيتي الصغيرة فأنداح بعض الماء، أوقدت شمعة، وابتهجت كثيرا بالمقالات العديدة التي أرسلتها لك يوما ما وزينتها بالحسان من المفردات والكلام الفريد، وكيف كانت السعودة، وكيف صارت، وإلى أي مآل ستصير، وكيف مر عليها الدهر وقد مر ثقيلا، سأفتح حنجرتي لك هذه المرة، سأحاول أن أصرخ، حتى تنسكب الشمس من نافذة مكتبك، سأجيئك بالكتابة والشعر والاشتعال والغيوم الماطرة والورد والحمام واليمام، سأركض إليك كالغزال في البراري، أبحث معك عن عشبه خلود السعودة، بعد أن نظفر جدائلها، ونجمع لها ضياء القمر، حتما سنوقد لها سراجا للفرح، وقنديلا للبهجة، ونتسامر معها، بدون إحباط ولا قهر ولا يأس ولا اهتزاز، يامعالي وزير العمل بين أصابعي يفيض الكلام، ويرتوي القول، ويمتليء الوقت بالرطب الجني، سأهش على فراشة قلبك الحالم لنتسابق معا نحو الشمس بين حقول الوطن اليانعة، سنذهب حتى نهاية المطافات، يدنا اليمنى على أول السعودة ويدنا اليسرى على آخر السعودة، نرسم معا السعودة، نصبغها بالألوان اليانعة، نزهو بها، ونرمي عليها الآتي بالأمنيات العذاب، نقطف وردة ونمنحها لكل سعودي يجيء يبحث عن الغد الرفيف، المتمادي بالبياض وبالطهر وبالنقاء، يا معالي وزير العمل.. لست متشائما وليس بي طيرة، لكن بي خوف جليل من بعض الشركات والمؤسسات الذين يبيعونكم الوهم الكبير ويوهمونكم البهتان، أن بعض هذه المنشآت تمارس في الخفاء أبشع أنواع التعذيب المعنوي (لتطفيش) السعوديين لترميهم بعدها على الأرصفة في الشوارع الخلفية، إنهم يمارسون عليكم أبشع أنواع الكذب والزيف والنفاق والدجل والرياء، أنني أعي جيدا ما أقوله، وأدرك يقينا ما أكتبه، بأن هذه البعض من المنشآت الكبيرة والصغيرة لها الدور الكبير والمميز في محاولة إسقاط السعودة وذبحها ووأدها أو ورميها في الأودية السحيقة، إنني يا معالي الوزير.. أتحدث من واقع تجربة كبيرة ومريرة عشتها ومررت بها ولا أتحدث من فراغ أو من خلال كهوف خربة صدئة، إن هذه البعض من المنشآت تضع الفرد السعودي في مؤخرة اهتماماتها التنموية وخططها الإستراتيجية وليس في برامجها قنوات للتدريب والتأهيل لهم، بل تمنحها لغيرهم مع سابق الإصرار والترصد والبغي، إنني لا أكتم سرا وللعدل والصدق إذا ما قلت أيضا بأن مخرجات التعليم وبرامج التدريب المهني الحالية عامل مساعد وقوي في إضعاف السعودة وكساحها، إن هذه المؤسسات التعليمية والمعاهد التدريبية بكافة أشكالها تمنح الشهادة ولا تمنح الفكر وتطوير الموهبة وإنجاحها، إن معاول هدم السعودة كثيرة ومتشعبة ولا يتسع الوقت والمكان لجردها بكل جزئياتها ومكوناتها المهولة، لكنني أقول ولكونكم تعملون على قدم وساق لإصدار برامج وخطط سعودة جديدة ستدفعون بها في الأيام القليلة القادمة كما علمنا وسمعنا بأن خطط السعودة لو طبقت فعليا أو أريد لها التطبيق وفق حس وطني وتجرد من الجميع بكافة أطيافهم لأوجدت لنا أكثر من (500.000) خمسمائة ألف وظيفة بل يزيد. ولأصبحنا بعدها نبحث عن عاطل سعودي واحد ولن نجد، يقينا لن نجد، نعم هذه هي الحقيقة الناصعة بذاتها وتفاصيلها وألوانها، يا معالي وزير العمل.. أيقن بأنك بعد هذا لن تغفو على وسادتك وفوق رأسك شمس وقضية، حتى تصوغ لنا النشوة والفرح، وتواجه الهواء والنهار والطواحين الكثيرة من جديد، وحتى تنفذ تطلعات وآمال ولاة أمرنا الذين يرجون لنا الكثير من المنى والسلوى والجنان الوارفة والمستقبل المشرق.
[COLOR=blue]
رمضان جريدي العنزي
كاتب صحفي بجريدة الجزيرة[/COLOR][/B][/SIZE]
